٢٦ سبتمبر.. روح البسطاء المتقدة

     
سبأ نت             عدد المشاهدات : 276 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
٢٦ سبتمبر.. روح البسطاء المتقدة

[22/09/2024 06:42]

عدن ـ سبأنت- غمدان اليوسفي

تكبر ذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر كل عام في أعين الشعب اليمني، وتكبر معها نزعة التحرر من قيود الإجرام السلالي، ويحاول الحوثيون أن يبيدوا ذكرى الثورة من ذاكرة الناس، لكن ذكرى سبتمبر تثبت أن تلك الثورة شجرة عميقة الجذور، مهما حاول البعض اقتلاع أفرعها وجذوعها تظهر أغصانها ثانية بدون أن تأبه للعابرين على ترابها.

في السنوات الأخيرة يطغى احتفال اليمنيين شعبياً بهذه الذكرى على الاحتفالات الرسمية، وهي رسالة تبرز أن مبادئ ثورة 26 سبتمبر تظل حاجة الإنسان العادي قبل غيره، وأنها ملجأه بعد أن حاولت الجماعة الإجرامية إلغاء تلك المبادئ مبنى ومعنى.

تزدان وسائل التواصل الاجتماعي بأصوات أبناء وبنات اليمن وهم يقرأون بيان الثورة وإعلان الجمهورية الذي قُرئ ليلة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر في العام 1962، إنها حركة شعبية جديدة لأول مرة يتم تنفيذها، وتعد هذه الحركة بمثابة استعادة لتفصيل مهم في تفاصيل الثورة المجيدة، ونزعة تتنامي بين الأجيال، حيث لوحظ أن البيان يتم قراءته أمام الكاميرا من الأطفال أيضا، وهذا التعبير الجديد على الساحة اليمنية يعزز تعدد الثقافة السبتمبرية، والابتكارات المقاومة لحصار الحوثي على المظاهر الاحتفالية، والتي وصل الأمر فيها لاعتقال من يرفعون علم الجمهورية في شوارع صنعاء كما حدث العام الماضي.

هذا العام بدأت المليشيات الحوثية بالاختطافات باكراً في محافظة إب، والعاصمة صنعاء، وكلما كثرت الاعتقالات للناس بسبب سبتمبر كلما وجد الناس طرقاً جديدة للاحتفاء بهذه الذكرى العظيمة على قلوبهم.

تتناثر الأغاني السبتمبرية على صفحات التواصل الاجتماعي منذ دخول شهر سبتمبر، حيث أصبح العيد شهراً وليس يوماً واحدا، واعتبره أبناء اليمن شهر الوطن الأول، فأصبحت الموسيقى الثورية والقصائد والمقالات تزين الصفحات الشخصية والعامة كاحتفال يومي يبهج قلوب اليمنيين من مختلف مشاربهم، ولم يعدم الناس وسيلة لمواجهة المليشيات الإرهابية، فكل أغنية أو قصيدة أو رفع علم هو بمثابة رصاصة في صدر المليشيات التي ترى في ذكر سبتمبر هو ذكر للجحيم المرتقب عليها.

تجري الاستعدادات الأمنية القمعية في صنعاء لخنق أي احتفال بالذكرى المجيدة، وقال أحد القادة الحوثيين "إن الاحتفال يفترض أن يكون رسميا فقط، وهو ما ينبئ عن حملة قمعية يجري الترتيب لها لكل من رفع علما جمهوريا".

ألغى الحوثيون أهداف الثورة من الصحف الرسمية، وخاصة صحيفة الثورة التي دأبت على نشرها بشكل يومي على صحافتها، وأصبحت مقولات الصريع حسين الحوثي بديلاً لتلك الأهداف الإنسانية العظيمة، لكن تلك الأهداف أصبحت اليوم مقروءة ومدروسة أكثر من أي وقت مضى من عمر الجمهورية.

يلغي الحوثيون أول أهداف الثورة، وهو الهدف الذي تحدث عن التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما، وإقامة حكم جمهوري عادل، وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات.

تكبر تلك الفوارق بفعل رسمي من قبل المليشيا الحوثية الإرهابية، وتمنح حق المناصب والمكاسب والمغانم للسلالة أولاً وقبل كل الناس، ثم تمنح بقية الناس المغارم التي يرون فيها حقاً مكتبساً للسلالة الهاشمية.

