في زمنٍ تتلاطم فيه الأمواج العاتية على صخور الجنوب الصامدة، وفي ظل الهجوم الإرهابي الجبان الذي استهدف قواتنا المسلحة الجنوبية في محافظة أبين، مديرية مودية، وارتقى بسببه 16 شهيداً من أشجع أبنائنا، يتجلّى أمامنا بوضوح حجم الحقد الذي يكنه أعداء السلام والأمن لهذا الوطن. ولكن ليعلم هؤلاء الإرهابيون المارقون أن الأرض التي تنبت الرجال الأحرار لا تهتزّ أمام تهديداتهم، بل تزداد صلابةً وقوة.
أيها الإرهابيون، يا من تبيعون ضمائركم للشيطان وتستبيحون دماء الأبرياء، إنما أنتم كمن ينفخ في الرماد، تحاولون عبثاً أن تزرعوا الخوف في قلوبنا، ولكن الله سبحانه وتعالى يقول: **إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ"** (آل عمران: 175). فنحن أبناء الجنوب، أهل الأرض والعزة، لن نخاف من جبناء يتخفون في الظلام.
إن قواتنا المسلحة الجنوبية، هي اليد التي تضرب بها عدالة الله أعداء الإنسانية، وهي السيف الذي يقطع به دابر الفتنة والإرهاب. لقد أثبت رجالنا الأبطال في كل معركة يخوضونها أنهم أبناء عقيدة راسخة، يضحون بأرواحهم في سبيل الله والدفاع عن الوطن. قال الله تعالى: **وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"** (البقرة: 190)، وهؤلاء الأبطال يقاتلون في سبيل الله، ويدافعون عن الأرض والعرض بكل شرفٍ وبسالة.
لقد حاولت تلك الشرذمة الضالة أن تنال من عزيمتنا، ولكن هيهات لهم أن يحققوا مآربهم. إن الجنوب اليوم أقوى مما كان عليه بالأمس، بفضل الله ثم بفضل قواتنا المسلحة الجنوبية التي تقف كالجبل الراسخ في مواجهة التحديات. إنهم رجال لا يعرفون للانهزام طريقاً، ولا تنكسر إرادتهم أمام أي قوة غاشمة. قال الله تعالى: **الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ"** (آل عمران: 173)، وهكذا هو حال رجالنا، لا يزدادون إلا إيمانًا وعزيمةً في مواجهة العدو.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news