هل هو جدل فائض عن حاجة المجتمع!!

     
المشهد اليمني             عدد المشاهدات : 112 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
هل هو جدل فائض عن حاجة المجتمع!!

على الرغم من أن ظروف البلاد في الوقت الحاضر تتطلب حوارات تتناول الخروج من المأزق السياسي ، إلا أنه يمكن القول إن المأزق السياسي الذي وصلت إليه البلاد لم يكن بعيداً عن موضوع هذا الجدل الذي أخذ يقترب في البحث مما كان يعد محرماً الاقتراب منه بتكريس مسلمات ، لم تكن هي المشكلة عند المجتمع ، وإنما استخدامها عنوة لتكريس نمط بعينه في التفكير ، ومن ثم صياغة الوعي المجتمعي لقبول أنماط معينة من الحكم ، تقوم على الحق الالهي المطلق ، أو غير ذلك من الدوغما السياسية الدينية .

غير أن هذا الجدل إذا لم يقم على رؤية شاملة لحاجة البلد إلى تجاوز أزماته وتحقيق النهوض الشامل ، ومغادرة الفخ الكبير الذي صنعه التطرف الديني لإغراق البلد فيه ، فإنه لا معنى له ، لأنه في هذه الحالة لن يكون سوى مجرد إعلان سطحي للإلحاد ، وهي مسألة لا تحتاج لكل هذا الجهد في تعظيم الالحاد أو انتقاده ، لأنه يتحول إلى ثرثرة لا تعني المجتمع في شيء .

أما إذا كان الهدف من ذلك هو فتح مسار لتحديث الفكر السياسي ، وخلق منابر تنوير للنهوض الشامل ، فلا بد إذاً من الانطلاق من قواعد مختلفة في النقاش ، لأن نهضة المجتمع لا علاقة لها مطلقاً بإنكار وجود الخالق أو إثبات وجوده ، وإنما تتعلق المسألة بإعادة بناء مفهوم مختلف للدين في وعي المجتمع ، غير الذي كرسه التطرف والتشدد والخرافة ، والذي كان سببا في تخلف مجتمعاتنا حتى اليوم .

الدين حقيقة مجتمعية ، لا يمكن إنكارها في كل المجتمعات المتقدمة والمتخلفة على السواء ، غير أن الفرق هو أن المجتمعات المتقدمة تقدمت حينما جعلت الدين عنصراً محركاً للنهوض الاجتماعي ، بينما المتخلفة منها تخلفت حينما سمحت باستخدام الدين في الاتجاه المعاكس لنهضتها .

لقد وضع "المتكلمون" أو ما يسمون ب"أهل الكلام" في الفكر الاسلامي أنفسهم في ورطة عندما أرادوا إثبات وجود الله بالعقل ، ذلك أنهم لم يعرّفوا العقل حتى يستخدموه علمياً في إثبات وجود الخالق ، ووقفوا بمفهوم العقل عند " الفؤاد" الذي يقوم بوظيفة مزدوجة للعقل والقلب معاً ، وأدى ذلك إلى عدد من الاشكاليات التي طالت الايمان الذي يقوم على التصديق المطلق ، وفتْح باب البحث في وجود الله بواسطة العقل ، وهو الأمر الذي تمسك به الباحثون ، كل من منطلق قناعته التي يريد أن يثبت صحتها .

الباحثون اليوم لا يمكن أن ينطلقوا من الصفر في مسألة أُشبعت بحثاً وتحليلاً وفيها مجلدات علمية ضخمة ، لكن دون نتائج متفق عليها ، وكاد البحث فيها أن يصل إلى توافق ضمني وهو أن تترك هذه المسألة لقناعة الانسان دون أن تتدخل هذه القناعة في فرض خيار محدد بذاته بالقوة ، حتى لا تكون مجالاً للصدام بين المجتمعات أو داخل المجتمع الواحد .

وسيتواصل البحث فيما وراء الطبيعة لمعرفة الاسباب والمحركات الرئيسية لها ، ولن يتأثر الكون باكتشاف ما اذا كان وراءه خالق ، أو أنه يتحرك بديناميات طبيعية واستاتيكية ، سوى أن الذين يؤمنون بالخالق سيكافأون بالجنة ، وأن منكروه سيكون مصيرهم النار ، وفقاً لما يعتقدون ، والطرفان مقتنعان بهذا الوعد والوعيد الذي قد ينتهي بهم جميعاً الى العدم .

المهم الاتفاق على مشتركات تقيهم البؤس والحروب والألم في الحياة الدنيا .


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الكشف عن عقوبات أمريكية مرتقبة ضد مسؤولين بالحكومة الشرعية قد تصل للملاحقة الأمنية والسجن " تفاصيل "

وطن نيوز | 709 قراءة 

الحكومة تشمر عن ساعديها لتحطيم مخططات الحوثيين وتعلن عن إجراءات جديدة وحاسمة

وطن نيوز | 459 قراءة 

قريباً.. شركة حكومية كبرى تعتمد الريال اليمني وتلغي التعامل بالعملات الأجنبية

شمسان بوست | 448 قراءة 

هل سيلقى ابو علي الحاكم مصير الشيخ الخولي وقشره ..ا

عناوين بوست | 400 قراءة 

تلقي مشروع بن حبريش ضربة قاصمة

عدن تايم | 309 قراءة 

الكشف عن حقيقه بيع دعوات زفاف أبناء الرئيس صالح بمبالغ خيالية

المرصد برس | 276 قراءة 

وقفات مسلحة أمام منازل مشايخ حاشد وبكيل.. الحوثيون يرفعون منسوب التوتر القبلي

نافذة اليمن | 268 قراءة 

أول دولة عربية تدين بقوة تصريحات النتن ياهو..!

عناوين بوست | 236 قراءة 

.شاهد صور الصيدليات عقب اغلاق ابوابها في عدن

كريتر سكاي | 200 قراءة 

أسعار العملات الأجنبية والعربية أمام الريال اليمني اليوم الخميس

نافذة اليمن | 184 قراءة