في ظل التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه منطقة الخليج العربي، يصبح من الضروري النظر في دعم الجنوبيين في اليمن لاستعادة دولتهم كخطوة استراتيجية تعزز الأمن والاستقرار في المنطقة. إن مساعدة الجنوبيين على استعادة دولتهم ليست مجرد قضية داخلية لليمن، بل هي جزء من استراتيجية أوسع يمكن أن تسهم في إنهاء الحرب المستمرة في اليمن وتحقق استقرارًا طويل الأمد لدول مجلس التعاون الخليجي.
إن استعادة الجنوبيين لدولتهم ستحقق ثلاثة أهداف رئيسية. أولاً، ستنهي الحرب في اليمن بشكل فعّال، حيث سيشكل الجنوب قاعدة قوية لإطلاق ثورة حقيقية ضد الحوثي في الشمال. هذا الأمر سيضعف من قوة الحوثيين ويقلل من نفوذهم، مما يسهم في خلق توازن جديد على الساحة اليمنية.
ثانيًا، سيكون الجنوبيون صمام أمان لدول مجلس التعاون الخليجي. فدعمهم سيوفر شريكًا استراتيجيًا حقيقيًا في المنطقة قادرًا على حماية المصالح الخليجية، خاصة في مواجهة التحديات الأمنية من الجماعات المتطرفة والمليشيات المدعومة من الخارج. دول الخليج بحاجة إلى شركاء موثوقين، والجنوبيون أثبتوا مرارًا وتكرارًا قدرتهم على تحقيق ذلك.
ثالثًا، يجب على دول الخليج العربي أن تدرك أن الحوثيين لن يتنازلوا عن شبر واحد من المكاسب التي حققوها في معاركهم مهما كان الثمن. الحوثيون يهدفون إلى حكم اليمن بأكمله لنشر المذهب الطائفي الشيعي، وهذا يمثل تهديدًا مباشرًا لأمن المنطقة واستقرارها. ومن هنا، فإن الاعتماد على بعض القادة الشماليين لتحرير صنعاء يبدو مستحيلاً، حيث أن مصالحهم تتركز على الحفاظ على علاقاتهم مع الحوثيين والحصول على نصيب من ثروات الجنوب.
بالتالي، يصبح من الواضح أن الخيار الوحيد أمام دول التحالف العربي هو دعم أبناء الجنوب في استعادة دولتهم. هذا الدعم ليس مجرد ضرورة سياسية، بل هو خيار استراتيجي تفرضه الظروف الحالية. فإذا أرادت دول الخليج العيش بسلام وضمان استقرار دائم للمنطقة، فلا بديل عن تقديم الدعم الكامل للجنوبيين لاستعادة دولتهم وضمان وجود حليف قوي في مواجهة التحديات الإقليمية.
عبدالحميد السقلدي أبو وائل
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news