عدن توداي
كتب/ محمد المسيحي
عندما ينقشع غبار المعارك وتتوقف أصوات المدافع، يعود القادة إلى طاولات المفاوضات، يتصافحون بأيدٍ تحمل في طياتها قرارات ماضية ومستقبلية، يتفقون على مستقبلٍ جديد للأمم والشعوب ، لكن في زوايا الحياة، خلف تلك الصور الرسمية المبهجة، هناك قصص أخرى تروي فصولاً من الألم والفقدان.
في قلب تلك القصص، تقبع العجوز التي تقف على عتبات منزلها البسيط، تنتظر عودة ابنها الشهيد، الذي ضحى بحياته دفاعًا عن وطنه ، هي تدرك في قرارة نفسها أنه لن يعود، لكن الأمل في رؤية وجهه يظل حاضراً، يمسك بزمام قلبها المتعب.
وفي مكان آخر، تنتظر الفتاة الوفيّة زوجها الحبيب، الذي غادرها في ريعان الشباب ليحمل السلاح ويشارك في معركة لم يكن يتوقع أن تكون نهايتها الفراق الأبدي. تحاول أن تملأ الفراغ الذي تركه، لكنها تعلم أن لا شيء يمكن أن يعوضها عن تلك اللحظات التي كانت تجمعهما.
أما الأطفال، فيكبرون وهم يحملون في ذاكرتهم شبح والدهم البطل، الذي رحل وهو يرسم لهم مستقبلاً آمناً. يترعرعون على قصص شجاعته وبطولاته، لكنهم يفتقدون لحنانه وتوجيهاته، ويعيشون على أمل أن يحققوا ما كان يتمناه لهم.
في كل حرب، هناك من يجني الأرباح ويفوز بالصفقات، لكن هناك أيضًا من يدفع الثمن غاليًا. هو ثمن لا يُقاس بالمال أو المكاسب السياسية، بل هو ثمن يُدفع بالدموع والآلام والذكريات التي لا تمحى.
لا نعلم من باع الوطن، لكننا نعرف جيدًا من الذين دفعوا الثمن: هم هؤلاء الذين لم تُكتب أسماؤهم في صفحات التاريخ، لكنهم يظلون في قلبه وفي ذاكرة كل من عاش آثار تلك الحروب. إنهم الأبطال الحقيقيون، الذين نحيي ذكراهم ونستمد من تضحياتهم قوة لمواصلة المسير نحو مستقبلٍ أفضل.
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news