وقفة مع (الآتي من بلاد الشمس إلى مدن الصقيع) للباحث المهندس علي هائل القدسي

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 138 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
وقفة مع (الآتي من بلاد الشمس إلى مدن الصقيع) للباحث المهندس علي هائل القدسي

بذاكرة إسترجاعية متقدة الحضور في استدعاء محطات وتفاصيل الذكريات والأحداث والمواقف والقصص التي عاشها وعايشها، وبأسلوب شيق ولغة وصفية عذبة سلسة  متخففة من التعقيد، وبأسلوب كتابي مترع بالأحاسيس وطافح بالحنين ومخضب بالذكريات، يأخذنا ويحلق بنا الصديق الحميم والباحث والكاتب المهندس على هائل القدسي، في رحلتة (السير- ذاتية)، عبر إصداره الذي حمل عنوان:

(الآتي من بلاد الشمس إلى مدن الصقيع).

يصحبنا فيها إلى محطات وقصص عديدة، في حياته مسلطًا ضوء ذاكراته وكتابته للفترة الممتدة من مطلع الستينات إلى منتصف الثمانينات، وهي فترة مسيرة حياتية العلمية، بدء من معلامة فقيه القرية مرورًا بمدرسة ناصر بمدينة تعز.. ثم عودته لإكمال دراسته الابتدائية في القرية، والاعدادية والثانوية داخل الوطن اليمني، وانتهاءًا بابتعاثه للدراسة إلى (الاتحادالسوفيتي سابقًا) لنيل شهادتي البكالوريوس والماجستير، وهو ما ذهب إليه في عنوان الكتاب.. اليمن- بلاد الشمس، وهو مستوحاة من قصة مملكة سباء، ومدن الصقيع مدن الاتحادالسوفتي. حيث اكمل فيها دراسته العليا.

يعد هذا الاصدار الثاني بعد اصداره الأول لمجموعة شعرية بعنوان (ترنيمة الجدة).

احتوى إصداره (الأتي من بلاد الشمس إلى بلاد الثلج).. بين دفتية: 129 صفحة من الحجم المتوسط، وبقدر ما يأتي هذا الاصدار من حيث مضمونة.. كـ  سيرة ذاتية تذكرية لوقائع حياة المؤلف، فأنه قد اتخذ في  منحى أسلوبي يتمازج فيها الطابع السرد القصصي بالبعد الحكائي والسيروي هذا التضافر الأسلوبي للكتاب.. لمجمل السيرة الذاتية أسهم في إضفاء البعد الأدبي لسيرة المؤلف الذاتية.. مماجعلها على قدر من التشويق للقارئ يحفزه على متابعة القراءة والأحداث والقصص والذكريات والعادات والتقاليد والأسماء والتسميات التي رافقت تلك أجيال تلك المرحلة.. بالاضافة إلى ذلك القدر من السلاسة، وروح الظرافة التي تشيء بها بعض الأحداث والمواقف، وسردها بعذوبة لاتبعث على الملل.

ثمة قدر من الإحتفاء والإمتنان بالاشخاص الذين أسهموا في مساعدته ودعمه وتشجيعه أثناء طفولته المبكرة.. لاينسى الكاتب وهو يلتقط تفاصيل أحداث ومواقف مر بها من الإشادة بأدوارهم المختلفة عند كل حدث.. بدءًا بمعلامة قريته أو بالفقيه الخوجة في منطقة (المصلى) الذي ختم على يديه المصحف.

يستهل المؤلف المهندس علي القدسي تقديم الكتاب بإهداء الكتاب إلى والدته ووالده المتوفي وإلى زوجته وأفراد أسرته..

إن السيرةالذاتية التي يسردها المؤلف المهندس علي القدسي وإن بدت غنية بالاحتفاء بالأمكنة والعادات والتقاليد   والشخوص المصاحبة لمراحل حياة المؤلف، إلا أن هذا التعدد يسنده إحتفاءا لشخصية محورية واحدة.. تكاد تكون هي بطلة قصة سيرة المؤلف التي لاينقطع حضورها.. في مسرح أحداث سيرته، ويستطيع القارئ أن يتلمس عبرها دور البطولة في مراحل   السيرة القصصية للمؤلف وهي شخصية (الأم) أم المؤلف، التي قامت بدور الأب والأم معًا عقب وفاة والده قبل أن يفتح المؤلف عينيه على الحياة.

