رسام الكاريكاتير “رشاد السامعي” .. مسيرة إبداع ولدت مع حرب الخليج الأولى (حوار)

     
يمن ديلي نيوز             عدد المشاهدات : 41 مشاهده       تفاصيل الخبر
رسام الكاريكاتير “رشاد السامعي” .. مسيرة إبداع ولدت مع حرب الخليج الأولى (حوار)

أجرى الحوار لـ”يمن ديلي نيوز” – محمد العياشي:

في عالم يموج بالأحداث السياسية والاجتماعية، يبرز فن الكاريكاتير كأداة تعبيرية قوية تعكس آراء وأحاسيس المجتمعات.

يعد الفنان “رشاد السامعي” واحدًا من أبرز الأسماء في هذا الفن في اليمن، حيث استهل مشواره الفني من خلال موهبة فطرية بدأت منذ الطفولة.

في هذا الحوار الذي أجراه “يمن ديلي نيوز” غاص الفنان رشاد السامعي في تفاصيل بداياته العفوية، وتأثير البيئة المدرسية والعائلية في صقل موهبته.

كما استعرض السامعي تجربته الفنية ومسيرته في مجال الكاريكاتير، موضحًا كيفية استلهامه للأفكار وأهمية الضحك كوسيلة للتعبير عن القضايا الشائكة.

إلى نص الحــوار:

كيف كانت بدايات الفنان رشاد السامعي مع فن الكاريكاتير؟ وما سبب توجهك لفن الكاريكاتير؟ وهل كان للبيئة من حولك دور في اكتشاف الفنان في داخلك، سواء للمدرسة أو العائلة؟

البداية كانت عفوية كأي هاوٍ للرسم منذ الطفولة. أحببت الرسم وأحببت كل من يرسم. بدأت مع سنوات الدراسة الأولى. في المرحلة الإعدادية والثانوية، كنت أحب رسم وجوه أصدقائي في المدرسة بطريقة ساخرة. كنت أرسم المدرسين، وكان بعضهم يحب هذا وبعضهم يغضب.

وفي حرب الخليج الأولى، أحببت أن أشارك اليمنيين تفاعلهم مع مجريات الحرب، ورغم صغر سني حاولت أن أفهم أشياء بسيطة عن الحرب وما الذي يحبه الناس من حولي. فبدأت بتنفيذ أعمال تشبه الكاريكاتير؛ كنت أقوم بقص صور الشخصيات المرتبطة بالحرب من المجلات، وألصقها على ورقة ثم أكمل الشكل الذي أريده وأضع التعليق المناسب. واتفقت مع صاحب مكتبة كان يقوم بطباعة اللوحة وبيعها بخمسة ريالات، نتقاسمها سوياً.

حدثنا عن تجربتك الفنية بشكل عام؟

في الطفولة والمراهقة، بدأت في الرسم وكنت أهوى المسرح، وأخلق جوًّا من المرح. لم أكن أملك أدوات رسم، وكنت أرسم في حدود الممكن. بدأت برسم الكاريكاتير لبريد القراء في صحيفة الجمهورية، ولم أصدق عندما رأيت أول رسمة لي تنشر في صفحة القراء، قبل أن أتوظف لاحقًا في نفس الصحيفة.

 

من أين تستقي أفكارك للرسم؟ وهل تجد صعوبة في إيجاد الفكرة أحيانًا؟

في البداية أبحث عن الموضوع، ثم أبحث عن الفكرة المناسبة. الموضوع طبعًا في كثير من الأحيان يعتمد على أهم القضايا في الساحة. أما الفكرة فتعتمد على الموضوع نفسه وعلى حسب الظرف النفسي.

هناك أفكار تأتي بسرعة، لا تحتاج سوى دقائق من التفكير، وأحيانًا قد تأخذ أكثر من ساعة. بينما بعض المواضيع قد تحتاج إلى تأجيل في حال عجزت عن رسمها. وفي كل الأحوال تحتاج الفكرة لمجهود ذهني كبير. وبعض المواضيع أنتج لها أكثر من رسمة حتى أقتنع بأفضلها. والمرحلة الأخيرة هي التنفيذ، والتنفيذ يتفاوت من ساعة إلى ست ساعات أحيانًا.

