الشقة التي ستقصم ظهر مجلس القيادة الرئاسي

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 746 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الشقة التي ستقصم ظهر مجلس القيادة الرئاسي

ليست قصة الشقة السرية التي استأجرها رشاد العليمي ومدير مكتبه وما أثارت من جدل إعلامي وأزمة سياسية متوقعة، ليست سوى القشة التي ستقصم ظهر مجلس الرئاسة المبني على أرضية رخوة ومكونات متنافرة وأجندات متعارضة.

وأشير هنا إلى إنني لم أكن متوقعاً من رشاد العليمي إلا ما هو أسوأ من قضية الشقة وجماعة الموظفين السريين الذين آواهم في هذه الشقة المشبوهة، لكن مايؤسفني شخصياً هو توريط الدكتور المحترم يحيى الشعيبي في هذه الألعاب القذرة التي لم تكن تليق بمقامه ولا بسمعته الحسنة بين نظرائه من وزراء ومحافظي مرحلة الدولة العفاشية المنصرفة، أما رشاد العليمي فهو ليس سوى رجل مخابرات ماهر كانت وظيفته تبرير سياسات القتل والتنكيل بحق الجنوبيين والشماليين على السواء، وتقديمها لوسائل الإعلام على إنها منجزات وطنية تحمي النظام والقانون و"الوحدة اليمنية المقدسة".

وبالعودة إلى قضية الشقة المشبوهة، والموقف المحترم لعضو المجلس الرئاسي العميد عبد الرحمن صالح المحرَّمي (بتشديد الراء) أبو زرعة، والحملة الإعلامية الخائبة التي تعرض لها موقفه المشرف، فإن القضية لا تكمن في موضوع الشقة ذاته، بل في المدرسة السياسية التي ينتمي إليها كل من العليمي وأبو زرعة.

فالأول هو التلميذ الوفي لمدرسة محمد خميس وعلي عبد الله صالح وغالب القمش، قبل أن يتفرعن على الجميع ويصعد رئيسا للجنوب بفضل خدماتٍ مشبوهة مع أطراف خارجية لم يُكشَف عنها بعد لكن التاريخ كفيل بكشفها.

والثاني هو تلميذ مدرسة المقاومة الجنوبية البطلة التي تمكنت من إلحاق أول وأشهر هزيمة بالمشروع الإيراني في المنطقة العربية، وكان قائداً ناجحاً في عمليات تحرير مدن ومديريات الساحل الغربي مع رفاقه من قادة المقاومتين التهامية والجنوبية والجيش الجنوبي وقوات التحالف العربي، والوصول إلى مشارف مطار الحديدة قبل أن يتسلم هذه المناطق قادة آخرون سلموا جزءُا كبيرا منها للجماعة الحوثية بحجة إعادة التموضع.

الصراع المندلع في الأسبوع المنصرم ليس صراعاً على الشقة إياها وما يتصل بها من ملايين الدولارات من الدعم السعودي، لكنه يتصل بالشرخ الرأسي الذي يتخلل بنية المجلس الرئاسي والتناقض الواضح بين مكوناته.

فمكونات تحالف ١٩٩٤م لا ترغب في التخلي عن نهج الهيمنة والتسلط والتحكم في مصير الجنوب والجنوبيين، وليس لديها الاستعداد لتقييم تجربتها الخائبة ما بعد غزو الجنوب في ذلك الصيف المشؤوم، ناهيك عن التخلي عن نتائج حربيها على الجنوب عامي ١٩٩٤م، ٢٠١٥م حتى وهي تعيش حياة التشرد والنزوح المزمن.

بينما الشعب الجنوبي وممثليه في السلطة (الشرعية) يتطلعون إلى فجر التحرر والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية التي صادرها هؤلاء الحلفاء البُغَضاء.

ومن هذا المنطلق يمكن فهم الحملة الإعلامية المنفلتة من عقالها المستهدفة شخص العميد ابو زرعة صاحب المواقف المشرفة والتاريخ النقي من كل ما يمثله الانتهازيون والمتلونون والمتنقلون على الموائد وتجار المواقف السياسية.

