مأساة المخفيين قسرا وخذلان عائلاتهم

     
المشهد اليمني             عدد المشاهدات : 72 مشاهده       تفاصيل الخبر
مأساة المخفيين قسرا وخذلان عائلاتهم

ليس هناك ما هو أشد وطأة على النفس من أن تعيش لحظات القلق والخوف المستمر، وما أقسى هذا الشعور الذي يدخل صاحبه في حالة اضطراب وارتباك دائم، فالذي تكبله المخاوف ويسيطر عليه القلق لا يعرف الاستقرار إليه طريقا ويصبح أسير اضطرابه.

كم من عائلة يمنية يحاصرها هذا الشعور وهي تقف عاجزة أمام المصير المجهول لأبنائها المخفيين قسرا في سجون جماعة الحوثي، فيما يمر عليها اليوم العالمي للاختفاء القسري، وهي ماتزال تقاوم ذلك الشعور وتخوض معركة البحث عن أبنائها في ظل محدودية الدور الحكومي والخذلان الأممي فلا أحد من المعنيين ودعاة الإنسانية قام بدوره المفروض تجاههم.

أسرة السياسي محمد قحطان منذ أكثر من تسعة أعوام وهي تناشد وتطالب بالكشف عن مصيره لكنها تصطدم بوحشية وقبح ميليشيا الحوثي التي تواصل اختطافه واخفاءه منذ أبريل 2015م، وترفض إطلاق سراحه أو حتى الكشف عن أي معلومة تطمئن أسرته، بل حولت قضيته إلى ملف للابتزاز ولم تستجب للدعوات والمناشدات بالكشف عن مصيره وإنقاذه حتى أنها رفضت تنفيذ القرار الأممي رقم 2216.

في المفاوضات المتعلقة بملف المختطفين والأسرى تتهرب جماعة الحوثي من الكشف عن مصير السياسي قحطان، ومنذ بدء أول تفاوض مع الحكومة الشرعية عبر وسطاء محليين رفضت الإفصاح عنه بعد أن وافقت على تبادل الكل مقابل الكل غير أن عناصرها المعنية بالتفاوض طلبت العودة إلى قيادتها الميليشياوية للبت في الأمر، لكنهم رجعوا برفضهم إطلاق محمد قحطان مشترطين استثناءه، وهذا الأمر حدث قبل الذهاب إلى اتفاق استكهولم الذي رعته الأمم المتحدة في العام 2018م، وحتى اليوم ما تزال جماعة الحوثي تواصل رفضها الكشف عن مصيره.

مأساة السياسي قحطان واحدة من عدة مآسي لمخفيين قسرا في سجون جماعة الحوثي، فقصة الصحفي وحيد الصوفي وهو المخفي كذلك قسرا في سجون الجماعة منذ أكثر من تسع سنوات هي الأخرى أيضا التي تضاف إلى السجل الأسود لهذه الجماعة التي ارتكبت أبشع الجرائم بحق اليمنيين.

وكما هي عادة الميليشيا الحوثية في التعامل مع المختطفين وتطبيق منهجيتها العدوانية تجاههم، تجد أغلب المختطفين في سجونها لا بد وأن يمروا بفترة اختفاء قسري لكنها تتفاوت الفترات من مختطف لآخر.

ولا توجد إحصائية دقيقة لحالات الاختفاء القسري في سجون جماعة الحوثي لكن بيان منظمة العفو الدولية ومنظمات أخرى أشار إلى أن جماعة الحوثي قامت بين عام 2014 إلى مطلع عام 2023م بارتكاب 596 حالة اختفاء قسري.

وخلال الأشهر الماضية شن الحوثيون اختطافات واسعة طالت العشرات من موظفي الوكالات والمنظمات الدولية والمحلية في صنعاء، وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن ميليشيا الحوثي اختطفت ما يزيد عن 60 شخصا منذ 31 مايو/ أيار إلى 12 يونيو/ حزيران الماضيين، وما يزالون مخفيين بينهم أربعة نساء.

هذا السلوك الحوثي الاجرامي الرافض للكشف عن مصير المخفيين قسرا بسجونه يتطلب موقفا مسؤولا وتاريخيا من قادة الحكومة الشرعية وأحرار اليمن وعليهم أن يعملوا بكل الوسائل لإنقاذ المخفيين وكل المختطفين من سجون الحوثي حتى تتحقق لهم الحرية ويتم رفع المعاناة عنهم وعن أسرهم.

والأجدر بهم والعالم يحيي مناسبة اليوم العالمي للاختفاء القسري أن تتحول هذه المناسبات إلى مبادرات شعبية وتحركات رسمية لإنقاذ المخفيين والمختطفين من سجون الحوثي، وهي مسؤولية إنسانية ووطنية.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

التحالف يبلغ العليمي هذا القرار الهام

نيوز لاين | 3031 قراءة 

الرياض تزف بشرى سارة لجميع اليمنيين

نيوز لاين | 2331 قراءة 

الاحمر يزف بشرى سارة لليمنيين (وثيقة)

العربي نيوز | 2125 قراءة 

ثاني دولة تستعد لطرد قيادات الحوثي المتواجدة فيها

نيوز لاين | 1845 قراءة 

التحالف يبلغ العليمي هذا القرار الهام

وطن الغد | 1388 قراءة 

عاجل : تل أبيب تحترق الان بالصواريخ اليمنية

هنا عدن | 1326 قراءة 

"اسرائيل" تبث اضرار هجوم حوثي ! (فيديو)

العربي نيوز | 1144 قراءة 

رسمياً.. قوات الجيش تقترب من تحقيق هذا الانتصار الكبير والذي يمهد لتحرير صنعاء

وطن نيوز | 1117 قراءة 

إرتفاع عدد المصابين نتيجة الصاروخ الحوثي الذي ضرب تل أبيب ( صوره)

اليوم برس | 964 قراءة 

موقف رجولي للإخوان لدعم المليشيات الحوثية

العين الثالثة | 896 قراءة