تفاقمت الأزمة داخل حزب المؤتمر الشعبي العام الموالي للإمارات، حيث تكشف الخلافات العميقة عن حالة من التوتر والتمزق الداخلي، خاصة في جناح نجل الرئيس الراحل علي عبدالله صالح. يأتي هذا في ظل مساعيه الحثيثة للعودة إلى الواجهة السياسية، إلا أن ما حدث مؤخرًا يعكس مدى العزلة التي يواجهها نجل صالح حتى داخل حزبه.
فقد كشف عبد الغني جميل، عضو اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر والوزير في حكومة عدن، عن أزمة جديدة تعصف بالحزب. الأزمة تمثلت في منع قناة “اليمن اليوم”، المملوكة لنجل صالح، بث كلمة أحمد عبيد بن دغر، النائب الأول للحزب، وسلطان البركاني، الأمين العام، خلال فعاليات إحياء ذكرى تأسيس الحزب في مأرب. هذا الرفض أثار انتقادات واسعة، خاصة بين قيادات الحزب في الداخل والخارج، حيث اعتُبر مؤشرًا على محاولة نجل صالح احتكار القيادة وتجاهل القيادات الأخرى.
محاولات نجل صالح للسيطرة على الحزب تصطدم بمعارضة داخلية
السعي الواضح لنجل صالح لتولي منصب النائب الأول للحزب تمهيدًا لاحتلال موقع الزعامة على رأس حزب المؤتمر الشعبي العام، بات يواجه مقاومة شرسة من خصومه داخل الحزب، سواء في صنعاء أو في الخارج. في الوقت الذي كانت فيه الذكرى الـ42 لتأسيس الحزب فرصة لإعادة نجل صالح إلى الواجهة، جاءت النتائج على عكس المتوقع. فبدلاً من تسليط الضوء عليه ومنحه الفرصة لإلقاء كلمة في هذه المناسبة، وجد نفسه محاصرًا، مكتفيًا ببيان نُشر على صفحاته الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي.
هذا المشهد يعكس ضعف نجل صالح وتراجعه داخل الحزب، رغم محاولاته المستمرة للعودة إلى دائرة الضوء. حتى القنوات الإعلامية الموالية له لم تستطع إنقاذه من حالة العزلة التي يعيشها، ما يزيد من الشكوك حول قدرته على استعادة نفوذه الذي تآكل بشكل ملحوظ منذ رفع اسمه من قائمة العقوبات الدولية مؤخرًا.
الإمارات وأجندتها في الجنوب: هل تخدم مصلحة نجل صالح؟
هذه الأزمة داخل حزب المؤتمر تعكس أيضًا التوترات الأعمق في الساحة اليمنية، حيث تلعب الإمارات دورًا رئيسيًا في إعادة ترتيب المشهد السياسي بما يخدم مصالحها. نجل صالح، الذي يبدو أنه يعتمد على دعم الإمارات لتحقيق طموحاته السياسية، يجد نفسه الآن في موقف ضعيف داخل حزبه. فالدعم الإماراتي، على الرغم من أهميته، لم يتمكن حتى الآن من حمايته من التصدعات الداخلية التي تهدد مستقبله السياسي.
في الوقت نفسه، يبدو أن الإمارات تستغل هذه الفوضى لتعزيز نفوذها في الجنوب اليمني. ولكن مع كل خطوة تتخذها لصالح نجل صالح، تزداد المعارضة الداخلية داخل الحزب، ما قد يؤدي في النهاية إلى انهيار كامل لهذا الجناح السياسي، أو على الأقل إضعافه بشكل كبير.
جناح نجل صالح: عزلة تزداد وأمل يتلاشى
في خضم هذه الأحداث، يصبح من الواضح أن نجل صالح يعاني من عزلة متزايدة داخل حزبه، وهو ما يعزز من احتمالية فشله في تحقيق طموحاته السياسية.
والخصوم الذين يسعون للإطاحة به داخل الحزب يتكاثرون، والإمارات، التي كانت تعتبر دعمها له ورقة رابحة، تجد نفسها الآن أمام واقع معقد.
الصراع من أجل السيطرة على حزب المؤتمر الشعبي العام لم يعد مجرد صراع سياسي داخلي، بل أصبح جزءًا من حرب نفسية تدور بين مختلف الأطراف. فنجل صالح، الذي كان يأمل في استغلال ذكرى تأسيس الحزب لإعادة بناء نفوذه، وجد نفسه محاصرًا بين الطموحات الشخصية والتحديات الداخلية المتصاعدة.
هذا الوضع يمثل ضربة قاسية لطموحات نجل صالح السياسية ويكشف هشاشته أمام التحديات الكبيرة التي تواجهه داخل حزبه.
ومع استمرار حالة التوتر والانقسام، قد يصبح جناح نجل صالح في حزب المؤتمر مجرد ذكرى في التاريخ السياسي اليمني، ما لم يتمكن من تحقيق اختراقات حقيقية في المشهد السياسي المعقد.
ويظهر أن الصراع داخل حزب المؤتمر الشعبي العام بجناحه التابع للخارج ليس فقط انعكاسًا للتغيرات السياسية في مناطق سيطرة التحالف السعودي الإماراتي جنوب وشرق اليمن، بل هو أيضًا تجسيد لحرب داخلية تقوض من قدرة جناح نجل صالح على العودة إلى الواجهة، ومع تصاعد هذه الأزمة، يبدو أن طريق نجل صالح نحو الزعامة أصبح أكثر تعقيدًا وغموضًا من أي وقت مضى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news