 

ماهي المسابقات التي شاركت بها والجوائز التي حصدتها؟

فزت ببعض الجوائز العربية في الأردن وفلسطين وتونس، وبعض المسابقات تم ترشيحي للمرحلة الأخيرة كجائزة الصحافة العربية وجائزة محمود كحيل، لكن لم أوفق فيها وما زلت أحاول.

هل تستطيع إحصاء عدد أعمالك، وما هو أهم عمل من وجهة نظرك؟

لم يسبق لي أن عملت إحصاء لعدد الرسوم، لكن كل مرحلة كان لها أسلوب معين.

 

كيف استطعت الحفاظ على استمرارية الإبداع طوال العقدين الماضيين؟

أهم ما يميز الفنان هو الاستمرار. وأتذكر سؤالي في مقابلة سابقة ماذا أخطط للمستقبل، فقلت: إذا استطعت الحفاظ على المستوى الذي أنا فيه، فهذه أهم خطة وأهم إنجاز بالنسبة لي.

 

ما هي أعمالك الحالية؟ وما هي أفكارك المستقبلية؟

العمل السياسي طاغٍ على أعمالي منذ أحداث 2011، وعامةً كل القضايا المحلية مرتبطة بالوضع السياسي، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو رياضية أو غيرها. أما الرسم للمستقبل فلا يوجد سوى بعض الأفكار التي تتناسب مع الوضع الإنساني العام في العالم، وهي قليلة. ولا أجد الوقت للتفرغ لهذا النوع من الأفكار رغم أهميتها كقضايا الفقر وحرية التعبير والاضطهاد وغيرها.

 

لماذا معظم رسوماتك لا توجد بها كتابات تعليق؟

الكاريكاتير الصامت من أصعب أنواع الكاريكاتير، لأنه يعتمد على الفكرة ويحتاج إلى جهد مضاعف لإنتاج فكرة صامتة. وهذا النوع من الرسم يعطي فرصة للمتلقي لتحليل الرسم. يعطي فرصة أيضًا لتفسير الرسم كل واحد من وجهة نظره.

بمعنى أن بعض الأفكار يمكن إسقاطها على أكثر من موضوع وقضية. ونحتاج كرسامي كاريكاتير إلى رسم الكاريكاتير الذي يحتوي على تعليق، لأنه يحتفظ بجمهوره ولديه مساحة أكبر من السخرية، لكن هذا النوع أيضًا يحتاج إلى ذكاء ولابد أن يحترم القارئ ولا يكون مبتذلاً أو سطحيًا لمجرد الإضحاك فقط، بل لابد أن يحتوي على قضية.

كيف ترى واقع فن الكاريكاتير في اليمن وعالمنا العربي؟ وما الصعوبات التي يواجهها؟

الكاريكاتير المحلي يعاني كثيرًا، فمعظم الفنانين توقفوا بعد الحرب إما لأسباب سياسية أو لأسباب معيشية. عربيًا أيضًا، وإن كان أفضل، إلا أنه أيضًا في اعتقادي يخضع لسياسة الدول. فهناك رسامون فقدوا حياتهم، وهناك من تم اعتقاله، وهناك رسامون تقيدهم سياسة الدول التي يعيشون فيها.

الكاريكاتير اليمني رغم ندرته وصعوبته، إلا أنه هامشي، للأسف. ويبذل الرسام مجهودًا لفرض نفسه كصانع رأي.

 

برأيك، لماذا تخاف التنظيمات المسلحة والمليشيات الانقلابية من السخرية؟

الكاريكاتير فن ساخر، والانظمة الاستبدادية تخاف هذا النوع لأنه يكسر الهيبة والهالة التي تصنعها هذه الأنظمة. ولأنه قريب من الناس وسهل التداول، ينتشر سريعًا بين الناس.

 

الأحداث الجارية في الوطن، كيف عبرتم عن رأيكم فنياً في كل ما حدث أو ما يحدث الآن؟

الواقع اليمني مليء بالحداث والتطورات اليومية، ووضعنا، رغم أنه محلي، لكنه في نفس الوقت شأن دولي. ويتفاعل سلبًا أو إيجابًا مع المحيط الدولي.

