السعودية و”حياة الماعز”

     
المشهد اليمني             عدد المشاهدات : 198 مشاهده       تفاصيل الخبر
السعودية و”حياة الماعز”

يستند فيلم "حياة الماعز" على رواية تحكي قصة شاب هندي اختطف من المطار بعد وصوله للعمل في الخليج، في تسعينات القرن الماضي، وعاش سنوات قاسية وعنيفة استسلم خلالها لاضطهاد الخاطف حتى تمكن من الهروب وعاد لبلاده.. هذه هي خلاصة الفيلم الذي اضطرت لمشاهدته بعد الضجة التي أثيرت حوله مؤخرًا، وليتني لم أفعل، أما وقد شاهدته فلابد من كلمة، تتبعها شهادة عايشتها بنفسي وأجدها فرصة لنقلها للآخرين.

يُظهر الفيلم الكراهية للإنسان العربي منذ الدقائق الأولى، عندما يتحدث بطل الفيلم وصديقه في المطار عن رائحة العربي الكريهة، وأن العرب يصنعون عطورهم من عرقهم وبولهم، وهو ما يؤكد أن منتجي الفيلم متخندقين وراء أجندة وقناعات تتصادم مع طموحات وموقف الشعب العربي المسلم

الفيلم استند الى رواية قائمة على السرد الذي يستدعي ضرورة شيئا من الخيال أو اللاواقعية لتستقيم الحبكة، ناهيك أن يكون هذا الخيال هندي!

قبل الغوص أكثر في عرض ما أنا بصدده، دعونا نتفق على نقطة مهمة وهي أن أي فرد منا قد يعيش تجربة سيئة وقاسية في مكان وزمان ما، نتيجة تصرف فردي، وهذا أمر مسلم به، لكن ذلك لا يعني أن آخرين عاشوا ذات التجربة، أضف إلى ذلك أن من غير المنطقي تعميم تلك الصورة على مجتمع أو دولة في ظروف تغيرت وتبدلت فيها أحوال كثيرة، والا فإن قصه كل مسلم تعرض للاضطهاد والقتل من قبل هندوس تستحق أن تتحول إلى فيلم، ويمكن تعميمه على المجتمع الهندي ككل، لكن الأمور لا تسير بهذا الشكل إلا عندما تكون هناك اجندة ومحاولة متعمدة للاساءة.

النقطة الأخرى أن كل مجتمع لا يخلوا من النماذج المتطرفة والسيئة، وما يضع الفيلم الهندي في قائمة الأفلام التي تستهدف المملكة العربية السعودية هو أنه قدم كل السعوديين الذين تعامل معهم الضحية كـ "سيئين وعنيفين" بما فيهم الشرطة التي يدعي الفيلم أنها سمحت بالاعتداء على العمال الوافدين المخالفين داخل مقر احتجازهم، مع الإشارة هنا إلى أن شخصًا واحدًا فقط أظهره الفيلم بايجابية مخففة وهو يساعد الضحية (البطل) وينقله بسيارته إلى مكان يمكن ان يجد فيه من يعتني به.

الآن يحق لنا أن نتوقف عند الزمن الفعلي لأحداث الرواية، فزمن وقوع أحداثها يعود إلى أكثر من 35 سنة. لقد تعاقبت أجيال عديدة منذ ذلك الزمن حتى اليوم. أما تاريخ صدور الرواية فيعود إلى 2008، أي قرابة 16 عامًا فبن انتج الفيلم حاليا ونخن في العام 2024م

الأجابة ببساطة أن إصدار وعرض الفيلم جاء في التوقيت الذي تحقق فيه المملكة العربية السعودية سلسلة من النجاحات المتتالية، لاسيما في مجالي الاقتصاد والرياضة ترافقهما نقلة نوعية في تنظيم العمالة، وتجويد الخدمات التعليمية والصحية وغيرها من القطاعات التي شهدت وتشهد تطورا وتقدماً وازدهارا غير مسبوق.

هناك ملمح آخر لا يمكن لمن شاهد الفيلم تجاهله، فالفيلم الهندي قدم الضحية (البطل) باعتباره مسلمًا، وهي ذات ديانة شخصية الشرير في الفيلم (الخاطف)، ولتعزيز الكراهية ضد الإسلام نفسه فقد تعمد صناع الفيلم إدراج المصطلحات الدينية على لسان الخاطف وهو يمارس الظلم ضد الضحية مرددًا في كل لحظة "لا إله إلا الله" و"استغفر الله" وغيرها وهذا مؤلم لكل مسلم، وفيه الكثير من الإساءة للدين، ولكل المسلمين.

أعيش في السعودية منذ أكثر من ثمان سنوات، السعودية التي عرفتها قبل ثمان سنوات تغيرت وتبدلت كليًا بفضل ثورة الوعي والتطوير والانفتاح على التكنولوجيا والتقنية الحديثة التي ساهمت في تطوير وتنمية مختلف القطاعات بما فيها حماية الحقوق للعمالة الوافدة.

اليوم، يثق المقيم في المملكة العربية السعودية أنه محمي بنظام مصمم على العدالة والإنصاف بكفاءة عالية، نظام يستند الى قوانين ومحددات أوجبتها السلطات على كل ما له علاقة بالعمل، تستخدم التقنية بمختلف خدماتها الألكترونية واصبح نظام ”ابشر" احد ابرز الخدمات للعمالة الوافدة الذي يحكي حقوقهم القانونية ناهيك عن الخدمات الاخرى مثل نظام حماية الاجور وبرنامج توثيق العقود الالكترونية ولذلك ليس في الفيلم ما يحرج المملكة أو يشوهها باعتبار قصة الفيلم تتحدث عن حادثة فردية وقعت قبل 35 عامًا، هذا على افتراض أن الحادثة حقيقية.

اتعامل بشكل يومي مع سعوديين، ولدي شهادة حق وجدت اليوم الفرصة لأن أقولها. السعوديون أصحاب أخلاق وقيم وأصالة وكرم، التواضع أبرز سماتهم. فيهم روح الاحترام والتقدير للآخر مهما كانت مكانته الاجتماعية أو الاقتصادية. الشعب السعودي يتحلى بالشهامة والنخوة، يهبون لمساعدة الآخرين في الأوقات الصعبة، ويظهرون تعاونًا ملحوظًا في مختلف الظروف، وهذا يعكس جوهر المجتمع السعودي الحقيقي ويجعله نموذجًا يحتذى به.

منذ سنوات أسكن بالإيجار إلى جوار مالك المنزل الذي اعتبره نموذجًا للسعودي الأصيل، دمث الأخلاق، حسن المعشر، يشعرني أنه الأخ الكبير والصديق الأقرب وكذلك جميع اهله وهذا انطباع سائد لدى كثير من اليمنيين ممن كانت لديهم سابقًا تصورات مغلوطة عن السعودي قبل التعامل معه.

كلمة أخيرة، المملكة العربية السعودية قوية بقيادتها الحكيمة، وبشعبها الأصيل، وتتعاظم قوتها اليوم برؤيتها الطموحه، ومكانتها الاقتصادية، وباعتبارها قائدة العالم الإسلامي، وهي قبل كل ذلك أرض مبعث رسالة الإسلام، وتحتضن الحرمين الشريفين، حققت خلال السنوات الماضية إنجازات ملفتة مختلف المجالات، ودعونا لا ننسى الدور السياسي للملكة على مستوى المنطقة والعالم، وخدمتها المستمرة للقضايا العربية والإسلامية. كل ذلك يجعلها محل استهداف سواء من أعداء النجاح أو المبغضين الكارهين المتخفين وراء أجندة ممولة.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

يحدث الان في مارب وسط ذهول عام

العربي نيوز | 3286 قراءة 

عاجل : المبعوث الاممي الى اليمن يزف خبرا سارا لكل اليمنيين "بيان"

اليمن السعيد | 2379 قراءة 

مرافق لطارق عفاش يكشف تفاصيل مثيرة

العربي نيوز | 2067 قراءة 

تنسيق سعودي ايراني على حساب اليمن !

العربي نيوز | 1875 قراءة 

عاجل : في قرار مفاجئ... الحكومة الشرعية تصدر قرار بإيقاف السفر للسعودية عبر منفذ الوديعة "وثيقة"

اليمن السعيد | 1735 قراءة 

وزارة العمل السعودية تعلن عن فرص عمل بمرتبات تصل لـ8 آلاف ريال شهريًا...اعرف شروط التقديم

اليمن السعيد | 1591 قراءة 

وداعًا للعضف عند الرجال والنظارات...هذا النوع من المكسرات قد يحسن بصرك بشكل طبيعي

اليمن السعيد | 1544 قراءة 

وصول قاتل الضابطين السعوديين ‘‘العروصي’’ إلى صنعاء.. والكشف عن الشخصية التي تمكنت من تهريبه

المشهد اليمني | 1421 قراءة 

اعلان منحة سعودية لدعم العملة والرواتب

صوت العاصمة | 1150 قراءة 

الغرافة ليلى عبد اللطيف تفاجئ الجميع بشأن مصير زعيم الحوثيين وقياداته .. وما سيحدث في صنعاء

وطن الغد | 1140 قراءة