احدثت نكبة 21 سبتمبر 2014م تغيرات عميقة في المجالات الاجتماعية والسياسية والإقتصادية خلال العشر السنوات الماضية والتي تنذر بكارثة مجتمعية قد تتجاوز الجرائم العنصرية التي مورست في جنوب أفريقيا وفي الدول الأوربية ابان حكم الكهنة .
وسنحاول في المشهد اليمني التطرق على أبرز التغيرات الجوهرية والتي يمكن ملاحظتها بسهولة ويسر وخاصة للمواطنين الذي تجاوزت أعمارهم الثلاثين العام والذين عاصروا مدة زمنية كافية خلال حقبتي النظام الجمهوري اليمني والحكم السلالي العنصري المتخلف والذي سنتناولها في ثلاثة مجالات أساسية .
أولا: التغيرات الإجتماعية
اجرت نكبة 21 سبتمبر تغيرات عميقة بعد ضربها للنسيج الإجتماعي اليمني في محاولة سلالية غبية بإستعداء أكثر من 95% من اليمنيين لصالح أقلية لاتتجاوز الخمسة في المائة من خلال ممارساتها العنصرية والتي نهبت فيها الأقلية هذه أموال اليمنيين وتحويلها للخارج لصالح القوى الشيعية وخلق حالة من السخط قد تفضي في الأخير إلى انفجار شعبي وتصفيات قد لا تسطيع الخروج منها كما عملت في ستينيات القرن الماضي خلال الفترة 1962م - 1978م والتي إنتهت بسقوط حصار العاصمة صنعاء الذي كان يعرف بإسم "حصار السبعين" وتم التغاضي على جراح مئات السنين من العنصرية المقيته .
استطاعت القوى الأمامية خلال الستينيات من القرن الماضي بالخروج دون تصفيات وثارات بعد ان رعت المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية إتفاق تقاسم السلطة بين القوى الأمامية والقوى اليمنية المتطلعة لأخذ حقوقها غير منتقصه والتي سهل في الحصول عليها التقارب الإقليمي من جانب والتسامح الداخلي من جانب آخر نتيجة لعدم وجود عمليات إجرامية بإعداد كبيرة وحصر القتال في جبهات المعارك لكن إدخال المليشيا الحوثية الثارات بشكل خبيت إلى الازقة والحارات والعزل والقرى قد يفقد عملية التسامح المستقبلية نظرا للتجاوزات في ارتكاب الجرائم والمخالفة للأعراف والعادات والتقاليد والقيم اليمنية منها تفجير عشرات المنازل واعتقال الأطفال والنساء والشيوخ وإهانة الشخصيات الاجتماعية وعمليات السحل والتنكيل والتي لم تشهدها اليمن من قبل والتي قد تعرض فيه جماعات صعدة المرتبطة بإيران والقوى الشيعية في المنطقة السلالة إلى مواجهة شعب بأكمله .
أهدرت المليشيا الحوثية دماء اليمنيين ومارس عناصرها عمليات القتل والاغتصاب بحق النساء والأطفال وحتى ان كانت فردية وحالات محدودة لكن دفاع المليشيا الحوثية عن المرتكبين لهذه الجرائم جعل المليشيا في إنتظار ثأر مستقبلي التي تتطلب من القوى السلالية الناي بنفسها عن المشروع الحوثي والذي قد يعرضها للعنف بينما القيادات الحوثية قد تغادر البلاد إلى البلدان الداعمين لها في ايران او لبنان وتركها تواجه مصيرها .
ساهم العنفي الإجتماعي الحوثي الى تفكك الترابط الإجتماعي وتجاوز القيم المحلية والروابط التاريخية والحضارية بين الطبقات اليمنية إلى تطرف ديني وقبلي يزداد توسعه مع تزايد المدة الزمنية في بقاء الحوثيين في السلطة فخلال عشر سنوات جعلها تفقد علاقاتها المجتمعية وتزايد مدة حكمها سيجعها اكثر عداء مع الشعب الذي سينقض عليها .
ثانيا : التغيرات الإقتصادية
دمرت المليشيا الحوثية خلال العشر السنوات من نكبة 21 سبتمبر 2014م الإقتصاد الوطني والتي انخفضت فيها قيمة العملة الوطنية أمام العملة الوطنية أكثر من ثلاثة أضعاف حيث كان سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد يساوي 190 ريال يمني مطلع عام 2014م ومع انقلاب المليشيا الحوثية ارتفع الصرف إلى 530 ريال .
وفي جانب التضخم ارتفعت أسعار السلع عشرة أضعاف بما فيها السلع الغذائية والأدوية والسلع الأخرى حيث ارتفع سعر المواد البترولية من 3 آلاف ريال للجالون - 20 لتر - للبترول أربعة أضعاف إلى 10 ألف ريال و11 ألف ريال لمادة الديزل لكن المواد الغازية ارتفعت عشرة أضعاف من 700 ريال إلى 7 آلاف ريال وتمثل كارثة على اليمنيين كونها المادة الأساسية للطبخ .
ارتفعت أسعار الأدوية أكثر من خمسة أضعاف رغم ان الدولة كانت تجرم فرض الضرائب على الأدوية لكن المليشيا الحوثية تتعمد في قتل اليمنيين بالأمراض لذلك رفعت أسعار الأدوية بعد فرضها الضرائب الباهظة عليها وتم تخصيص خدمات المستشفيات الحكومية وفرض ضرائب باهظة على المستشفيات الخاصة والعيادات والمراكز الصحية والتي رافقها عدم مقدرة 80 % من اليمنيين على شراء الأدوية ومراجعة المستشفيات عدى القيادات الحوثية والسلاليين والذين يتم تقديم العلاج لهم والخدمات الطبية في المستشفيات الحكومية مجانا .
وفي جانب التعليم تم خصخصة المدارس والجامعات بعد فرض رسوم كبيرة رافقها تسرب العديد من الطلاب من المدارس والجامعات وعدم قدرة الآخرون من اليمنيين في الإلتحاق بالمدارس والجامعات والتي تم رفع أسعار التسجيل فيها رغم انها كانت مجانية وفقا للدستور والقوانين النافذة لكن المليشيا تحاول تجهيل اليمنيين حتى يسهل تشييع المجتمع وإعادة الخرافات بما فيها خرافة ولايه الفقيه والخمس لنهب اليمنيين .
ثالثا : التغيرات السياسية
تسببت نكبة سبتمبر الحوثية في إنهيار النظام السياسي اليمني والذي كان قائما على رئيس جمهورية منتخب من الشعب إلى أمام والمتمثل في عبد الملك الحوثي والذي ينظر إلى نفسه أنه معين من الله وبذلك تم إعادة الحكم في اليمن إلى الحكم الكهنوتي خلال عصور الانحطاط في اليمن والتي رافقها الجهل والأمراض والجوع .
وتم التفريط في السيادة اليمنية وفصلها من محيطها العربي إلى تابع لإيران وتحويل اليمن إلى ورقة لصالح الفرس والتي كان آخرها استهداف خزانات النفط من قبل الطيران الأمريكي الإسرائيلي بعد نقل الحوثيين المعركة التي كانت مرتقبه ضد إيران إلى اليمن وتحويل الأراضي اليمنية إلى ساحة للصراع المحلي والإقليمي والدولي لتدمير اليمن .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news