في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، ودّعت الساحة الفنية الفنانة القديرة ناهد رشدي عن عمر ناهز 68 عامًا، بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإبداع الفني، خاصة في مجال الدراما التلفزيونية.
ناهد رشدي، التي حظيت بحضور قوي في العديد من الأعمال الفنية، برعت في تجسيد أدوار بقيت في أذهان الجماهير لسنوات. ويعتبر من أبرز هذه الأدوار، شخصيتها في المسلسل الشهير "لن أعيش في جلباب أبي"، وتحديدًا مشهد "فرح سنية"، الذي أصبح حديثًا على منصات التواصل الاجتماعي بعد مرور سنوات على عرضه.
"فرح سنية": حكاية مشهد لا يُنسى في تاريخ الدراما المصرية
تدور أحداث "فرح سنية" حول قصة عبد الغفور البرعي، الرجل العصامي الذي بدأ حياته من الصفر ليصبح من أصحاب الثروات الطائلة، ما جعله هدفًا للعديد من الأطماع. من بين هؤلاء نبيل، ابن الوزير السابق، الذي قرر الزواج من سنية، ابنة عبد الغفور البرعي، طمعًا في ثروة والدها.
ورغم موافقة العائلتين على الزواج، فإن حفل الزفاف لم يخلُ من المفاجآت والتوترات.
أحد المشاهد المحورية في هذا "الفرح" هو عندما اشترطت عائلة نبيل، وخصوصًا والدته وأخته، أن يتم إحياء الحفل بواسطة النجمة فيفي عبده والمطرب سمير صبري، إلا أن المفاجأة جاءت مع استبدال الفنانين بشخصيات أخرى، ما أثار امتعاض العائلة.
أما عائلة عبد الغفور البرعي، فقد كانت تعيش لحظات من الفرح العارم، حيث قام عبد الغفور برقصة شهيرة أصبحت فيما بعد "ترند" على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما أظهرت شخصيات أخرى في المسلسل، مثل "سيد" و"فهيم أفندي"، سعادة بالغة خلال الحفل.
تفاعل الجمهور مع مشهد البوفيه
أحد أكثر المشاهد الطريفة في "فرح سنية" كان مشهد البوفيه، حيث تألقت الفنانة الكبيرة عبلة كامل في دور "فاطمة كشري"، الأم الحنونة التي كانت تسعى لتأمين راحة الجميع.
ومن المشاهد التي عُلقت في ذاكرة الجمهور، جملتها الشهيرة لعبد الغفور: "كُل أنت يا عبده، خليك في نفسك". كذلك، شهد المشهد لقطات كوميدية جمعت بين فتحية (سهير الباروني) وهي تجمع الطعام في كيس، ما أثار الضحك بين المشاهدين، إلى جانب الشجار الطريف بين بنات عبد الغفور حول المكرونة.
ناهد رشدي تتحدث عن "فرح سنية"
في إحدى مقابلاتها السابقة، تحدثت ناهد رشدي عن تجربتها في تصوير هذا المشهد الشهير، مشيرة إلى موقف طريف حدث أثناء التصوير.
في برنامج "صاحبة السعادة"، قالت ناهد: "كان في مشهد حصل بجد، مدام كوثر العسال دخلت الاستوديو وشافت الأكل، وامتعضت من رائحته ورائحتنا، فتم إضافة هذا الموقف للسيناريو".
وفي حديث آخر خلال ظهورها في برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا"، كشفت ناهد عن شعورها أثناء تصوير المشهد قائلة: "كنت قاعدة في السرير مبتحركش والمشهد عامل دوشة كبيرة على السوشيال ميديا". وأضافت: "في البداية لم أحب الدور، ولكن الآن إذا تم إعادة العمل سأقدمه بشكل أفضل".
وأشارت أيضًا إلى أنها لم تكن متحمسة للدور في البداية، لكن المخرجة رباب حسين هي من أقنعتها بقبوله، خاصة بعد أن أنجبت طفلين، ما جعلها تتردد في قبول دور طالبة في الثانوية.
وداعًا ناهد رشدي
برحيل ناهد رشدي، تفقد الساحة الفنية واحدة من أبرز نجماتها، التي أبدعت في تقديم شخصيات متنوعة أثرت وجدان المشاهدين.
ورغم مغادرتها الحياة، إلا أن إرثها الفني سيظل حيًا في قلوب محبيها، وخاصة من خلال مشاهدها الخالدة التي لا تزال تُشاهد وتُناقش على نطاق واسع حتى اليوم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news