وأخيراً بعض الرسائل المختصرة:

١. للرئيس العليمي وطاقم مكتبه: هل ستبقون مسترخيين طويلاً في عدن؟ وهل تتذكرون أن دياركم وأهلكم وحاضناتكم الاجتماعية تعاني الأمرين من الهيمنة والتسلط الحوثيين، ومتى ستتحركون لتحرير هؤلاء المغلوبين؟؟

٢. للمتحاملين على العميد أبو زرعة: تقشفوا في هُرائكم على الرجل، فجعجعاتكم لا تهز له شعرة، لكننا نقول لكم احتفظوا بخيط الود مع هذا القائد البطل، فقد تحتاجونه أذا ما فكرتم في تحرير ارضكم، وتذكروا دروس الساحل الغربي، ومديريات بيحان وحريب، التي تخلى عنها جيشكم (الوطني الجرار) واستنجدتم بأبي زرعه وقوات العمالقة لتحررها لكم في أقل من أسبوعين.

٣. عندما تستعرض الحرب الإعلامية ضد الشرفاء ومن أجل الدفاع عن اللصوص والفاسدين، فإن منحنى الأحداث يشير إلى اقتراب اللحظة الفارقة بين الحق والباطل، بين الصدق والزيف، بين الشرف والنذالة، وبين الفضيلة والرذيلة.

٤. للمراهنين على مصداقية قناة الحدث: إن رهانكم على هذه القناة البائسة رهانٌ خائب ومن لا يقتنع بخبل وتفاهة هذه القناة والقائمين عليها ليتذكر " نحن هنا، where you are" وفرضة نهم واعتقال الحمار.

٥. تواصل معي كثيرون من نشطاء التواصل الاجتماعي، متمنين أن تكون فرضية "الاقتحام" حقيقية وطالبوا القائد أبو زرعة وبقية قادة القوات الجنوبية القيام بطرد الموظفين السريين الذين استجلبهم معين عبد الملك وواصل رشاد العليمي استجلابهم،

وكان رأيي الشخصي ومن خلال معلوماتي الموثوقة أن أبا زرعه ورفاقه رجال دولة وقانون وكل ما يطالبون به هو تفعيل القانون والكف عن سياسات الشقق السرية والغرف المغلقة.

فهل ستتحول الشقة السرية إلى المسمار الأخير في نعش مجلس القيادة الرئاسي؟؟؟

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تطور خطير في صنعاء: مليشيات الحوثي تعتقل ”الحاوري”

المشهد اليمني | 676 قراءة 

باحث سعودي: مفاوضات الحل السياسي في اليمن تتقدم والانتقالي أقحم نفسه في ورطة وسقط في الفخ

المشهد اليمني | 575 قراءة 

طبول الحرب تُقرع شرق حضرموت.. تحركات عسكرية مقلقة تهدد سيئون

العين الثالثة | 517 قراءة 

الكشف عن حقيقة القرار السعودي الأخير المتعلق باليمن

نيوز لاين | 488 قراءة 

القوات الجنوبية تخوض اشتباكات عنيفة في طور الباحة والطيران يتدخل

نافذة اليمن | 475 قراءة 

الكشف عن ترتيبات جديدة وتحريك فعلي للمسار السياسي في اليمن

وطن نيوز | 461 قراءة 

العبر على صفيح ساخن.. وحشود مسلـ.ـحة تحشد قرب ثمود لمهاجمة وادي حضرموت

صوت العاصمة | 406 قراءة 

محمد العرب يوجّه رسالة تحذير للزبيدي: وهم القوة يقود إلى مصير دقلو

نيوز لاين | 400 قراءة 

اعتقال قائد عسكري كبير و الحارس الشخصي للرئيس صالح سابقاً

يمن فويس | 306 قراءة 

حادثة مأساوية: تزويج طفلة لرجل ثلاثيني ينتهي بصدمة تقلب حياتها

نيوز لاين | 304 قراءة