رسام الكاريكاتير “رشاد السامعي” .. مسيرة إبداع ولدت مع حرب الخليج الأولى (حوار)

     
يمن ديلي نيوز             عدد المشاهدات : 197 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
رسام الكاريكاتير “رشاد السامعي” .. مسيرة إبداع ولدت مع حرب الخليج الأولى (حوار)

أجرى الحوار لـ”يمن ديلي نيوز” – محمد العياشي:

في عالم يموج بالأحداث السياسية والاجتماعية، يبرز فن الكاريكاتير كأداة تعبيرية قوية تعكس آراء وأحاسيس المجتمعات.

يعد الفنان “رشاد السامعي” واحدًا من أبرز الأسماء في هذا الفن في اليمن، حيث استهل مشواره الفني من خلال موهبة فطرية بدأت منذ الطفولة.

في هذا الحوار الذي أجراه “يمن ديلي نيوز” غاص الفنان رشاد السامعي في تفاصيل بداياته العفوية، وتأثير البيئة المدرسية والعائلية في صقل موهبته.

كما استعرض السامعي تجربته الفنية ومسيرته في مجال الكاريكاتير، موضحًا كيفية استلهامه للأفكار وأهمية الضحك كوسيلة للتعبير عن القضايا الشائكة.

إلى نص الحــوار:

كيف كانت بدايات الفنان رشاد السامعي مع فن الكاريكاتير؟ وما سبب توجهك لفن الكاريكاتير؟ وهل كان للبيئة من حولك دور في اكتشاف الفنان في داخلك، سواء للمدرسة أو العائلة؟

البداية كانت عفوية كأي هاوٍ للرسم منذ الطفولة. أحببت الرسم وأحببت كل من يرسم. بدأت مع سنوات الدراسة الأولى. في المرحلة الإعدادية والثانوية، كنت أحب رسم وجوه أصدقائي في المدرسة بطريقة ساخرة. كنت أرسم المدرسين، وكان بعضهم يحب هذا وبعضهم يغضب.

وفي حرب الخليج الأولى، أحببت أن أشارك اليمنيين تفاعلهم مع مجريات الحرب، ورغم صغر سني حاولت أن أفهم أشياء بسيطة عن الحرب وما الذي يحبه الناس من حولي. فبدأت بتنفيذ أعمال تشبه الكاريكاتير؛ كنت أقوم بقص صور الشخصيات المرتبطة بالحرب من المجلات، وألصقها على ورقة ثم أكمل الشكل الذي أريده وأضع التعليق المناسب. واتفقت مع صاحب مكتبة كان يقوم بطباعة اللوحة وبيعها بخمسة ريالات، نتقاسمها سوياً.

حدثنا عن تجربتك الفنية بشكل عام؟

في الطفولة والمراهقة، بدأت في الرسم وكنت أهوى المسرح، وأخلق جوًّا من المرح. لم أكن أملك أدوات رسم، وكنت أرسم في حدود الممكن. بدأت برسم الكاريكاتير لبريد القراء في صحيفة الجمهورية، ولم أصدق عندما رأيت أول رسمة لي تنشر في صفحة القراء، قبل أن أتوظف لاحقًا في نفس الصحيفة.

 

من أين تستقي أفكارك للرسم؟ وهل تجد صعوبة في إيجاد الفكرة أحيانًا؟

في البداية أبحث عن الموضوع، ثم أبحث عن الفكرة المناسبة. الموضوع طبعًا في كثير من الأحيان يعتمد على أهم القضايا في الساحة. أما الفكرة فتعتمد على الموضوع نفسه وعلى حسب الظرف النفسي.

هناك أفكار تأتي بسرعة، لا تحتاج سوى دقائق من التفكير، وأحيانًا قد تأخذ أكثر من ساعة. بينما بعض المواضيع قد تحتاج إلى تأجيل في حال عجزت عن رسمها. وفي كل الأحوال تحتاج الفكرة لمجهود ذهني كبير. وبعض المواضيع أنتج لها أكثر من رسمة حتى أقتنع بأفضلها. والمرحلة الأخيرة هي التنفيذ، والتنفيذ يتفاوت من ساعة إلى ست ساعات أحيانًا.

