يمن ديلي نيوز:
شهدت محافظتي المحويت وذمار (شمال ووسط اليمن) خلال الأيام الأخيرة من شهر أغسطس/آب الماضي أمطارا غزيرة تسببت في تدفق السيول وحدوث انزلاقات أرضية ووفاة وفقدان العشرات وتدمير مئات المنازل.
وبحسب الاستغاثات القادمة من المناطق المنكوبة في المحافظتين يشكو المتضررون من وضع إنساني غاية في السوء، وغياب شبه كلي لدور سلطات جماعة الحوثي التي تسيطر على المحافظتين، بعد تراجع دور المنظمات الدولية بسبب اعتقال عشرات الموظفين الأمميين.
وتلقى “يمن ديلي نيوز” لأكثر من مرة استغاثات من سكان محليين في محافظتي المحويت وذمار تطالب بالعمل على إيصال الوضع الإنساني “المأساوي” الذي يعيشه السكان المنكوبون جراء تخلي الجميع عنهم وتركهم يواجهون الموت وحدهم.
كما وجهوا لأكثر من مرة استغاثات لسلطات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، بحشد المنظمات الدولية للتدخل وإغاثة المنكوبين والذين يقدرون بعشرات الآلاف، في ظل حديثهم عن تقاعس الحوثيين في تقديم الإغاثة وتعرض المساعدات للنهب من قبل اللجان التي تشكلها سلطات الحوثيين في مناطقهم.
وأمام الاستغاثات المستمرة خاصة للمنكوبين في ملحان تواصل “يمن ديلي نيوز” مع السلطات المحلية في محافظتي المحويت وذمار لمعرفة كيف يشاركون أهاليهم في المناطق المنكوبة مأساتهم رغم إدراكهم بوقوف الحوثيين حائلا في وصولهم إلى المنكوبين؟
وننوه هنا إلى أن “يمن ديلي نيوز” تواصل مع مسؤولين في السلطة المحلية بمحافظة الحديدة التي تأثرت بكارثة الفيضانات إلا أن انشغالاتهم حالت دون قدرتهم على موافاتنا بجهود السلطة المحلية في مشاركة المنكوبين بالمناطق الخاضعة للحوثيين.
الكارثة في ملحان
البداية مع وكيل أول محافظة المحويت “احمد صلح” الذي تحدث عن جهودهم في كارثة السيول بمديرية ملحان حيث قال: مع بداية حدوث الكارثة في مديرية ملحان، تواصلت السلطة المحلية الشرعية للمحافظة مع شخصيات في المنطقة لعمل حصر بالأضرار، ثم تم تشكيل لجنة من السلطة المحلية لمتابعة الأمر.
وأشار “صلح” في تصريح لـ“يمن ديلي نيوز” إلى أنهم تواصلوا مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور “رشاد العليمي”، ووزيري الإدارة المحلية، والخارجية لمخاطبة الخارجية السعودية، ومركز الملك سلمان، لإغاثة المتضررين من السيول في مديرية ملحان.
وذكر أن محافظ المحافظة “صالح سميع”، التقى وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها، “شايع الزنداني” في العاصمة السعودية “الرياض” من أجل التنسيق مع مركز الملك سلمان لإغاثة أبناء ملحان، حيث وعد الوزير بأخذ الأمر بعين الاعتبار واعطاءه أهمية قصوى”.
وأضاف وكيل محافظة المحويت: “راسلنا العديد من المنظمات والجهات، وأيضاً وزارة التخطيط والتعاون الدولي في عدن، وبعض المنظمات، والتي قد بدأت تنشط في المنطقة بمبالغ رمزية، ولا زلنا بصدد المتابعة للرسائل التي تم تحريرها، حتى تتم المقابلة”.
