الجنوب اليمني: ترجمة خاصة
يعمل المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات مؤخراً بخطى حثيثة على الحصول على اعتراف دولي يمكنه لاحقاً من الوصول إلى أهدافه المتمثلة في انفصال جنوب اليمن.
وبحسب موقع “
أمواج ميديا
” البريطاني فإن تحركات الانتقالي نحو هذا الهدف توسعت في أعقاب بدء هجمات جماعة أنصار الله على الشحن التجاري، حيث يزعم الانتقالي أنه منضبط بمحاربة الجماعة، وكلاعب رئيسي في تأمين البحر الأحمر وخليج عدن.
وأشار الموقع، في التقرير الذي ترجمه “الجنوب اليمني”، إلى أنه على الرغم من الدعم الإماراتي الكبير، فإن المجلس الانتقالي لا يزال يفتقر إلى التأييد الكامل من أي عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة).
ورغم أنه من غير المرجح أن يمنح أي من هذه الدول المجلس الانتقالي الشرعية الكاملة في المستقبل القريب، فإن المجلس سيصبر، ويتوقع الوقت الذي يصبح فيه تعزيز سلطته في جنوب اليمن أمراً لا يمكن إنكاره من قبل القوى العالمية، بحسب الموقع. لكن حتى ذلك الحين، يظل المجلس الانتقالي الجنوبي يركز على تعزيز العلاقات مع هذه الدول الخمس الرئيسية.
وشارك رئيس المجلس الانتقالي وعضو المجلس الرئاسي عيدروس الزبيدي في الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي، ويخطط للقيام بذلك مرة أخرى هذا العام.
ويزعم عمرو البيض، الممثل الخاص لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي للشؤون الخارجية، أن جهود المجموعة لتطوير علاقات أقوى مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي تشكل “قوة دافعة لنا في مشاركتنا الدولية”.
ونقل الموقع عن أفراح ناصر، وهي زميلة غير مقيمة في المركز العربي بواشنطن العاصمة، قولها إن الاعتراف الدولي بالمنظمة الانفصالية الجنوبية قد “يزيد من حدة الخلاف بين المجلس الانتقالي والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، مما يعقد الجهود الرامية إلى توحيد البلاد وحل الصراع الأوسع”. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي ذلك إلى تفاقم التوترات بين أبوظبي والرياض.
شرعية الانتقالي الدولية
يرى الموقع أن من بين الدول الغربية التي تتمتع بالعضوية الدائمة في مجلس الأمن، تبدو بريطانيا الأكثر تقبلاً لفكرة منح المجلس الانتقالي شرعية أكبر.
وأوضح الدكتور توماس جونو، الأستاذ المشارك في كلية الدراسات العليا للشؤون العامة والدولية بجامعة أوتاوا، لموقع أمواج ميديا، أن “رغبة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، على وجه الخصوص” في إضفاء المزيد من الشرعية على المجلس الانتقالي الجنوبي وقضيته الانفصالية محدودة.
واستدرك جونو بالإشارة إلى أن تركيز الولايات المتحدة على الدور الناشئ للحوثيين في الامتداد الإقليمي لحرب غزة قد يوفر فرصة لأخذ المجلس على محمل الجد من قبل صناع السياسات في واشنطن.
وقال: “مع تزايد اهتمام الولايات المتحدة باليمن مؤخرًا بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، يمكن للمجلس الانتقالي الجنوبي أن يحاول وضع نفسه كشريك قيم في سياق حيث الحلفاء الموثوق بهم نادرون”.
الزاوية الصينية الروسية
إن روسيا، التي استضافت في السابق ممثلي المجلس الانتقالي في موسكو، هي العضو الدائم في مجلس الأمن الأكثر انخراطا معه بحسب “أمواج ميديا”. واستنادا إلى تاريخ الحرب الباردة، عندما كانت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الماركسية ذات التوجه السوفييتي تحكم الجنوب، ينظر المسؤولون الروس الآن إلى عدن وأجزاء أخرى من جنوب اليمن كمناطق في المنطقة حيث تؤكد موسكو بشكل طبيعي نفوذها ويمكنها أن تعمل كقوة استقرار.
ولطالما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن على أهمية حل “القضية الجنوبية” في اليمن كجزء أساسي من إنهاء الحرب الأهلية في البلاد.
ويشير الموقع إلى وجود عدة عوامل قد تحد من قدرة المجلس الانتقالي على الاعتماد على روسيا:
أولاً: في الوقت الذي تسعى موسكو إلى ” الحياد الاستراتيجي” في اليمن، أبقت خطوط الاتصال مفتوحة مع جميع اللاعبين الرئيسيين في الصراع، وكذلك مع دول مجلس التعاون الخليجي وإيران. وفي هذا السياق، يشير بعض مسؤولي المجلس الانتقالي بشكل خاص إلى اعتقادهم بأن موسكو أصبحت مؤخرًا أكثر ودية تجاه الحوثيين، وهو تطور إشكالي بالنسبة للانفصاليين.
ثانياً: روسيا غارقة بشدة في أوكرانيا، مما يجعل اليمن أولوية أدنى بالنسبة للكرملين. يقول الدكتور نبيل خوري، نائب رئيس البعثة السابق في السفارة الأمريكية في اليمن، لموقع أمواج ميديا: “قد تلعب روسيا بورقتها باعتبارها الراعي السابق لجمهورية جنوبية، لكن بوتن يعاني حالياً من فرط التوسع وليس لديه الكثير ليقدمه”.
“اللاعب الكُفء”
في الوقت الذي تواصل المليشيا الانفصالية وضع نفسها في الغرب كلاعب قيم قادر على كبح جماح التوسع الحوثي، فإنها ستسعى أيضا إلى تعميق علاقاته مع الصين وروسيا.
وقالت سمر أحمد، ممثلة الشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي الجنوبي لدى الأمم المتحدة، لـ “أمواج ميديا”: “لدينا علاقات إيجابية مع الصين وروسيا ونواصل تعزيز وتقوية علاقتنا معهما لضمان عملية سلام شاملة بقيادة الأمم المتحدة في اليمن”.
وأضافت: “جنوب اليمن لديه علاقة تاريخية مع بكين وموسكو ويستمر في البناء على هذه العلاقة لتعزيز الاستقرار والأمن في اليمن وإيجاد حلول دبلوماسية للتحديات المعقدة التي تواجه البلاد”.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news