قصة صحفية أعدها لـ”
يمن ديلي نيوز
”
محمد العياشي
في قلب محافظة ذمار، وتحديدًا في مديرية عنس، حيث تلتقي الجبال بالسماء، وُلِد “أدهم العطوي” شاب تملأه الحماسة وطموح التغيير.
يعيش “العطوي” في السادسة والعشرين من العمل، وهو أب لطفلين، سلطان وريماء، ينظر إليهما بعين الأمل ويشعر بعبء المسؤولية الملقاة على كاهله.
يعمل “أدهم” في صفوف قوات الجيش اليمني بمحافظة مأرب، وهو أحد ضباط اللواء 203 مشاة ميكانيكي.
بعد أن أكمل دراسته في المدارس المحلية، التحق بمظاهرات 2011 “ثورة شباب اليمن 11 فبراير/شباط 2011” التي عمت معظم المحافظات اليمنية والتي انتهت بالتوصل لتسوية سياسية جرى بموجبها نقل السلطة عبر الانتخابات إلى نائب الرئيس صالح “عبدربه مصور هادي”.
يقول أدهم في حديثه لـ “يمن ديلي نيوز” : “كانت ثورة سلمية، لكننا واجهنا عنفًا مفرطًا من السلطة. إذ أُصبت ثلاث مرات، إحداها برصاص مطاطي في ساقي اليمنى”.
هذه الجروح لم تمنعه من مواصلة المشاركة في التظاهرات، ومع تصاعد الاحتجاجات، وتدخل قوات الأمن لقمعها كسرت رجله محدثة جراحًا أثرت على استمراره في تلك التظاهرات لكنه قال إنها لم تؤثر “على عزيمته”.
كان ذلك أمام جولة النصر (كنتاكي سابقًا) والتي أصبحت رمزًا لتضحيات الشباب.
بعد سنوات من الألم والإصابات انضم إلى الفرقة الأولى مدرع وعمره 18 عامًا في العام 2013 ليبدأ مبكرا خوض معركة النضال ضد جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا.
واجه جماعة الحوثي في معركة أرحب وهمدان، ثم انتقل إلى “جبل ضين-عمران” تحت قيادة اللواء محمد علي المقدشي.
شارك “أدهم” في معارك مختلفة ضد الحوثيين، مخاطراً بحياته، حيث أصيب في تلك الأيام في رأسه بشظايا قذيفة، لكنه أصر على العودة إلى ساحة المعركة، مجددا مدفوعًا بشغف الانتقام من الظلم الذي حل ببلاده. “كما يقول”.
يؤكد أدهم أنه كان شاهدًا على التحولات الدراماتيكية داخل اليمن، خاصة عند سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر 2014. ووسط الأزمات، انتشرت المقاومة الشعبية في عدد من المحافظات الجمهورية، في مواجهة جماعة الحوثي بعد اجتياحهم للعاصمة صنعاء.
ومن أرحب وعمران قرر “أدهم” الانتقال إلى مكان آخر يمكنه من مواصلة قتال جماعة الحوثي متوجها إلى مأرب حيث تجمعت كافة الأطياف فيها بعد انقسام الجيش.
كان أدهم من بين من التحقوا مبكرا بصفوف المقاومة في منتصف عام 2015 حيث انضم إلى مقاومة ذمار الشعبية تحت قيادة العقيد/ علي بن علي العسودي الذي قضى خلال معارك مأرب، وشارك في معارك شرسة.
ومع تقدم الأحداث، استهدفته الحرب مرة أخرى، وجرح مرتين خلال المعارك العنيفة في جبهة صرواح غرب محافظة مأرب، لكنه استمر في السعي نحو هدفه، وأُصيب مجددًا للمرة الثالثة أثناء عمله كسائق إسعاف، ما أدى إلى بتر رجله اليمنى.
شارك أدهم في تعزيز جبهة الفرضة والجوف والمخدرة والجوبة من عام 2017 إلى 2019.
تتألم عائلة أدهم من جروحه المستمرة، لكنهم دائمًا كانوا مصدر دعم له.
يقول: “كان والدي ووالدتي يدعوان لي بالثبات ويشجعاني على الاستمرار.” إن تجارب أدهم ليست مجرد قصة شخصية، بل هي مرآة لعذابات وشجاعة الكثير من اليمنيين الذين يقفون في وجه التحديات من أجل مستقبل أفضل.
تروي الجراح والاعاقة التي يعيشها “أدهم” تاريخه في قتال الحوثيين، لكنه يقول إن ما يحمله جسده من جراحات مثال حي على مقاومة الشعب اليمني، وجزء من قصة أمة تسعى للكرامة والأمل رغم التحديات.
لم يترك “أدهم” متارسه حتى اليوم وهو بتأكيده مستمر بجراحه إلى جانب المرابطين في جبهات القتال، التي يرى أنها أصبحت تسكنه، كما يسكنه حلم دحر الحوثيين من صنعاء وباقي المحافظات.
يضيف أدهم لـ”يمن ديلي نيوز” “نحن متمسكون بموقفنا: إما النصر أو الشهادة، وهذا هو الطريق الذي اخترناه، ولا مكان لفقدان الأمر أو اليأس، فنحن هنا ندرك أننا على الحق، وأن جراحنا أوسمة على جباهنا مهما واجهنا من إهمال الحكومة وتقصيرها.
وأضاف: من واجب الشرعية (الحكومة المعترف بها) أن تهتم بأبطالها الجيش ومنهم الجرحى وعائلات الشهداء فهم الصمام الحقيقي للجمهورية.
وفي ختام حديثه لـ”يمن ديلي نيوز” أصر “أدهم” على توجيه رسالة لزملائه في مختلف الجبهات بالثبات والحفاظ على وحدة الصف. مختتما: الطريق الذي اخترناه هو طريق الشرف والكفاءة ولن نتخلى عنه.
مرتبط
الوسوم
قصة صحفية
مأرب جبهات القتال
ضابط يقاتل الحوثيين بقدم واحد
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news