“المستشفيات الخاصة في عدن: ترف للأغنياء وكابوس للفقراء”.. بقلم /محمد المسيحي.

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 119 مشاهده       تفاصيل الخبر
“المستشفيات  الخاصة  في عدن: ترف للأغنياء وكابوس للفقراء”.. بقلم /محمد المسيحي.

عدن توداي

كتب / محمد المسيحي

عدن، تلك المدينة الساحلية التي طالما كانت رمزاً للتعايش والتنوع، تعاني اليوم من أزمة صحية خانقة، حيث يواجه سكانها تحديات كبيرة في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة. في السنوات الأخيرة، أصبحت المستشفيات الخاصة الوجهة الأولى للمرضى، ولكن ليس للجميع، بل لأولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفها الباهظة. أما الفقراء، فهم يواجهون مصيراً محتوماً في ظل تردي الخدمات الصحية في المستشفيات الحكومية.

حيث تحولت المشافي الخاصة في عدن إلى مشاريع تجارية تهدف إلى تحقيق الأرباح قبل كل شيء. لم يعد الأمر يتعلق فقط بتقديم الرعاية الصحية، بل أصبح يعتمد على قدرة المريض على الدفع مقدماً قبل الحصول على العلاج. هذه السياسة المالية القاسية تضع حياة الكثيرين على المحك، حيث يجد الفقراء أنفسهم عاجزين عن الوصول إلى تلك المستشفيات التي تقدم مستوى عالياً من الخدمات، لكن بتكاليف لا تتناسب مع قدرتهم الشرائية.

فيما المستشفيات الحكومية، التي كانت يوماً ما محط فخر المدينة ونموذجاً يحتذى به في الرعاية الصحية، تعاني من نقص حاد في الموارد البشرية والمادية ، الأطباء والممرضون المتخصصون، الذين كانوا يعملون في هذه المستشفيات، لجأوا إلى القطاع الخاص بحثاً عن رواتب أفضل وحوافز تحفزهم على تقديم أفضل ما لديهم. هذا النقص في الكفاءات أدى إلى تردي الخدمات الطبية المقدمة في المستشفيات الحكومية، مما زاد من معاناة المواطنين البسطاء الذين لا يملكون خياراً آخر.

يجب أن يكون هناك تحرك جاد لإعادة تفعيل دور المستشفيات الحكومية في عدن. يتطلب ذلك توفير الموارد المالية اللازمة لتحسين البنية التحتية الصحية، وزيادة رواتب العاملين في القطاع العام لجذب الكفاءات مرة أخرى. كما يجب توفير الأدوية والمعدات الطبية اللازمة لضمان تقديم خدمات صحية تلبي احتياجات المواطنين.

في المقابل، يجب على المستشفيات الخاصة أن تدرك مسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع . يمكن للمستشفيات الخاصة أن تلعب دوراً مهماً في تحسين الوضع الصحي من خلال تقديم خدمات مدعومة أو مجانية للحالات الحرجة، وأن تكون جزءاً من شبكة تعاون مع المستشفيات الحكومية لتخفيف الضغط عليها.

ختاما، تبقى الصحة حقاً أساسياً لكل إنسان، ويجب أن تكون الأولوية الأولى للجميع، سواء كانوا من مقدمي الرعاية الصحية أو متلقيها. إن التحديات التي تواجه القطاع الصحي في عدن تتطلب تعاضد الجهود بين القطاعين العام والخاص، والعمل من أجل مستقبل صحي أفضل للجميع.

شارك هذا الموضوع:

Tweet

المزيد

Telegram

معجب بهذه:

إعجاب

تحميل...

مرتبط

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

دعوات لتحرك رسمي يمني لإيقاف مفتي عمان ‘‘أحمد الخليلي’’ بسبب تصريحه المثير عن اليمن.. ماذا قال؟

المشهد اليمني | 3400 قراءة 

أول إجراء من الحو ثيين لمواجهة ستارلينك

كريتر سكاي | 2215 قراءة 

ستار لينك تعدل أسعارها لليمنيين بأسعار أرخص

موقع الجنوب اليمني | 2199 قراءة 

من نتائج المباحثات في أبوظبي رفع علم الجمهورية اليمنية وإنزال علم الانفصال

وطن الغد | 1516 قراءة 

الذي نكب حزب الله.. شاهد من هو المتورط في صفقة أجهزة البيجر في لبنان ولماذا اختفى في يوم التفجير؟

المشهد اليمني | 1483 قراءة 

شاب سعودي‬⁩ ذهب للتبرع بكليته لفتاة لا يعرفها و أثناء العملية حدثت المفاجأة!

وطن الغد | 1452 قراءة 

الحوثي يختطف أمين أبو رأس بعد تضامنه مع قيادات المؤتمر المعتقلين بصنعاء

نيوز لاين | 1323 قراءة 

الداعية المصري خالد الجندي: أرفض وأحتج على أي شخص يقول إن النبي مات.. وهذه حقيقة ما حدث له

المشهد اليمني | 1168 قراءة 

تعقب التحقيق في أجهزة الاتصال المنفجرة في لبنان يقود الى هاتين الدولتين

يني يمن | 1160 قراءة 

عاجل : في ظل تطورات غير مسبوقة .. إعتقال أبو رأس بصنعاء

كريتر سكاي | 1152 قراءة