 

ماهي المسابقات التي شاركت بها والجوائز التي حصدتها؟

فزت ببعض الجوائز العربية في الأردن وفلسطين وتونس، وبعض المسابقات تم ترشيحي للمرحلة الأخيرة كجائزة الصحافة العربية وجائزة محمود كحيل، لكن لم أوفق فيها وما زلت أحاول.

هل تستطيع إحصاء عدد أعمالك، وما هو أهم عمل من وجهة نظرك؟

لم يسبق لي أن عملت إحصاء لعدد الرسوم، لكن كل مرحلة كان لها أسلوب معين.

 

كيف استطعت الحفاظ على استمرارية الإبداع طوال العقدين الماضيين؟

أهم ما يميز الفنان هو الاستمرار. وأتذكر سؤالي في مقابلة سابقة ماذا أخطط للمستقبل، فقلت: إذا استطعت الحفاظ على المستوى الذي أنا فيه، فهذه أهم خطة وأهم إنجاز بالنسبة لي.

 

ما هي أعمالك الحالية؟ وما هي أفكارك المستقبلية؟

العمل السياسي طاغٍ على أعمالي منذ أحداث 2011، وعامةً كل القضايا المحلية مرتبطة بالوضع السياسي، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو رياضية أو غيرها. أما الرسم للمستقبل فلا يوجد سوى بعض الأفكار التي تتناسب مع الوضع الإنساني العام في العالم، وهي قليلة. ولا أجد الوقت للتفرغ لهذا النوع من الأفكار رغم أهميتها كقضايا الفقر وحرية التعبير والاضطهاد وغيرها.

 

لماذا معظم رسوماتك لا توجد بها كتابات تعليق؟

الكاريكاتير الصامت من أصعب أنواع الكاريكاتير، لأنه يعتمد على الفكرة ويحتاج إلى جهد مضاعف لإنتاج فكرة صامتة. وهذا النوع من الرسم يعطي فرصة للمتلقي لتحليل الرسم. يعطي فرصة أيضًا لتفسير الرسم كل واحد من وجهة نظره.

بمعنى أن بعض الأفكار يمكن إسقاطها على أكثر من موضوع وقضية. ونحتاج كرسامي كاريكاتير إلى رسم الكاريكاتير الذي يحتوي على تعليق، لأنه يحتفظ بجمهوره ولديه مساحة أكبر من السخرية، لكن هذا النوع أيضًا يحتاج إلى ذكاء ولابد أن يحترم القارئ ولا يكون مبتذلاً أو سطحيًا لمجرد الإضحاك فقط، بل لابد أن يحتوي على قضية.

كيف ترى واقع فن الكاريكاتير في اليمن وعالمنا العربي؟ وما الصعوبات التي يواجهها؟

الكاريكاتير المحلي يعاني كثيرًا، فمعظم الفنانين توقفوا بعد الحرب إما لأسباب سياسية أو لأسباب معيشية. عربيًا أيضًا، وإن كان أفضل، إلا أنه أيضًا في اعتقادي يخضع لسياسة الدول. فهناك رسامون فقدوا حياتهم، وهناك من تم اعتقاله، وهناك رسامون تقيدهم سياسة الدول التي يعيشون فيها.

الكاريكاتير اليمني رغم ندرته وصعوبته، إلا أنه هامشي، للأسف. ويبذل الرسام مجهودًا لفرض نفسه كصانع رأي.

 

برأيك، لماذا تخاف التنظيمات المسلحة والمليشيات الانقلابية من السخرية؟

الكاريكاتير فن ساخر، والانظمة الاستبدادية تخاف هذا النوع لأنه يكسر الهيبة والهالة التي تصنعها هذه الأنظمة. ولأنه قريب من الناس وسهل التداول، ينتشر سريعًا بين الناس.

 

الأحداث الجارية في الوطن، كيف عبرتم عن رأيكم فنياً في كل ما حدث أو ما يحدث الآن؟

الواقع اليمني مليء بالحداث والتطورات اليومية، ووضعنا، رغم أنه محلي، لكنه في نفس الوقت شأن دولي. ويتفاعل سلبًا أو إيجابًا مع المحيط الدولي.

