لا يجادل أحد في الأهمية التاريخية لزيارة الرئيس الدكتور
رشاد العليمي
إلى مدينة تعز، في ظل وضع أمني ضاغط بحكم تواجد الانقلابيين ومعسكراتهم على مشارف المدينة.
هي خطوة شجاعة للغاية وواحدة من أهم إنجازات الرئيس المعلنة حتى الآن، لأن زيارة كهذه لا تمثل محصلة طبيعية لسنوات من المؤامرات متعددة الأطراف التي تعرضت لها المدينة، إلى الحد الذي سمح للمتآمرين بتحويلها إلى ملاذ لشذاذ الآفاق من جهاديي الأجهزة الأمنية المنحلة وبقايا التركة السلفية المستأجرة.
لقد صمم من أستهدفوا تعز على شيطنتها وجعلها مكشوفة أمنياً وعسكريا لأعدائها، وعملوا على تحييد دورها الجيوسياسي وثقلها الديموغرافي، حتى تخيل الذباب الإليكتروني المحلي والإقليمي القذر أن تعز ليس فيها مقاتلون وليس فيها من هو جدير بالدفاع عنها.
هذا يفسر لماذا أصر البعض على انتخاب (كتائب أبو العباس) للقيام بدور عسكري وأمني مطلق يمهد لقيام "دولة أنصار الشريعة"، فيما اقتضت إرادة خارجية أخرى التأثير العسكري عبر وحدات سلفية تعمل تحت مظلة الرئاسة في معادلة تعكس صراع إرادات بين المتنفذين الخارجيين في الشأن اليمني.
الدكتور رشاد العليمي يزور مدينة تعز اليوم، وحق له أن يفخر بهذه الزيارة، فكل من حوله يؤمنون بدوره ويقدرونه وقد شهدوا محافظتهم تساهم في بناء دوره وصعوده في سلم الدولة بدء من مدير أمن المحافظة مرورا بمناصب الأمنية الرفيعة في الداخلية ومجلس الوزراء وصولا إلى منصب الرئيس.
ومن المهم تأكيد أن هذا الالتحام الجماهيري الصادق بالرئيس هو محصلة سيل من الدماء بذلها رجال المقاومة الشعبية بقيادة الشيخ حمود سعيد المخلافي، وهي المقاومة التي تحولت إلى وحدات محترفة من الجيش الوطني تنتظم في إطار محور تعز العسكري التابع إسما وظلماً للمنطقة العسكرية الانتقالية الرابعة.
جيش المدرسين اجترح بطولات عظيمة لتأمين الحرية لمدينة تعز، وتأمين هذه اللحظة التاريخية التي يرتسم فيها مشهد استقبال الرئيس الدكتور رشاد العليمي (الناصري القديم)، في صورة تذكرنا بالاحتفالات التي كان يحرص الرئيس إبراهيم محمد الحمدي على إقامتها في محافظة تعز، حينما كان يتدفق الآلاف من أبناء المحافظة ابتهاجاً بقدومه وإيماناً بزعامته وتقديراً لطموحاته الوطنية الشريفة.
يتحرك الرئيس الدكتور رشاد العليمي بثقل رئاسي واضح في جناحي اليمن الرئيسين: حضرموت وتعز، حضرموت بما تمثله من عمق جغرافي وديموغرافي، وتعز بما تمثله من ثقل ديموغرافي
وأهمية جغرافية، وهو تحرك يتناغم مع التوجهات السعودية، للتصرف بشكل مختلف إزاء هاتين المحافظتين، اللتين تتسربان ببطئ شديد من بين يدي اللاعب الإقليمي المنافس والشرس: الإمارات مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية بعد محاولات محمومة للسيطرة على المحافظتين عن طريق الحرب المزعومة ضد طواحين الهواء (الإره.اب) في اليمن.
إن أهم ما يجب التركيز عليه في تعز هو تحرير الزيارة من أهدافها التكتيكية، وتثقيلها بأهداف استراتيجية تتناغم مع مصالح المحافظة وأبنائها ومع أهداف استعادة الدولة اليمنية من براثن الانقلابيين الطائفيين.
ومن المهم للرئيس أن يخرج ماديا ومعنوياً من المدرعة، وأن يثق بقدرات أبناء المحافظة على تأمين المحافظة، على أن ذلك يجب أن يتم عبر نقل المدرعات والأسلحة من الموكب إلى الجبهات، وهو من أوجب الواجبات من أجل رد الاعتبار للتضحيات الغالية التي قدمت دفاعا عن تعز وسط الخذلان والمؤامرات التي لم تتوقف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news