صعّدت موسكو لهجتها ضد الغرب، على وقع التصعيد الحاصل على جبهة أوكرانيا، وأطلقت تحذيراً للولايات المتحدة من اندلاع حرب عالمية ثالثة لن تقتصر على أوروبا، وفيما شن الروس هجمات جوية ثقيلة على أوكرانيا، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كييف استخدمت طائرات مقاتلة من طراز إف - 16 تسلمتها من شركائها الغربيين لصد الضربات الجوية الروسية الأخيرة، وإن جيشه أجرى اختباراً ناجحاً لأول صاروخ باليستي محلي الصنع.
لعب بالنار
وقالت روسيا إن الغرب «يلعب بالنار» عبر التفكير في السماح لأوكرانيا بضرب أراض داخل روسيا بصواريخ غربية وحذرت واشنطن من أن حرباً عالمية ثالثة إذا اندلعت لن تقتصر على أوروبا.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن الغرب يسعى إلى تصعيد الحرب في أوكرانيا «ويبحث عن المتاعب» من خلال التفكير في طلبات أوكرانية لتخفيف القيود على استخدام الأسلحة المستوردة.
وقال لافروف للصحافيين في موسكو: «نؤكد الآن ثانية أن اللعب بالنار، وهم مثل أطفال صغار يلعبون بأعواد الثقاب، أمر خطير جداً (للكبار) المؤتمنين على الأسلحة النووية في دولة غربية أو أخرى». وأضاف «الأمريكيون يربطون بلا لبس بين محادثات حول حرب عالمية ثالثة باعتبارها شيئاً إذا حدث فسيؤثر على أوروبا حصرياً».
وقال إن عقيدة روسيا النووية واضحة. وقال رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين، إن موسكو لا تصدق تأكيدات الغرب بأنه لا علاقة له بالهجوم على كورسك. كما قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن تورط الولايات المتحدة «حقيقة واضحة». وأضاف إن المسار التصعيدي لواشنطن بات أشد صعوبة.
وأضاف: الأمر هو أن الأمريكيين تخلوا عما تبقى من المنطق ويعتقدون أن كل شيء مباح لهم.. ويتبع عملاؤهم في كييف نفس مناهجهم، مثل هذه التصرفات ربما تؤدي إلى عواقب وخيمة من حيث رد فعل روسيا، وإن واشنطن على علم بطريقة رد موسكو.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الولايات المتحدة وبريطانيا زودتا أوكرانيا بصور من الأقمار الصناعية ومعلومات أخرى عن كورسك في الأيام التي أعقبت هجوم أوكرانيا. وأضافت أن المعلومات المخابراتية استهدفت مساعدة أوكرانيا في تتبع التعزيزات الروسية بشكل أفضل.
تطورات ميدانية
وحفل المشهد الأوكراني - الروسي بالتطورات الميدانية، ففيما أعلنت كييف سيطرة قواتها على مساحات واسعة من كورسك وأسرها مئات الجنود منذ بدء التوغل، شن الروس هجمات جوية ثقيلة على مناطق متفرقة في أوكرانيا.
وأعلن قائد الجيش الأوكراني، أمس، أن قواته تسيطر على ما يقرب من 1300 كيلومتر مربع من مقاطعة كورسك الروسية. وقال الجنرال أوليكساندر سيرسكي، إن أوكرانيا أسرت 594 سجيناً روسياً في عمليتها التي بدأت في 6 أغسطس وفاجأت روسيا، مضيفاً إن القوات الأوكرانية تواصل التقدم في منطقة كورسك الروسية، لكنه حذر من أن موسكو تعزز قواتها على جبهة بوكروفسك في الشرق حيث تتقدم القوات الروسية.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إن القوات الروسية تصدت لـ11 هجوما أوكرانياً في محيط 4 بلدات في كورسك، وإن القوات الأوكرانية خسرت نحو 65 عسكرياً بين قتيل وجريح، ودُمرت ناقلة جنود مدرعة وثماني مركبات قتالية مدرعة.
وقال فياتشيسلاف غلادكوف حاكم منطقة بيلغورود غرب روسيا، إن الوضع على الحدود مع أوكرانيا صعب لكن تحت السيطرة، وذلك في أعقاب أنباء عن هجوم أوكراني.
قرية جديدة
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت على قرية أخرى في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا قرب مدينة بوكروفسك التي تعد مركزاً لوجستياً مهماً.
وفيما أظهرت تقارير أولية صادرة عن السلطات الأوكرانية، أن روسيا شنت هجمات جوية ثقيلة على أنحاء أوكرانيا، مستخدمة أسلحة متنوعة أسفرت، بحسب السلطات الأوكرانية، عن مقتل 5 أشخاص، اثنان منهم بهجوم صاروخي على فندق في منطقة كريفي ريه، و3 آخرون في هجمات بطائرات درون في منطقة زابوريجيا، فيما أفاد شهود بسماع دوي انفجارات قوية في كييف في وقت مبكر.
رؤية سلام
إلى ذلك، أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن كييف استخدمت طائرات مقاتلة من طراز إف - 16 تسلمتها من شركائها الغربيين لصد الضربات الجوية الروسية الضخمة الأخيرة.
وقال في مؤتمر صحافي: قمنا بتدمير الصواريخ والطائرات المسيرة باستخدام طائرات إف - 16، مكرراً أيضاً أن عدد الطائرات التي تلقتها كييف لم يكن كافياً. كما أعلن زيلينسكي، أن جيشه أجرى أخيراً اختباراً ناجحاً لأول صاروخ باليستي محلي الصنع.
وقال زيلينسكي إن الحرب مع روسيا ستنتهي في نهاية المطاف عبر الحوار، لكن كييف يجب أن تكون في موقف قوي خلال قمة تأمل عقدها هذا العام لدعم رؤيتها للسلام.
تحذير
بدوره، حذّر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، من أن قرب المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية من محطة كورسك للطاقة النووية في روسيا خطير للغاية، نظراً إلى أن مفاعلاتها معرضة للخطر.
وقال غروسي بعدما زار محطة كورسك، إن محطة للطاقة النووية من هذا النوع قريبة إلى هذا الحد من نقطة تماس أو جبهة عسكرية هي حقيقة خطيرة للغاية.
دعم أمريكي
في الأثناء، دان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ما أسماه الهجوم الشائن الذي شنّته روسيا على شبكة الطاقة الأوكرانية، مؤكداً أن روسيا لن تنجح أبداً في الحرب التي تخوضها ضد أوكرانيا، متعهداً مواصلة دعم كييف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news