حراك أحرار وسط اليمن: انطلاقة جديدة نحو العدالة والحرية”.. بقلم /محمد العياشي.

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 115 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حراك أحرار وسط اليمن: انطلاقة جديدة نحو العدالة والحرية”.. بقلم /محمد العياشي.

عدن توداي

كتب | محمد العياشي

تتألق المناطق الوسطى في اليمن كواحدة من أبرز المكونات الجغرافية والثقافية، حيث تشمل مجموعة من المحافظات المهمة مثل: إب، تعز، ريمة، الضالع، ذمار، الحديدة، ووصاب. يُشير مصطلح “المناطق الوسطى” إلى مجال تاريخي وثقافي متميز، لكنه يغلب عليه الطابع غير الإداري؛ إذ تُعتبر هذه المناطق منسية في غالبية الحسابات السياسية.

مرت المناطق الوسطى بمراحل تاريخية صعبة، بدءًا من ارتباطها بحروب النظام في صنعاء ضد عناصر الجبهة الوطنية الديمقراطية في الفترة من 1972 إلى 1982. فقد أسفرت هذه الصراعات عن آلاف الضحايا ودمرت العديد من المنازل. ورغم ذلك، لم تتضمن الاعتذارات الرسمية المقدمة للجنوب وصعدة أي إشارة لما تعرض له سكان هذه المناطق.

يرتبط سكان المناطق الوسطى بآمال كبيرة في تحقيق العدالة، لكن تلك الآمال خابت خلال مؤتمر الحوار الوطني الذي عُقد في السنوات الأخيرة، حيث لم تشمل الاعتذارات المقدمة الانتهاكات التي تعرضوا لها. وقد واجهت السلطات مطالبات التعويض بتصريحات اتهمت الأفراد بأنهم من “المخرّبين”، مما زاد من شعور الاستياء والإحباط.

تتميز المناطق الوسطى بنشاطها الزراعي والحرف اليدوية، على الرغم من النظرة السلبية التي قد يواجهها بعض الحرفيين في مناطق يمنية أخرى. تحتل هذه المناطق مكانة اجتماعية استثنائية، حيث تُظهر تداخلًا ثقافيًا يُساهم في بناء مجتمعات متماسكة.

شهدت المناطق الوسطى صراعات مسلحة متعددة، وكانت ساحةً للتوتر بين نظامي صنعاء وعدن، وعملت كطرف متوازن أمام جيش الجنوب. يُعرف سكان هذه المناطق باعتدالهم الفكري والديني، حيث احتضنوا الحركات الثورية على مدار خمسين عامًا، وقد ساهم ذلك في بناء تاريخ علمي وثقافي عريق.

حاليًا، تعاني المناطق الوسطى من تداعيات سلبية نتيجة التدخلات الخارجية والنزاعات الداخلية، خاصة ما شهدته الحديدة من عمليات نهب. وتُعاني هذه المناطق أيضًا من موقعها الجغرافي الذي يجعلها رهينة للخلافات الدائرة بين الشمال والجنوب، مما يفاقم من الوضع المعيشي.

تُعتبر المناطق الوسطى من بين الأكثر حاجة إلى العدالة الانتقالية، بالنظر إلى واقعها التاريخي والمعاصر. تُمثل وسطيّتها تحديًا سياسيًا وثقافيًا في ظل صراعات الهوية بين الشمال والجنوب، مما يتطلب التحرك الفوري من قبل رجالها ومشايخها وأكاديمييها لإعلان “حراك أحرار وسط اليمن” لتحقيق العدالة وتضميد الجراح التي عانت منها لعقود.

في خضم هذه الأوضاع المتغيرة، يبقى الأمل معقودًا على مستقبل أفضل يسعى إلى الاعتراف بمعاناة هذه المناطق وتحقيق العدالة التي تضمن حقوق سكانها.

شارك هذا الموضوع:

Tweet

المزيد

Telegram

معجب بهذه:

إعجاب

تحميل...

مرتبط

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : صدور قرارات سعودية مفاجئة وغير متوقعة

صوت العاصمة | 1789 قراءة 

الداعري يكشف عن مراحل استعادة استقلال الجنوب ونوع العملة الجنوبية المتوقعة

مراقبون برس | 947 قراءة 

حشود قبلية من أبناء حضرموت تنضم إلى قوات درع الوطن وسط تصعيد عسكري

المجهر | 852 قراءة 

خبراء القانون الدولي.. لا يستطيع المجلس الانتقالي الجنوبي إعلان الانفصال إلا عبر ثلاث خيارات كلها ضده

مأرب برس | 838 قراءة 

استنفار حوثي نحو الجنوب.. أنفاق وصواريخ ومعسكرات جديدة عقب قطع خطوط الإمداد

الأمناء نت | 786 قراءة 

ترقبوا أخباراً سارة.. مسقط تضع اللمسات الأخير لحل دبلوماسي لإنهاء الأزمة اليمنية

موقع الأول | 702 قراءة 

ترتيبات متسارعة في السعودية لجمع الانتقالي والحوثيين والقوى اليمنية لإعلان تسوية جديدة تنهي الحرب

بوابتي | 632 قراءة 

الشيخ عمرو بن حبريش يفضح مزاعم مليشيا الانتقالي ويكشف مكان تواجده ومصير قوات حماية حضرموت

المشهد اليمني | 511 قراءة 

مستشار علي محسن الأحمر : ما حدث في حضرموت كان بضوء أخضر سعودي

الأمناء نت | 452 قراءة 

تحركات مسلحة "إخوانية" مريبة قرب الحدود الجنوبية- السعودية

عدن حرة | 451 قراءة