“المستشفيات الخاصة في عدن: ترف للأغنياء وكابوس للفقراء”.. بقلم /محمد المسيحي.

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 206 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
“المستشفيات  الخاصة  في عدن: ترف للأغنياء وكابوس للفقراء”.. بقلم /محمد المسيحي.

عدن توداي

كتب / محمد المسيحي

عدن، تلك المدينة الساحلية التي طالما كانت رمزاً للتعايش والتنوع، تعاني اليوم من أزمة صحية خانقة، حيث يواجه سكانها تحديات كبيرة في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة. في السنوات الأخيرة، أصبحت المستشفيات الخاصة الوجهة الأولى للمرضى، ولكن ليس للجميع، بل لأولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفها الباهظة. أما الفقراء، فهم يواجهون مصيراً محتوماً في ظل تردي الخدمات الصحية في المستشفيات الحكومية.

حيث تحولت المشافي الخاصة في عدن إلى مشاريع تجارية تهدف إلى تحقيق الأرباح قبل كل شيء. لم يعد الأمر يتعلق فقط بتقديم الرعاية الصحية، بل أصبح يعتمد على قدرة المريض على الدفع مقدماً قبل الحصول على العلاج. هذه السياسة المالية القاسية تضع حياة الكثيرين على المحك، حيث يجد الفقراء أنفسهم عاجزين عن الوصول إلى تلك المستشفيات التي تقدم مستوى عالياً من الخدمات، لكن بتكاليف لا تتناسب مع قدرتهم الشرائية.

فيما المستشفيات الحكومية، التي كانت يوماً ما محط فخر المدينة ونموذجاً يحتذى به في الرعاية الصحية، تعاني من نقص حاد في الموارد البشرية والمادية ، الأطباء والممرضون المتخصصون، الذين كانوا يعملون في هذه المستشفيات، لجأوا إلى القطاع الخاص بحثاً عن رواتب أفضل وحوافز تحفزهم على تقديم أفضل ما لديهم. هذا النقص في الكفاءات أدى إلى تردي الخدمات الطبية المقدمة في المستشفيات الحكومية، مما زاد من معاناة المواطنين البسطاء الذين لا يملكون خياراً آخر.

يجب أن يكون هناك تحرك جاد لإعادة تفعيل دور المستشفيات الحكومية في عدن. يتطلب ذلك توفير الموارد المالية اللازمة لتحسين البنية التحتية الصحية، وزيادة رواتب العاملين في القطاع العام لجذب الكفاءات مرة أخرى. كما يجب توفير الأدوية والمعدات الطبية اللازمة لضمان تقديم خدمات صحية تلبي احتياجات المواطنين.

في المقابل، يجب على المستشفيات الخاصة أن تدرك مسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع . يمكن للمستشفيات الخاصة أن تلعب دوراً مهماً في تحسين الوضع الصحي من خلال تقديم خدمات مدعومة أو مجانية للحالات الحرجة، وأن تكون جزءاً من شبكة تعاون مع المستشفيات الحكومية لتخفيف الضغط عليها.

ختاما، تبقى الصحة حقاً أساسياً لكل إنسان، ويجب أن تكون الأولوية الأولى للجميع، سواء كانوا من مقدمي الرعاية الصحية أو متلقيها. إن التحديات التي تواجه القطاع الصحي في عدن تتطلب تعاضد الجهود بين القطاعين العام والخاص، والعمل من أجل مستقبل صحي أفضل للجميع.

شارك هذا الموضوع:

Tweet

المزيد

Telegram

معجب بهذه:

إعجاب

تحميل...

مرتبط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

وزير الاوقاف يكشف حقيقة ماتعرض له الحجاج اليمنيين

جهينة يمن | 551 قراءة 

أول دولة عربية تحصل على إعفاء من تأشيرة دخول أمريكا "لن تصدق من تكون"

جهينة يمن | 497 قراءة 

إغلاق طريق الضالع -صنعاء عقب حدوث هذا الأمر!

جهينة يمن | 493 قراءة 

"اسرائيل" تعلن اختراق جماعة الحوثي !

جهينة يمن | 491 قراءة 

خرج من المستشفى ب٣ ساعات.. مختل عقليا يقتل ١٩ شخص داخل مسجد بهذه المحافظة

كريتر سكاي | 393 قراءة 

"بروفة لإسقاط مأرب".. تحذير ناري من سيف الحاضري: ما يحدث اليوم يذكّر بتمرد الحوثي في صنعاء

يني يمن | 386 قراءة 

الإصلاح ينقل عناصره من محافظات عدة إلى مأرب

اليمن السعيد | 342 قراءة 

الحنشي يقجرها ويؤكد:هذا المسؤول ياخذ حصة عدن من الغاز ويهربه الى هذه الدولة

كريتر سكاي | 304 قراءة 

الحنشي يقجرها ويؤكد:هذا المسؤول ياخذ حصة عدن من الغاز ويهربه الى هذه الدولة

اليمن السعيد | 256 قراءة 

سياسي يبث بشرى سارة حول تطورات الأوضاع السياسية باليمن

جهينة يمن | 243 قراءة