سفير اليمن لدى اليونيسكو لـ”يمن ديلي نيوز”: الخلافات وتقصير الاعلام وضعف المناهج أعادت الامامة إلى صنعاء

يمن ديلي نيوز

: مع قدوم العيد الثاني والستين لثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962 يناقش “يمن ديلي نيوز” مع عدد من المفكرين والكتاب والمتخصصين اليمنيين يتحدثون عن العوامل التي أدت إلى عودة الامامة مجددا، ولماذا لم يتم تحصين الجمهورية وكيف يمكننا عدم الوقوع في الخطأ مرة أخرى.

ومع أن جلد الذات لم يعد مجديا، إلا أن من المهم التوقف عند الأخطاء التي وقعت فيها الجمهورية بعد ثورة 26 سبتمبر، حتى نذكر الجيل الحالي والقادم بعظم الخطأ الجسيم الذي أدى إلى أن تدفع ثورة 26 سبتمبر هذا الثمن الباهض من دماء أبنائها ومن حاضر ومستقبل هذا البلد.

وبداية هذه النقاشات مع الدكتور “محمد جميح” سفير اليمن لدى اليونيسكو الذي أشار إلى مسؤولية قوى الثورة اليمنية بمختلف توجهاتها في غياب تحصين ثورة 26 سبتمبر، فضلا عن تقصير الاعلام والمناهج الدراسية والعديد من العوامل التي أدت إلى عودة الامامة بثيابها الحوثي.

يقول: أحد أبرز العوامل التي أسهمت في عودة الامامة بنسختها الجديدة ممثلة في جماعة الحوثي في المقدمة الصلح الذي أبرم في نهاية الحرب الإمامية الجمهورية في 1968 والذي بموجبه عاد الاماميون بزي جمهوري واشتركوا في الدولة ومنها تغلغلوا في المؤسسات المختلفة للدولة من أمن وجيش وجهاز دبلوماسي وإدارة حكومية والخدمة المدنية.

وأردف: كانوا طوال هذا الوقت ينظمون أنفسهم وينتظرون اللحظة التي كانت بدخول الحوثيين صنعاء في 21 سبتمبر من العام 2014.

ومن ضمن ما ساعد الامامة على العودة مجددا بثوب الحوثيين – يقول “جميح” – الخلافات الجمهورية سواء كانت هذه الخلافات قبلية أو حزبية أو سياسية أو مناطقية للأسف الشديد.

سبب آخر يضيف “جميح” وهو عدم إدراك الصف الجمهوري لخطورة الاماميين، إذ ظن الجمهوريون بحسن نية أن الاماميين تخلوا عن مشروعهم السلالي الذي يقوم على نظريات الحق الإلهي، ولكن اتضح أنها كانت سذاجة وإن هؤلاء لا يعملون للبلد ولا للجمهورية ولا للدولة، وإنما يعملون لمشروعهم الخاص.

الأنظمة المتعاقبة

واعتبر جميح في حديثه لـ”يمن ديلي نيوز” عدم تحصين “القيم الجمهورية من قبل الأنظمة الجمهورية المتعاقبة بعد الثورة شكل خطأ كبيراً.

وقال: كان يفترض أن يكون هناك اهتمام بالقيم الجمهورية وبمبادئ وأهداف ثورة سبتمبر. الأهداف الستة كان يفترض أن يكرس لها حيزا واسعا في مناهج التعليم وفي الجامعات وفي الأنشطة الموازية في التدريس وكذلك في المخيمات الصيفية والدورات الثقافية.

واستدرك: لكن للأسف الشديد لم تكن الجمهورية حاضرة في كل هذه الانشطة الحضور الذي ينبغي، وكذلك في نشر التعليم والمدارس التعليمية الحديثة في المناطق التي كان الاماميون يسيطرون عليها بصفة دينية أو بوجاهة اجتماعية.

وتابع: لم تكن هناك مدارس منتشرة بشكل مناسب في مناطق معينة، وهذا سمح للاماميين بنشر أفكارهم عن طريق المساجد التي يسيطرون عليها وعن طريق بعض من يسمونهم العلّامة، الذين كانوا يبثون هذه الأفكار الإمامية خلال فترة الجمهورية إلى أن حان وقت نضج هذه الأفكار وحصد الثمار.

تقصير إعلامي

وتحدث سفير اليمن لدى اليونيسكو “عن تقصير إعلامي “بشكل كبير في التركيز على أهداف ثورة سبتمبر، كما أن الأحزاب السياسية التي اتخذت رموزاً لتوجهاتها السياسية والفكرية من خارج اليمن، قصرت كذلك إزاء إعطاء رموز سبتمبر حقهم.

وأردف: كان بالإمكان أن يكون الزبيري رمزاً لحزب سياسي، وأن يكون السلال أيضاً رمزا لحزب سياسي، وهكذا الأحزاب السياسية بمختلف توجهاتها الدينية والقومية واليسارية كان يفترض أن تتخذ رموزاً يمنية بدلاً من اتخاذ رموز أخرى مما أدى إلى خفوت الشخصية القيادية اليمنية من ثوار سبتمبر وظهرت لدينا أجيال منقطعة عن تاريخ سبتمبر ومنقطعة عن رجال سبتمبر الذين فجروا الثورة ضد الإمامة وهذا طبعاً سهل وصول الإماميين إلى عقول وقلوب كثيرين.

كيف نحمي الثورة

وعن وسائل حماية الثورة حاليا قال الدكتور “جميح” لـ”يمن ديلي نيوز”: يفترض لحماية مكاسب وأهداف الثورة أن نقوم بما لم نقم به من قبل، أن تركز مناهجنا التعليمية على مبادئ ثورة ستة وعشرين سبتمبر، أن تركز وسائل الإعلام على هذه المبادئ وعلى تاريخ سبتمبر وأهداف سبتمبر والتضحيات التي قدمها رجال سبتمبر.

ودعا “جميح” على تخليد رموز الثورة اليمنية وأبطالها، وأن تدرس شخصياتها التاريخية ضمن مناهج التدريس وأن يكون هناك تكريس بشكل مستمر لمبادئ الثورة وتضحيات الثوار في وسائل الإعلام في المدارس، وفي الجامعات، من أجل أن لا نكرر الخطأ ومن أجل أن نسد الفتحات والثقوب التي تسلل من خلالها الإماميون إلى الصف الجمهوري.

مرتبط

الوسوم

ثورة 26 سبتمبر

جماعة الحوثي

سفير اليمن لدى اليونيسكو

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط