تعد الشرطة المجتمعية نوع من أعمال العمل الشرطي الراقي الذي يقوم على اساس الشراكة بين المواطن ورجل الشرطة في عملية حفظ الأمن والاستقرار والسكينة العامة في ارجاء الدولة, وقد تبنته الكثير من الدول وحققت من خلاله نجاحات نوعية في عملية حفظ الأمن والاستقرار في عملية ضبط الجريمة والحد من وقوعها, وسنحاول في هذه السطور تسليط الضوء على هذا النوع من العمل الشرطي من حيث الأهمية والجدوى والفاعلية في عملية حفظ الأمن والاستقرار.
من هو أول من وضع نظام الشرطة ؟
أول من اوجد الشرطة هم المسلمون وكان اسمهم رجال العسس وهم الرجال الذين يعتمد عليهم الخليفة في حفظ الأمن والقبض على اللصوص وقد عرفوا بهذا الاسم لأنهم أشرطوا أنفسهم بعلامات خاصة يعرفهم الناس بها.
تعريف الشرطة المجتمعية:
هي تنظيم شرطي اجتماعي يرتكز على تعاون المواطن مع رجال الشرطة للمحافظة على الامن المناطقي ومواجهة اسباب الجريمة وتداعياتها وتحفيز المواطن على مواجهتها والابلاغ عنها قبل وبعد وقوعها، فضلاً عن انها فلسفة واستراتيجية تنظيمية تعزز الشراكة الايجابية بين المجتمعات المحلية والشرطة.
وللشرطة المجتمعية هدفين رئيسيين:
الأول: المحافظة على النظام في الدولة.
الثاني: المحافظة على الأمن في الدولة.
أهمية الشرطة المجتمعية:
تكمن أهمية الشرطة المجتمعية في ان التركيز في اعمالها نحو المجتمعات المحلية يساهم علي تعزيز ثقة الجمهور في الأجهزة الشرطية وغيرها من جهات إنفاذ القانون, ولا تكتفي الشرطة المجتمعية بتعزيز الروابط بين الشرطي والمجتمع المحلي فحسب ، بل تعزز أيضا ثقة الجمهور والتعاون المجتمعي وفعالية وكفاءه الشرطة وغيرها من جهات إنفاذ القانون في حماية الحياة ، ممتلكات وحقوق الإنسان.
فالفلسفة التي تنطلق منها الشرطة المجتمعية، في الأساس هو إيجاد شراكة بين المجتمع وجهاز الشرطة، تسهم بدورها في حفظ الأمن في المجتمع، على أساس أن إرساء الأمن وتكريسه هما مسؤولية مجتمعية مشتركة، وليسا مهمة أجهزة الأمن فقط، خاصة إذا ما تم الأخذ في الاعتبار التطور السريع في نمط الجرائم المستحدثة التي يشهدها المجتمع، وبروز بعض الظواهر المجتمعية الدخيلة كانحراف بعض الشباب، وميلهم إلى العنف والجريمة، وهي الظواهر التي تتطلب التعامل معها بأسلوب مختلف، يلائم إلى حدٍّ كبير المنهج الذي تتبعه الشرطة المجتمعية، التي تسعى بدورها إلى تفهم مسببات مثل هذه الظواهر، والوقاية منها, وهي تلجأ في ذلك إلى التوعية ونشر المعرفة لدى أفراد المجتمع بأشكال هذه الجرائم والظواهر الدخيلة وأنماطها، ومخاطرها، وكيفية التصدّي لها.
التطورات التى شهدها العالم فى العقود الأخيرة، بفعل ثورتى الاتصالات والمواصلات وتكنولوجيا المعلومات، قد انعكست على كل الأنشطة الإنسانية بإيجابياتها وسلبياتها، ولم تكن الجريمة - كظاهرة اجتماعية- بمنأى عن هذا التطور، بل كان لها نصيبا واضحا ومؤثراً على المجتمعات الإنسانية كافة، وكذلك الاحداث التي تمر بها بلادنا جراء الحرب الهمجية لمليشيات الحوثي الإنقلابية أدى ذلك كله لظهور جرائم البلطجة والخروج عن النظام والقانون بكل صوره مما جعل الوضع الأمنى والحفاظ عليه من قبل جهاز واحد ممثل بوزارة الداخلية أمراً مرهقاً للغاية.
وفى مواجهة هذا التغير، تطورت أجهزة الشرطة - فى جميع أنحاء العالم - وتقدمت بالقدر الذى يسمح لها بمواجهة كل أشكال الجريمة من حولها، مجتهدة فى تحقيق السبق فى صراعها الدائم والمستمر مع الجريمة والمجرم، وبات واضحا لدى الخبراء ورجال الأمن فى كل دول العالم أن ظاهرة الجريمة من المستحيل مواجهتها بالجهود الأمنية منفردة مهما كانت قوتها وعددها، وأثبتت التجارب الإنسانية، أن الجريمة قضية تعنى كل أفراد المجتمع ومؤسساته، ومن ثم أصبح من الضرورى أن يقف المجتمع كله فى مواجهتها، وأن إجراءات الوقاية منها يجب ألا تقف عند حد الإجراءات التقليدية التى تضطلع بها أجهزة الشرطة والعدالة الجنائية، بل أن الأمر يقتضى استحداث أساليب أخرى مدعمة وفاعلة، تسير مع إجراءات الوقاية التقليدية.
وقد استطاعت الشرطة المجتمعية في كثير من الدول أن تحقق نجاحات كبيرة، جعلت منها بالفعل النموذج الذي يجسّد التفاعل بين الشرطة و مختلف عناصر المجتمع وفعالياته ترسيخاً لمفهوم المشاركة بين رجال الشرطة وفئات المجتمع المختلفة، وحل المشاكل من خلال هذه الشراكة البناءة والسعى لتحقيق الأمن الاجتماعى والحد من الجريمة ومواجهتها من خلال البرامج التوعوية والتثقيفية.
اختصاصات "الشرطة المجتمعية":
وفقا للتجارب والخبرات المطبقة في العديد من الدول فإن للشرطة المجتمعية عدة اختصاصات منها التواصل مع كل فئات المجتمع ودور الوزارة فى مواجهة المشكلات الاجتماعية بغرض الوقاية من الجريمة، وتوظيف قدرات المجتمع للتعاون مع رجال الشرطة في التصدي للجريمة والمشاركة في مسئوليات الأمن المجتمعي عن طريق وسائل التوعية المختلفة، وتوفير آليات تكوين أصدقاء الشرطة والعمل التطوعي كأحد وسائل تقوية علاقة جهاز الشرطة بالمجتمع وآليات التدخل المبكر والتصدي للقضايا والمشاكل الاجتماعية وحلها بالطرق الودية والوفاق الاجتماعي.
ومن اختصاصاتها أيضاً تسيير دوريات لتلبية نداءات المواطنين ومساعدتهم وحل مشكلاتهم، والمشاركة فى الفعاليات والمهرجانات والمناسبات العامة مع المواطنين لتعزيز روح التعاون لديهم فى التعامل مع أجهزة الشرطة، والعمل على نشر وتثبيت القيم الإيجابية فى المجتمع ومحاربة العادات الضارة والخاطئة بالتنسيق مع المؤسسات الاجتماعية والتربوية والدينية.
أقسام "الشرطة المجتمعية" طبقاً للبلدان التي تطبقها:
وتنقسم الشرطة المجتمعية لعدة أقسام مهمة، وذلك طبقاً لما يتم العمل به فى عدة بلدان عربية وأجنبية وفقا للاحتياجات والرؤى والتي تتعدد وفقا لما سبق إلى العمل داخل مراكز الشرطة ويتضمن 1-برنامـج العدالـة التصالحيـة. 2- مساعدة الحالات الانسانية.
العمل مع المجتمع والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية ويتضمن: أ. العمل في مجال الامن الوقائي. ب. العمل في مجال الامن العلاجي. ج. العمل في المجال التربوي. د. العمل في الجانب الانساني. هـ. العمل في مجال الامن المعلوماتي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news