كتبه أ. د. عبدالله عبدالله عمر
مقارنة بما قدمّ أوائلنا من المسلمين حتی سقوط الخلافة العثمانية،
لم نقدّم إلا اهتمامات فيما ليس له مردود علی مجتمعاتنا المسلمة؛ ولتعرف الفرق بيننا وبين أجدادنا الأوائل ممن حملوا الإسلام بصدق ويقين وفهم عميق إليك في أدنی المنشورة صورة كتاب (ماذا قدّم المسلمون للعالم ) وفيه (اسهامات المسلمين في الحضارة الإنسانية) لمؤلفه د. راغب السرجاني الكتاب الذي نال جائزة مبارك للدراسات الإسلامية، يتحدث مؤلفه عن الحضارة الإسلامية وما أحدثه الإسلام في البشرية ابتداءً من تحريرها من عبودية العباد و محاربة التمسح بالأحجار والاعتقاد في الأشجار إلی إصلاح نظام الحياة بمختلف مجالاتها.
كتاب (ماذا قدّم المسلمون للعالم) هو مؤلف ماتع ونافع وجدير بالقراءة والتصفح؛ ليعرف المرء ما الذي قدّمه المسلمون منذ إعلان الوحي أنّ طريق والهداية و النور والسيادة هو العلم النافع وفق منهج استدلالي سليم، أدته القلم ووسيلة تحصيله القراءة (اقرأ باسم ربك الذي خلق) العلق الآية ١، ودعوته إلی التفكر في مخلوقات الله عز وجل؛ لإفادة مخلوقات الله - العليم السميع- إلی بناء المكتبات ودو العلم مرورًا بتبرع المسلمين بالأوقاف علی ما ينفع المسلمين من مساجد، ومدارس، ومستشفيات، وأعمال خيرية كثيرة إلی بناء الحدائق والمتنزهات وشق الطرق وتزيينها بالأشجار ونشر الجمال في كل منحی من مناحي الحياة، كم سنعدد ما قدّمه أجدادنا المسلمون للبشرية من خيرات وإسهامات وما تنعم به البشرية اليوم من خير وحضارة دليل علی ذلك، فدعوة لكل منهزم نفسيًا إلی قراءة تاريخ المسلمين العظيم وتراثهم الزاخر حضاريًا وعلميًا وثقافيًا وعسكريًا واجتماعيًا لنبني شخصياتنا ولو علی المستوی الفردي.
والسؤال المهم: ماذا قدمنا في عصرنا الحديث للمسلمين وللعالم غير الصراعات الطائفية والنزاعات الحزبية والسياسية و إحياء المناطقية والبحث عن المعايب لبعضنا بعضًا.
ماذا قدّمنا غير ترصد أخطاء ولاة الأمور وتضخيم أخطاء تقع هنا أو هناك تكاد تكون ملتصقة بالسلطان ومن بديهات الدولة في هذا الزمن، كما أخبر نبينا- عليه الصلاة والسلام - حين قال:" ستكون بعدي أثرة وأمور تُنكرونها فاصبروا" أي سيستأثر من يحكمنا بالأموال والسلطان فلا نكون سببًا في زعزعة أمن المسلمين، و تنبيهًا لنا كي لا نعيد مآسي التفرُّق، وما عانته الأمة من التعصب الديني الذي تسبَّب في سفك دماء المسلمين و في سفك دماء الصحابة رضي الله عنهم.والخوارج أنموذجًا واضحًا يُعاد اليوم استنساخه.
فماذا قدمنا اليوم غير زعزعة أمن بلدان المسلمين وتسليط دول الكفر علی بلاد المسلمين بفهمٍ خاطئ للإسلام الدين القيم، ولكي تعرف كم نحن مغبونون؟ وكم أضعنا من أوقاتنا الثمينة و بذلنا جهودًا كبيرة مضنية فيما لم نؤمر به؟
فما علينا إلا أن نقرأ نحن وتقرأ هي وأنت وهم كتب التاريخ وما قدمه المسلمون للحضارة الإنسانية من إسهامات كبيرة وكبيرة جدًا فيما يتعلق بحياة الإنسان أو فيما يتعلق بما ينتفع به بنو البشر.
ومن أيسر كتب التاريخ و أسهلها كتاب د. راغب سرجاني المذيل به المنشور.
فهل من تأمل لتغيير واقعك ولو علی مستوی شخصيتك؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news