(عدن توداي)
بقلم/ نجيب الداعري
ان رحيل عزيز غالٍ يخلق فجوة في النفس لا يردمها الزمن, انما يبلسمها الصبر والاحتساب ، فكل نفسٍ ذائقة الموت لكن مشاعرنا البشرية غالب فيها الحزن لكنه حزن فقد واشتياق لا تبرم واعتراض
فالمصيبة تقتحم النفوس, وتكون غالبا قاسية بصدمتها فتنضغط المشاعر لحظة ان نفقد عزيزا ، فتحترق المشاعر بالفقد لكنها تألفه وتتعايش معه ، فمن نعم الله ان حرارة المصيبة ولذعتها يمتصها الزمن ، فنذرف الدموع مهما كابرنا ان نخفيها ونحن نعلم عدم جدواها لكنها نفثات نفسٍ تتهالك فتنهمر دموعها علها تطفي ما يحرق الفؤاد من لظى يتوقد بين الضلوع وتظل (انا الله وانا لله راجعون) بلسم تضميد الجرح ونزيف الفراق وجبر المصاب ومع ذلك يظل شريط الذكريات يمر بكل تفاصيله وحرقته يستثير احزان تستوطن الاعماق ..
فكم ضحكنا معا ..كم عانينا كم فرحنا كم وكم وكم …
ما اقسى الرحيل الموجع ومع قسوته تستوطن عليه النفس وتألفه ويدور دولاب الحياة التي تملا فراغ العزيز بكلياتها الكبيرة وتفاصيلها الصغيرة,,
وعندما يرحل من يعز علينا فراقهم يصاب المرء منا بحاله من الحزن والوجع يخالطها شعور بالدهشة وعدم التصديق ولكن!!! هي اقدار الله عز وجل, اللهم لا اعتراض لحكمه,,
يعلم الجميع تحديدا من يقطن مدينة شقرة الساحلية وما حولها ومحافظة أبين عموما برحيل المفاجئ للرجل الأنسان والذي غادرنا دون ان يودع احدا, رحل بابتسامة عريضة, يتذكرها كل من عرفه من خلالها, رحل بعد غرس في نفوس محبيه اسمى معاني الحب والخير
حديثنا يحكي عن الرحيل المفاجئ والذي اوجع وافجع محبيه وكل من عرفه ,,انه الأستاذ والمربي الفاضل علي محمد سالم الجولي
مواليد :: م1963
الحالة الأجتماعية: :متزوج و اب لثلاثة اولاد وبنت,,
رحل من تتلمذ على يديه في الحياة الأزلية اجيال كان بالنسبة لهم الاب والاخ والرفيق والصديق والخليل والمربي والقائد والقدوة الحسنة في فنون التربية ومكارم الأخلاق ومن حمل على عاتقه صفات التواضع والصدق والامانة والجود وكرم الضيافة
ابو سيم طيب الله ثراه كان كذلك مثالاً وعنواناً للأخلاق العالية, ,صار قصة وحكاية تدٌرس في كتب التواضع,, شخصية هذا الرجل جعلته الرغم الصعب عند محبية ,فتألق وأبدع في عصره ابان توليه لمنصب رئيس نادي شباب شقرة الرياضي بالمدينة الساحلية للفترة من العام 1993 وحتى العام 2000م رغم ضعف الأمكانيات المتاحة حينها,,
ترجل عن دنيانا من كانت ابتسامته سحر المنظرين, ومن بأخلاقه افرح الكثيرين صغاراً وكباراً ومن بتواضعة قدم دروس للمبتدئين في شتى جوانب الحياة التربوية والأجتماعية والرياضية والثقافية والسياسية ايضا
رحمة الله تغشاك ياأبا وسيم , فقد جعلت من عرفك حينها يتشوق في كل لحظة وحين ليشد الرحيل من أجل ان يستنشق من هواء الساحل الجميل المطل على مدينة شقرة الساحلية ساحرة الرياضة والعراقه والأصالة, لتواجد امثالكم فيها
الاستاذ/ علي الجولي رحمة الله قصة وحكاية لن ياتي الزمان بمثلها, كان داعما ومساهما ومؤسسا وصانعا ومفكرا ورجلا ذات اخلاق وعلاقات تجبر من عرفه بالانصياع والإنصات لكلماته المليئة بالمحبة والألفة
من يعرفه كيف له أن يحصي صفاته وخصاله بمجموعة كلمات أو بمنشور على موقع الفيس بوك او جروبات الواتساب.. تبّاً لأفكار جعلتني أحاول الكتابة لكي أنصفه ثم جعلتني أشعر بالخجل عندما أدركت التقصير الكبير في حقه .. فكل مفرداتي وكلماتي لن تفيه أبداً , أي والله أشعر بالتقصير الكبير في كل ماقلته.. وكيف لا أكون مقصراً ؛وهو المربي والاب والاخ الأستاذ/ علي الجولي
منذُ عرفناه هو ذلك الكريم بفطرته التي توارثها منذُ نعومة اظفاره ,,شجاع و مقدام وصريح القول ولا يخاف في الله لومة لائم، فمن منا يذكر الصراحة ولا يخطر بباله الاستاذ الجولي,, ذلك الرجل الصادق ، ورجل الخير والتواضع ، فمن منا ومنكم لم يلمس تواضعه وأخلاقه من خلال رؤيته وهو يتخاطب مع الصغير والكبير,,
رجل لايعرف الرياء ولا الكذب ولا التلوّن ولا التناقض ولا التصنّع ولا المبالغة في أفعاله وأقواله,
أي رجل كان.. رحمة الله عليه.
وداعاً أيها النبيل والاخ والأب والزميل..
وداعاً بدم العيون لا بدموعها ..
والموت لن ينسينا إياك،
قد ماتَ قومٌ وما ماتَتْ مكارِمهم ..
وعاشَ قومٌ وهم في الناسِ أمواتُ
وأنت يا ابا الوسيم ممن تظل مكارمهم خالدة للأجيال جيلا بعد جيل,, ,,
رحمك الله استاذ علي الجولي وغفر لك وأسكنك الله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا,,
اللهم والهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news