 

بالتأكيد، عملك كفنان كاريكاتير يشكل مسؤولية كبيرة، وخاصة أنت كفنان يمني مشهور. هل ينتابك شعور بالتقصير إذا لم تتناول قضية ما في رسوماتك؟

بالتأكيد، ففنان الكاريكاتير مطالب دائمًا بمتابعة الأحداث والتعبير عن هموم الناس، وهو التزام أدبي. لكن يظل الرسام لديه ظروفه النفسية الخاصة، قد يقصر وقد يتأخر، إضافةً لحساسية بعض المواضيع.

 

كيف انتقلت من العمل التقليدي إلى توظيف الكمبيوتر في رسوماتك؟

استخدام التكنولوجيا مهم، وصراحةً لو لم أتلقَ جهاز آيباد كهدية لتأخرت في مواكبة التكنولوجيا بسبب غلاء الأجهزة الخاصة بالرسم. لكن الأجهزة أو التابلت توفر الكثير من الأدوات التقليدية، توفر الأوراق والأقلام والألوان، وتوفر الجهد والوقت.

 

هل أثر تراجع الصحافة الورقية على الفن الكاريكاتيري في اليمن؟

الصحافة الورقية مهمة، لكن يظل جمهورها محدودًا، ووقتها محدودٌ أيضًا، وتظل تنتظر وقت إصدارها. بينما مواقع التواصل تستطيع النشر في أي وقت، وجمهورها مفتوح. كما تستطيع التواصل مع المتابعين، وتتلقى منهم الدعم والنقد.

هل هناك مواضيع لا ترغب في تناولها في رسوماتك الكاريكاتيرية؟

رغم أن مواقع التواصل أتاح للفنان نشر ما يريد بعيدًا عن سياسات الصحف الورقية، لكن لا بد أن يرسم الفنان لنفسه مسارًا ويكون لديه خطوط حمراء يرسمها لنفسه. فهناك قضايا حساسة قد يزيد الكاريكاتير الطين بلة إذا لم يكن الفنان ملتزمًا وواعيًا.

 

هناك عدد من الفنانين يعيشون حالة الانعزال، هل فكرت في تأسيس منصة تنظيمية للفنانين؟

لا، رغم أهمية ما ذكر.

 

مرتبط

الوسوم

فن الرسم

الكاريكاتير

رشاد السامعي

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

ليس حوثي!.. خطر كبير يقترب من مارب ويستعد للانقضاض على منابع النفط والغاز ومحلل يقرع جرس الإنذار

المشهد اليمني | 3560 قراءة 

صيد حوثي ثمين في قبضة قوات العسكرية الرابعة جنوبي اليمن

المشهد اليمني | 2623 قراءة 

بعد مصرعه في غارة إسرائيلية.. شاهد القيادي في حزب الله ‘‘إبراهيم عقيل’’ أثناء تواجده في اليمن وقتاله إلى جانب الحوثيين (فيديو)

المشهد اليمني | 2015 قراءة 

بعد مواجهات عنيفة .. هكذا بدت الاوضاع في مأرب

كريتر سكاي | 1608 قراءة 

احتفال ورقص بذكرى ثورة سبتمبر وسط اليمن.. وهكذا كان مصير المحتفلين

المشهد اليمني | 1553 قراءة 

مصر تبلغ أمريكا بموقف حاسم بشأن اليمن والوحدة والمرجعيات.. وتحدد الدول التي ستكون ضمن الترتيبات القادمة في البحر الأحمر

المشهد اليمني | 1222 قراءة 

اعتقالات جماعية في مدينة خاضعة للشرعية طالت 40 شخصًا والتنكيل بهم وشقلبتهم عراة تحت أشعة الشمس!!

المشهد اليمني | 953 قراءة 

بالفيديو..سحر الخولاني بعد اختطافها بصنعاء تفضح قيادات حوثية وتدعو قبائل اليمن للثأر منهم

سما عدن | 917 قراءة 

نجل الثائر محمد محمود الزبيري يسيء لتاريخ والده على قناة الهوية

وطن الغد | 889 قراءة 

جدل واسع عقب ظهور نجل الثائر الزبيري وقيامه بهذا الامر في صنعاء

كريتر سكاي | 613 قراءة