شكا عدد من المواطنين النازحين في محافظة مارب، من صعوبة استخراج وثائق للأطفال المولودين في المحافظة، بحجة انتمائهم إلى محافظات أخرى.
ورصد المشهد اليمني، عشرات المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، تشكو من عرقلة الجهات الرسمية في الأحول المدنية، لإصدار شهادات ميلاد لأطفال النازحين المولودين في محافظة مارب.
وأشار آخرون إلى أن السلوك ذاته يعاني منه نازحون في محافظة حضرموت، ومحافظات أخرى.
بدوره، قال الناشط الحقوقي رياض الدبعي، إن العديد من العائلات تواجه صعوبات في الحصول على شهادات ميلاد لأطفالها، حيث ترفض إدارة الأحوال المدنية والشخصية، إصدار هذه الوثائق للأطفال الذين ولدوا في المحافظة.
وأشار الدبعي إلى أن هذا الرفض يأتي تحت مبرر أن هؤلاء الأطفال لا ينتمون أصلاً إلى المدينة، وأنهم في المستقبل قد يستفيدون من الامتيازات المخصصة لأبناء مأرب.
وأضاف أن هذا الإجراء، من منظور حقوقي، يعد انتهاكًا صارخًا للحقوق الأساسية للأطفال، خاصة الحق في الهوية والجنسية كما تنص عليه الاتفاقيات الدولية، مثل اتفاقية حقوق الطفل التي وقعت عليها اليمن.. موضحًا أن هذه الاتفاقية تؤكد على حق كل طفل في أن يُسجل فور ولادته وأن يكون له اسم وجنسية بغض النظر عن خلفية والديه أو مكان ولادته. التمييز القائم على الأصل أو مكان الولادة هو خرق للمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان التي تؤكد على المساواة وعدم التمييز.
وحذر الناشط الحقوقي، من تبعات هذه الممارسات، قائلًا: بالإضافة إلى ذلك، يحرم هذا التصرف الأطفال من حقوق أخرى مترتبة على حصولهم على شهادة الميلاد، مثل الحق في التعليم والرعاية الصحية. فمن دون هذه الوثيقة، يواجه الأطفال صعوبة في الوصول إلى الخدمات الأساسية التي هي حق لكل مواطن بغض النظر عن أصله أو مكان إقامته.
وشدد على ضرورة أن تعيد السلطات المحلية النظر في هذه السياسات، وأن تلتزم بالمبادئ الحقوقية العالمية التي تضمن لكل طفل الحق في الحصول الفعلى هوية قانونية دون تمييز.
وردًا على ذلك، نفى رئيس صلحة الأحوال المدنية فرع محافظة مأرب، (شمالي شرق اليمن)، العميد محمد مجيديع، صحة تلك الأنباء التي تتهم الفرع بالتعامل بمناطقية وعنصرية وعدم قطع وثائق شخصية لمواليد محافظة مأرب.
وقال العميد مجيديع، في تصريح صحفي إن الفرع لم يتردد في قطع بطاقة شخصية لكل من أتى إليه ولديه وثائق رسمية تثبت بأنه من مواليد محافظة مأرب، سواء كرت تطعيم أو إفادة من مستشفى بأنه من مواليد مأرب ويتم منحه بطاقة شخصية أو تقييده بأنه من مواليد مأرب.
وأضاف مجيديع أن ما لا يملك وثائق رسمية تثبت بأنه من مواليد مأرب أو كان من مواليد محافظة أخرى يتم تقييده إلى المحافظة التي ولد فيها كما هو معمول به في القانون اليمني.
وأكد مجيديع أن فرع مأرب يعمل بكل أمانة ولا يوجد هناك أي تعامل عنصري أو مناطقي، مشيراً إلى أن هناك من يريد أن يشوه مارب باستخدام أساليب رخيصة من خلال بعض مواقع التواصل الاجتماعي.
وطالب مجيديع من أي شخص تحدث أو تم رفضه من قبل الفرع عليه الحضور الى مصلحة الاحوال المدنية وإثبات الواقعة وسيتم التعامل معها.
ودعا العميد مجيديع إلى الابتعاد عن التعامل الرخيص وأساليب الابتزاز الرخيص ومحاولات التشويه مؤكداً أن مأرب اتسعت الجميع دون استثناء أو عنصرية، حسب تعبيره.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news