مسكنات أمريكية وأوجاع إقليمية.. لماذا فشلت واشنطن بإخماد نيران البحر الأحمر؟

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 78 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
مسكنات أمريكية وأوجاع إقليمية.. لماذا فشلت واشنطن بإخماد نيران البحر الأحمر؟

مع استمرار تصعيد الحوثيين عملياتهم العدائية في البحر الأحمر، طُرحت تساؤلات حول نجاعة الدور الذي تقوم به ثلث قوة حاملات الطائرات الأمريكية المنشورة في المنطقة بشكل شبه دائم.

فبينما دخل حصار الحوثيين لمضيق باب المندب الآن شهره التاسع، أرسلت البحرية الأمريكية للتو رابع مجموعة حاملة طائرات، لحماية الشحن الدولي في المنطقة.

تلك الاستجابة الأمريكية والتي تتمثل في إصدار الأوامر للبحرية بالتوجه إلى طريق الأذى والسماح للسفن الحربية الأمريكية باعتراض هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار بشكل مباشر، بدلاً من معالجة الأسباب الجذرية للأزمة، كانت هي الطريقة المفضلة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، للتعامل مع التصعيد الحوثي.

إغفال للأسباب طريقة لم توجه فيها الإدارة الأمريكية سهامها إلى إيران، «مما مكن الأخيرة من تمويل وتسليح الحوثيين»، تقول صحيفة «ذا ناشيونال إنترست»، مشيرة إلى أن إدارة بايدن اختارت من خلال تبني موقف الدفاع المباشر عن الشحن المدني، إنفاق مليار دولار من الذخائر النادرة التي يصعب الحصول عليها لإسقاط صواريخ الحوثيين وطائراتهم بدون طيار بدلا من معالجة الأسباب الجذرية للمشكلة.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن واشنطن رفعت باب المندب إلى مستوى مكافئ من الأهمية مثل مسارح أوروبا الأطلسية والشرق الأوسط والمحيط الهادئ الهندي – المناطق الثلاث حيث يهدف البنتاغون إلى الحفاظ على وجود حاملات الطائرات على مدار الساعة.

فبحكم الأمر الواقع، أنشأ البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية، «محطة عدن» جديدة، والتي يجب أن تخدمها البحرية الأمريكية باستمرار، مما يزيد من إجهاد أسطول صغير للغاية بالفعل، تقول الصحيفة الأمريكية، متسائلة: هل يبرر التهديد الحوثي لـ14% من التجارة البحرية العالمية التي تمر عبر البحر الأحمر تخصيص ثلث قوة حاملات الطائرات الأمريكية المنشورة في المقدمة بشكل شبه دائم؟ وبحسب «ذا ناشيونال إنترست»، فإن إصدار أوامر للبحرية باعتراض الطائرات بدون طيار والصواريخ القادمة وتنفيذ الغارات الجوية العرضية ردًا على هجوم ناجح على السفن التجارية، يبقي بالتأكيد على التوترات والتصعيد المحتمل.

وتساءلت: هل الجهود التي نبذلها الإدارة الأمريكية في البحر الأحمر، والموارد التي تنفقها، والتكاليف البديلة التي تمثلها تتناسب مع قيمة النتائج التي حققتها؟ مجيبة: لا بكل تأكيد.

فعلى الرغم من كل الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لمكافحة التهديد الحوثي، يظل باب المندب خطيرًا للغاية بحيث لا يمكن للعديد من شركات الشحن استخدامه، مع انخفاض حركة المرور بنسبة 50% تقريبًا على أساس سنوي حيث تبحر السفن حول رأس الرجاء الصالح بدلاً من ذلك. وشهدت قناة السويس انخفاضًا في عائداتها بمقدار 2 مليار دولار نتيجة لذلك.

وإذا كان حماية حرية المرور عبر البحر الأحمر مصلحة حيوية للولايات المتحدة، فقد أثبتت استراتيجية بايدن عدم كفايتها لمواجهة التحدي.

