بعث الاجتماع الذي جمع بين عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح ورئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي ووفد من المجلس الانتقالي الجنوبي، في العاصمة المؤقتة عدن، مسحة من التفاؤل في الشارع اليمني بإمكانية توحيد القوى الفاعلة على الأرض وذات التأثير الفعلي في المشهد السياسي.
وقالت تقارير محلية إن اللقاء شهد التطرق إلى سبل التعاون والتنسيق المشترك بما يعزز الجهود المبذولة لمواجهة ميليشيات الحوثيين وجماعات الإرهاب والتطرف بمختلف أشكاله، وأكد الطرفان ضرورة استمرار التواصل والتنسيق الفعال في مختلف الملفات والقضايا ذات الصلة، وتشكيل لجنة تواصل وتنسيق لمتابعة المستجدات.
واعتبر عضو مجلس القيادة الرئاسي عبدالله العليمي اللقاء الذي جمع قيادتي المجلس الانتقالي الجنوبي والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية بزعامة طارق صالح “تعزيزا لوحدة الكلمة وتماسك الصف الوطني”.
وقال في منشور على منصة إكس إن “كل لقاء أو حوار كان محدوداً أو موسعاً هو علامة صحية في جسد الدولة، ومثلما أن الخلافات في الرأي مهما كان حجمها هي ظاهرة صحية فإن العمل على تجسيرها هو الموقف الطبيعي والصحيح”.
ورأى مراقبون محليون أن اللقاء بين صالح وعيدروس كان منتظرا منذ فترة، لاسيما أن الرجلين يتفقان على جملة من الملفات المهمة، ويمكن أن يكونا حليفين قادرين على رسم خارطة الوضع النهائي للحل السياسي في اليمن.
ورجّحت أوساط محلية إمكانية تشكيل غرفة عمليات واحدة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وبين المقاومة الوطنية، بما يقطع الطريق أمام التمدد الحوثي ويمنع حصول المزيد من التشرذم في صفوف القوى الوطنية شمالا وجنوبا.
وعلّق الخبير العسكري والإستراتيجي محمد عبدالله الكميم على لقاء طارق صالح وعيدروس الزبيدي قائلا “لمن لا يعلم فإن علاقاتهما في تكامل وتعاون تام وفي أوج قوتها وبريقها، وهي تصل إلى درجة لا يتوقعها أكثر المتفائلين، وتأكدوا أن اجتماعهما بهذه الكيفية وبهذه الصورة فيه خير لكل اليمن”.
ورحّب القيادي في المقاومة الجنوبية أديب العيسي بأيّ حوارات سياسية بين مختلف القوى اليمنية. وفي تصريح صحفي قال “نرحب بأيّ حوارات سياسية بين مختلف القوى السياسية في اليمن والجنوب، لما للحوار من قيمة إنسانية، ولكن نؤكد على أن الأولوية يجب أن تكون لحوارات بين مختلف القوى اليمنية الشمالية فيما بينها والقوى الجنوبية فيما بينها، يعني كل واحد منهم يتحاور مع أصحابه ويخلقون شراكة بينهم وبعد ذلك يتم الحوار إذا كان هناك حوار صادق”.
واعتبر العيسي أن الحوار شيء جميل، لكنه أشار إلى أن “طارق محمد عبدالله صالح قائد المقاومة الوطنية لا يمثل الشمال كله، وعيدروس الزبيدي والمجلس الانتقالي الجنوبي لا يمثلان الجنوب كله”.
وما يميز هذا الحوار هو الاستعداد للتعامل بشفافية وشجاعة مع جميع الملفات المطروحة على الطاولة، حيث يدرك الطرفان أن المرحلة الحالية تتطلب مواجهة الحقائق بجرأة، بعيدًا عن المناورات السياسية.
وأكّد المحلل السياسي صالح أبوعوذل أن هذه الخطوة تعتبر “فرصة لتوحيد الصفوف في مواجهة التهديدات المشتركة التي تواجه اليمن والجنوب والمنطقة برمّتها، سواء من الجماعات المسلحة الإرهابية في اليمن أو تنظيم القاعدة أو التدخلات الإقليمية والدولية”.
وقال “بفضل هذا الحوار يمكن للطرفين التوصل إلى تفاهمات سياسية وأمنية تعزّز قدرة القوى الوطنية على مواجهة هذه التحديات بفاعلية”، مشيرا إلى أن “الحوار بين المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الوطنية لم يكن أمرًا سهلاً في ظل الانقسامات التي شهدها المشهد السياسي اليمني خلال السنوات الماضية. ولكن هذه الخطوة تظهر رغبة الطرفين في تجاوز الخلافات الداخلية والعمل سويًا من أجل تحقيق المصالح الوطنية العليا”.
ومن جانبه أبرز الكاتب الصحافي صالح علي الدويل باراس أن طبيعة الصراع الإقليمي والدولي في المنطقة تفرض على المجلس الانتقالي الجنوبي الدخول في تحالفات مرحلية مع بعض القوى اليمنية شريطة أن تكون هذه التحالفات واضحة وتحترم فيها أهداف وتطلعات شعب الجنوب وخياراته الوطنية.
وأضاف أن اللقاء بين طارق محمد عبدالله صالح وعيدروس الزبيدي يمثّل رسالة لأكثر من جهة محليا وإقليميا ولكنه لن يكون ذا جدوى إن لم يتم فيه الالتزام باحترام ثوابت كل طرف والبدء بتناول صادق وعدم ممارسة الخداع تجاه القضية الجنوبية.
الحبيب الاسود : كاتب تونسي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news