وعن العوائق التي تمنع وصول الإغاثات إلى مديرية ملحان، قال “صلح”: “ابتعادنا عن المنطقة ووجودنا في محافظة مأرب، سبب عائق ومعرقل لنشاطنا”، داعيا جماعة الحوثي المصنفة إرهابياً، والتي تسيطر على المحافظة بقوة السلاح لفتح الطرقات، وتسهيل وصول المنظمات الإنسانية والإغاثية إلى منطقة ملحان”.
وأشار إلى أن احتجاز الحوثيين لموظفي الأمم المتحدة لا يخلي مسؤولية الأمم المتحدة في إغاثة المتضررين في ملحان الذين يعانون أشد المعاناة، مؤكدا أن السلطة المحلية مستعدة لمناقشة سبل توصيل المساعدات للمتضررين في المديرية.
وتابع: نحن هنا نعيش معاناة السكان في مديرية الملحان المعروفة بوعورتها، ونبذل كل مابوسعنا لإيصال صوت المنكوبين، ونعمل من أجل تحريك المنظمات الإنسانية للتحرك إلى المنطقة وبفضل الله تمكنا وبمساندة وسائل الاعلام من إيصال الكارثة للمجتمع الدولي.
وفي 27 أغسطس/آب الماضي، تعرضت مديرية ملحان لكارثة إنسانية جراء السيول الجارفة وانفجار البرك المائية، إثر أمطار غزيرة شهدتها المحافظة، تسببت في مقتل وفقدان أكثر من 50 شخصا وتهـدم عشرات المنازل في نحو 20 قرية.
الكارثة في وصاب
في السياق، تحدث وكيل محافظة ذمار “فضل الحربي” عن متابعة مستمرة من قبل سلطات المحافظة منذ اللحظة الأولى لوقوع الكارثة التي شهدتها مديرية وصاب السافل، جراء الامطار الغزيرة التي استمرت لساعات طويلة، وأسفرت عن وفاة وفقدان 37 مواطن.
وقال “الحربي”، في تصريح لـ“يمن ديلي نيوز”، إن السلطات المحلية في المحافظة تسعى منذ وقوع الكارثة وحتى هذه اللحظة، لحشد كافة الجهود الإغاثية، والتواصل مع العديد من الجهات المعنية، لإغاثة المواطنين في كل القرى والعزل المنكوبة، انطلاقا من مسؤولياتها الوطنية والقانونية تجاه أبناء المحافظة.
وأشار إلى أن السلطات المحلية لمحافظة ذمار وجهت نداء استغاثة عاجل، لمنظمات الأمم المتحدة والمنظمات المحلية والاقليمية والدولية، بسرعة التدخل لإغاثة منكوبي وصاب الذين يعانون اوضاعا إنسانية غاية في الصعوبة”.
وأضاف “الحربي”: الوضع الإنساني في مديرية وصاب السافل، “يزداد سوءًا كل يوم في ظل تخلي سلطات الأمر الواقع التابعة لجماعة الحوثي عن المواطنين المنكوبين وتركهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم، وغياب شبه تام لدور المنظمات في إغاثة المتضررين”.
ووجه نداء ودعوة عبر “يمن ديلي نيوز”، لكافة المنظمات الأممية والدولية لإغاثة المتضررين، مؤكدا أن المأساة الإنسانية الراهنة في مديرية وصاب السافل لا تحتمل أي تباطئ أو تأخير في جهود الإغاثة”.
ومساء الجمعة 30 أغسطس/ آب، شهدت مديرية وصاب السافل بمحافظة ذمار، أمطاراً غزيرة وسيول اجتاحت عدة قرى مخلفة وراءها خسائر “فادحة” في الأرواح ودمارًا واسعًا في الممتلكات، حيث تسببت في وفاة نحو 33 شخصاً وجرفت 23 منزلاً، في منطقتي الجُرف والخصب بعزلة بني موسى مخلاف قوير.
مرتبط
الوسوم
كوارث السيول
كارثة السيول في ملحان بالمحويت
وصاب السافل
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news