استراتيجية بطيئة ومكلفة وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن إدارة بايدن اختارت استراتيجية بطيئة ومكلفة وغير فعّالة لمعالجة التهديد الحوثي، مشيرة إلى أن الاستراتيجية الحالية لا تتناسب مع الوضع. فـ«النهج الأكثر تناسبًا – ومن المرجح أن ينجح – هو التصعيد ضد الحوثيين بما يتجاوز قدرتهم على الرد بالمثل وإقصائهم من الساحة بسرعة وبتحيز شديد، أو اتخاذ خطوات حاسمة لقطع مصادر الأموال التي تحولها طهران إلى الحوثيين ووكلائها الآخرين»، تقول الصحيفة الأمريكية.

ورغم أن هذه الخيارات تمثل تصعيدًا كبيرًا في الأمد القريب، إلا أنها على المدى الطويل، ستحرر البحرية الأمريكية من مسؤولية غير محددة لتغطية محطة عدن ووقف الاستنزاف البطيء لترسانة الذخائر الحيوية في البلاد.

وأشارت إلى أن نهج إدارة بايدن في التعامل مع البحر الأحمر يتماشى مع عقلية ما بعد الحرب الباردة، مؤكدة أن «ضبط النفس هو المسار الأخلاقي الأفضل لقوة عظمى مثل أمريكا.

فينبغي للولايات المتحدة أن تكون حكماً في النزاعات في مختلف أنحاء العالم، لكن لا ينبغي لها أن تتصرف بحزم لتأمين مصالحها».

ورغم هذا، فإنه عندما يهدد الحوثيون بحصار ممر مائي حيوي، يتم إرسال البحرية الأمريكية إلى مكان الحادث ــ ليس لحل المشكلة، بل لمراقبة الأمور والتأكد من عدم خروج أي شيء عن السيطرة.

وهذه هي «الطريقة التي تتصرف بها إذا كنت الدولة الأقوى في العالم». لكن النتيجة هي الفشل في تأمين مصالح أمريكا في المنطقة مع تحمل المخاطر وتكاليف الفرص بشكل غير متناسب إلى حد كبير مع القيمة المكتسبة، ما يعني أنه على الرئيس المقبل أن يفكر في «الرد غير المتناسب» بدلا من ذلك


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

قرار سعودي مفاجئ يصعق الانتقالي في عدن

الحدث اليوم | 1329 قراءة 

واشنطن تربك حسابات قمة الدوحة بتحرك سياسي مفاجئ من تل أبيب

المرصد برس | 903 قراءة 

تجميد وديعة سعودية قبيل إيداعها للبنك المركزي اليمني.. وتحرك عاجل لرئيس الوزراء “بن بريك”

المشهد اليمني | 897 قراءة 

تحركات سعودية عاجلة ومكثفة لاحتواء خلافات مجلس القيادة الرئاسي 

يمن فويس | 739 قراءة 

شروط سعودية جديدة لتقديم الوديعة

العاصفة نيوز | 684 قراءة 

من استقبلهم؟ رشاد العليمي وسلطان العرادة يصلون الدوحة للمشاركة في القمة العربية الإسلامية الطارئة

عدن نيوز | 660 قراءة 

البنك المركزي يجدول رواتب الموظفين المتأخرة ومصادر تكشف الآلية

نافذة اليمن | 639 قراءة 

وزارة الخارجية بصنعاء تشارك بالقمة العربية الإسلامية اليوم في العاصمة القطرية الدوحة

الحدث اليوم | 548 قراءة 

الشوافي يكشف عن موعد حالة ماطرة على اليمن ونسبة تغطية الامطار للمحافظات بهذا الموعد

التغيير برس | 538 قراءة 

قرارات غير مسبوقة.. البيان الختامي لقمة الدوحة بشأن العدوان الإسرائيلي على قطر

المشهد اليمني | 520 قراءة