 

بالتأكيد، عملك كفنان كاريكاتير يشكل مسؤولية كبيرة، وخاصة أنت كفنان يمني مشهور. هل ينتابك شعور بالتقصير إذا لم تتناول قضية ما في رسوماتك؟

بالتأكيد، ففنان الكاريكاتير مطالب دائمًا بمتابعة الأحداث والتعبير عن هموم الناس، وهو التزام أدبي. لكن يظل الرسام لديه ظروفه النفسية الخاصة، قد يقصر وقد يتأخر، إضافةً لحساسية بعض المواضيع.

 

كيف انتقلت من العمل التقليدي إلى توظيف الكمبيوتر في رسوماتك؟

استخدام التكنولوجيا مهم، وصراحةً لو لم أتلقَ جهاز آيباد كهدية لتأخرت في مواكبة التكنولوجيا بسبب غلاء الأجهزة الخاصة بالرسم. لكن الأجهزة أو التابلت توفر الكثير من الأدوات التقليدية، توفر الأوراق والأقلام والألوان، وتوفر الجهد والوقت.

 

هل أثر تراجع الصحافة الورقية على الفن الكاريكاتيري في اليمن؟

الصحافة الورقية مهمة، لكن يظل جمهورها محدودًا، ووقتها محدودٌ أيضًا، وتظل تنتظر وقت إصدارها. بينما مواقع التواصل تستطيع النشر في أي وقت، وجمهورها مفتوح. كما تستطيع التواصل مع المتابعين، وتتلقى منهم الدعم والنقد.

هل هناك مواضيع لا ترغب في تناولها في رسوماتك الكاريكاتيرية؟

رغم أن مواقع التواصل أتاح للفنان نشر ما يريد بعيدًا عن سياسات الصحف الورقية، لكن لا بد أن يرسم الفنان لنفسه مسارًا ويكون لديه خطوط حمراء يرسمها لنفسه. فهناك قضايا حساسة قد يزيد الكاريكاتير الطين بلة إذا لم يكن الفنان ملتزمًا وواعيًا.

 

هناك عدد من الفنانين يعيشون حالة الانعزال، هل فكرت في تأسيس منصة تنظيمية للفنانين؟

لا، رغم أهمية ما ذكر.

 

مرتبط

الوسوم

فن الرسم

الكاريكاتير

رشاد السامعي

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

إعدام الإمام في المحراب ومقتل مصلين في مجزرة حوثية داخل مسجد في عمران (صور)

المشهد اليمني | 602 قراءة 

لأول مرة تاريخها.. إيران وبلسان رئيسها تفاجئ دول الخليج بهذا الطلب!

جهينة يمن | 560 قراءة 

بدء تطبيق القرار .. شاهد شرطة النجدة تطارد المخزنين في شوارع صنعاء ( صورة)

المشهد اليمني | 433 قراءة 

القضاء السعودي يحكم بالسجن على الشيخ مهيب سيف الأحمدي الضالعي لمدة ست سنوات

صدى الجنوب | 406 قراءة 

بالصور.. إعدام إمام مسجد وعدد من المصلين وقت صلاتهم في عمران

موقع الأول | 292 قراءة 

انكشاف اختراق عضو في الرئاسي لقيادة التحالف (تفاصيل)

اليوم السابع اليمني | 275 قراءة 

ملكة جمال اليمن تنشر تصريحات استفزازية (صورة)

نافذة اليمن | 222 قراءة 

صورة من مدينة المخا تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي وتجذب اهتمام اليمنيين.. ماذا قالوا؟

موقع الأول | 216 قراءة 

تبدأ بالتطبيع مع دولة عربية.. قناة إسرائيلية تكشف عن خطة نتنياهو وترامب في الشرق الأوسط

موقع الأول | 208 قراءة 

وزير الخارجية الزنداني يصدر 70 قرارًا دبلوماسيًا وإداريًا في سفارات اليمن بالخارج

المشهد اليمني | 178 قراءة