يشكل كتاب (الآتي من  بلاد الشمس إلى مدن الصقيع)، الذي يتناول سيرةحياة المؤلف الذاتية، تقاطعًا مع سيرة حياة جيل بأكمله عاشته أجيال تلك المرحلة من حيث طابع العصر والمستوى الاجتماعي والاقتصادي والعادات والتقاليد التي تكاد تشكل بصمة مشتركة طبعت سماتها على ذلك الجيل بعد قيام ثورة سبتمبر عام 1962، العام الذي ولد فيه مؤلف الكتاب وفتح عينبه وبصيرته على إيقاعات الحياة العامة وملامحها المختلفة فيها.

لم ينسى المؤلف وهو يستعرض محطات سيرتة الذاتية العلمية من الإحتفاء والإمتنان لعدد من أبناء قريته، وبعض أقاربه أو لآخرين يتعرف عليهم في محطات مختلفة من سيرته العلمية، معترفًا بعطائهم وأسهامتهم في تحفيزة لخوض واكمال دراسته.. هذه المساعدة والدعم والتشجيع أثناء طفولته المبكرة أو في مراحل متقدمة، للأم كما أشرنا حيث يعتبرها المؤلف بمثابة وقود الطاقة والتحفيز الذي جعله يتخطى الصعوبات ويتجاوزها متقدمًا للأمام وبتفوق.. لاسيما بعد أن رحل والده مبكرًا قبل أن يتعرف عليه.

لقد لعبت الأم دورًا بطوليًا من حيث تقديم  الرعاية والإهتمام والتشجيع والدعم ماديًا  ومعنويًا، فقد عاملته بعاطفتي ورعاية (الأم والأب معًا) الأم التي لاينقطع حضورها ووصاياها العشر لولدها، وهي تتلوها على مسامعه قبل أن يغادر قريته ويسافر بعيدًا في رحلته العلمية، ويستطيع القارئ أن يتلمس عبرها دور البطولة في مراحل  السيرة القصصية للمؤلف كلها.

تكشف سيرة الذاتية المهندس علي القدسي وتشي عن روح متصالحة شفافة على قدر من التناغم والإنسجام مع نفسها ومع العالم  من حولها..

ويتجلى ذلك في السيرة من خلال الأثر والدور البالغ للأم في التنشئة والتربية والتوجية والرعاية والإهتمام والعطف..

حيث تبدو في الكتاب إنها أم غزيرة العاطفة وبالغة الحنان والأهتمام والرعاية وعلى قدر كبير من المسئولية تجاه ولدها،ووصاياها مرسومة بدقة في ذاكرة المؤلف، في عدد من المواقف في بلاد الغربة ومدنها البعيدة، وتزوده بذخيرة للسلوك وحدود التعامل مع  مختلف الناس والحياة أثناء سفره ووجوده بعيد عنها.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

استياء شعبي عارم في حضرموت من ممارسات "درع الوطن" الاستفزازية ورفع علم اليمن على الجدران

عدن تايم | 928 قراءة 

مشرف حوثي يعدم أسرة كاملة بدم بارد في صنعاء

حشد نت | 858 قراءة 

موقف أمريكي إماراتي بشأن اليمن

المشهد اليمني | 763 قراءة 

توتر في عدن عقب إصرار الانتقالي على رفع علم الانفصال والمحافظ يرفض

الموقع بوست | 604 قراءة 

صحفي جنوبي يوجه نصيحة للمجلس الأنتقالي بالإبتعاد عن هذه الخطوة التي ستقودهم الى الخسارة !

يمن فويس | 596 قراءة 

أنباء عن توجيهات رئاسية عاجلة للمسؤولين الحكوميين بمغادرة عدن فورًا.. ماذا يجري؟

المشهد اليمني | 557 قراءة 

تفاصيل مكالمة هاتفية بين العليمي والخنبشي

الوطن العدنية | 501 قراءة 

تحشيد حوثي كبير صوب جنوب اليمن

عدن حرة | 472 قراءة 

عاجل:وفاة ابرز واكبر القيادات الجنوبية

كريتر سكاي | 460 قراءة 

السعودية تنفذ حكم الإعدام بحق قاتل قائد قوات التحالف في وادي حضرموت

بوابتي | 356 قراءة