الكتابة عنك أشبه بتسلق جبال الهملايا دون معرفة أكيدة أو قياس مؤكد عن نسبة ارتفاعها عن سطح العبارة ومقام الحرف..
أشعر أنني أبدو أشبه بـ مغامر يريد قطع أدغال وغابات أفريقيا.. دون معرفة بمخاطر مخالب وحوشها الكاسرة…
إذن…. يبدو أن الكتابة عنك نوع من المغامرة غير المحسوبة النتائج !!
ثمة أسئلة لابد أن تشحذ سكاكين أسئلتها الحادة في وجهي… عن أي عبدالكريم!؟.. سأكتب وكيف لي أن أمسك بك وبأي خيط علي أن أقبض.. أنت المتوحد في التفرد والمتعدد في الحضور.. أي طريق أسلك ولأي عبدالكريم أتوجه.. وأي رازحي اتخذه سبيلا إليك!؟.
هل أكتب عن عبدالكريم الرازحي الشاعر.!؟. أم عن عبدالكريم القاص والحكواتي المنفرد حد اقصى محطات التمايز.. أم عن الكريم الطفل الذي اختطفته حوريات الجن وهو يعتلي ضهر حماره.. عندما كان يتنقل بحثًا عن الماء في بين جبال الأعبوس وحيفان والمفاليس.. هل أكتب عن عبدالكريم الشاعر المختلف في حريته ورؤيته للحياة.. وانغماس حواسه الكثيرة في تحسس درجات سخونتها في كل تجمعات المياه في عيون الينابيع المنبجسة من شقوق جبال حراز والحيمتين وبني مطر عبدالكريم الرازحي الذي تتذكر ملامس أصابعه وحواسه، وتحفظ تفاصيل ضحكاته وأقدامه ويديه كل المنابت الخضراء وأحواض الماء فيها!!.
هل أكتب عن بقرة الرازحي الساخرة وهي تلقي بمخالفات أحشائها بتندر وسخرية شديدة الرشاقة خفيفة الوقع وبالغة الأبداع امام الدكاكين السياسية والتمترس المذهبي والتخندق الأيدلوجي بالتساوي في شوارع الحياة السياسة قبل عشرات السنين..!؟.
هل أكتب عن تلك الحنجرة..(حنجرة الشعب) ذلك العمود الصحفي الذي التصق بالذاكرة كبصمة في السنوات الأولى لإعادة تحقيق الوحدة.. تلك الحنجرة الملتهبة بالجنون والحكمة بالسخرية والإبداع.. هل أكتب عن عبد الكريم الرازحي الانسان والرحالة، الذي يكتب سيرته مؤخرًا بالأقدام لا بالأقلام.!؟.
أم أكتب عن الرازحي الانسان.. تلك الروح المايزة في حضورها والمختلفة في إيقاعها روحًا ومرحًا تلك الروح التي كلما جلست بالقرب منها.. تشعر وكأنك خرجت للتو من مشفى للروح منفرد ومنتجع لاستجمام وتعافي الروح من الصرامة والتكلف والتصنع…. عن أي طواف للكتابة يمكن للعبارة أن تكمل دورتها عنك وبك وإليك!؟.
ألم أقل أن ثمة صعوبة.. تشبه صعود جبال الهملايا.!؟.
أيها الشاهق حرفًا وروحًا.. أيها الكائن المتخفف الروح من التجمد الكثير.. الذي نستشعر برودته أمام كثيرًا من الوجوه والأرواح… التي يصعب عليها مقاومة العيش خارج قوالب المعلبات الجاهزة للحياة.!!
ألم أقل أن الكتابة عنك… شاقة… لكنني قد أغامر وافعلها.. يومًا.. إن كان في العمر بقية….!!.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news