احتكروا كل شيء، وسلبوا الناس أموالهم وأولادهم وحقوقهم في الحياة والتعليم والصحة والتحرك والسفر، ونهبوا منازل معارضيهم وعبأوا السجون والمعتقلات بهم.

تكبر الهوة بين أبناء قادة المليشيا السلالية والشعب، لتعيد إلى الأذهان تلك الطبقية التي اكتوى بنارها اليمنيون خلال عقود وقرون ما قبل الثورة، والتي فصلت الشعب إلى طبقات لخدمة السلالية المستبدة.

يتكئ اليمنيون اليوم على إرث جديد بدأ قبل عشرة أعوام، أرث من القهر والحصار والظلم والسجون والتعذيب وسلب الناس حقوقهم المادية والإنسانية، وقبله إرث اجتهدت الجمهورية خلال نصف قرن على معالجة آثار الإمامة التي أبقت اليمن خارج خارطة الحياة طوال حكمها، وكان مشهد التحديث بالنسبة لحكامها جريمة يجب أن تواجه بأعتى أسلحة القهر والموت.

كانت تلك الظروف هي الذخيرة التي قامت أركان سبتمبر العظيم الى أساساتها، واليوم تتشابه الظروف كما لو أن الإماميون الجدد لم يستوعبوا ما حصل للإمامة السابقة، فساروا على نفس النهج، وكل الملامح تشير إلى أن السير على ذات الدرب سيؤدي إلى نفس المصير.

يتغنى اليمنيون اليوم بالبيت الشعري الذي اختصر فيه المناضل الكبير عباس المطاع ما دار قبل سبتمبر، وكأنه يعيد اليوم صياغة المشهد بحذافيره (من السجون ارتضعنا غضبة البركان، ومن صدى القيد صغنا أروع الألحان) واليوم تمتلئ السجون بالمقهورين والمغلوبين على أمرهم، وآخرهم موظفي المنظمات الدولية الذين أخفتهم آلة القهر الحوثي بدون أي سبب يذكر، وقبلهم موظفي السفارات والمنظمات ممن فصلت لهم تهم لا ترتقي لأن تكون تهم للمزاح وليس للمحاكمات وتبرير أحكام الإعدام التي أصبحت جزءا من حياة السياف الجديد الحوثي.

تأتي ذكرى ثورة ٢٦ سبتمبر اليوم محملة بثورة نفسية تجتاح اليمنيين من البسطاء قبل السياسيين وأرباب الفكر وغيرهم كما كان في السابق، اليوم تأتي من القاعدة صوب القمة، فالثورة اليوم في النفوس جزء أصيل من كريات الدم الحرة، ولن تصبح في أي يوم مجرد اسم عابر للاحتفال.. إنها أم الجمهورية، والجمهورية أم العدالة والمساواة، بين الهاشمي والمهمش.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل: تطور خطير في حضرموت.. مواجهات مسلحة تسفر عن قتلى وجرحى

موقع الأول | 541 قراءة 

عاجل : بيان رقم ( 1 ) صادر عن وزارة الداخلية اليمنية

يمن فويس | 527 قراءة 

هاني بن بريك يكشف مصير أبناء المحافظات الشمالية في عدن

نافذة اليمن | 479 قراءة 

تفاصيل اللحظات الأخيرة.. وفاة شاب أثناء أداء الصلاة في مسجد معاذ بعدن

موقع الأول | 452 قراءة 

اعتداء واقتحام داخل وزارة الخارجية يثير مخاوف من تصاعد خطاب الكراهية والمناطقية في عدن

اليمن الاتحادي | 393 قراءة 

هاني بن بريك يحسم الجدل ويكشف مصير (الشماليين) في (الجنوب)!

موقع الأول | 375 قراءة 

مستشار طارق صالح الإعلامي يبرر لمشروع الإنفصال

يمن فويس | 374 قراءة 

إنذار رئاسي حاسم: العليمي يمنح هيئة التشاور مهلة أخيرة قبل اتخاذ قرار مصيري

نيوز لاين | 356 قراءة 

الإعلامية مايا العبسي تعلن اعتزال برنامجها الأشهر طائر السعيدة في رسالة مؤثرة

نافذة اليمن | 352 قراءة 

اختفاء الأموال.. دهشة وحيرة بوادي حضرموت في اليمن اكتشف القصة كاملة

المشهد اليمني | 352 قراءة