ليــزا : ظاهرة لها تأثيرات سلبية وخطيرة على الامن
عدن مدينة حضارية وذات طابع مدني ، التزم سكانها منذ وقت مبكر بإرشادات وقوانين المرور ، وكان لشرطة السير تاريخ مشرف في مدينة عدن خاصة والجنوب عامة ، حيث كنا نرى الاشارات الضوئية في الطرقات، و كان رجل المرور يقف بشموخ وكبرياء وهو مرتدي البدلة الزرقاء المميزة والبنطلون الكحلي ، وكان وقوفه المهيب في الطريق وصوت الصفارة كانت بمثابة تبيه لسائقي المركبات بعدم التجاوز والالتزام بآداب الطريق ، وكان الكل يقف باحترام وتقدير لرجل المرور وما يقوم به من عمل في خدمة تنظيم حركة السير .
كما كنا نرى المتطوعين من طلاب الثانوية العامة المشتركين في اسبوع المرور والذي يصادف تاريخ 4-10 مايو من كل عام ، كما أن رخصة السواقة كانت لا تعطى الا بعد تدريب وامتحان يخضع له السائق في شرطة السير.
وكان هناك التزام ووعي مروري من قبل افراد المجتمع بأكمله لتوجيهات شرطة السير وللقوانين واللوائح المرورية والانظمة السارية في الدولة والتي يجهلها الكثير من افراد المجتمع اليوم .
وبعد حرب 2015م ، تعاني شرطة السير /عدن من بعض الصعوبات والظواهر السلبية في الطرقات العامة ، والتي يمارسها بعض سائقي المركبات الخاصة والعامة ، وبالتحديد ظاهرة عدم التزام السائقين بوضع لوحة الارقام على مركباتهم .
لذلك قمنا بإجراء استطلاع لتقصي الآراء حول هذه الظاهرة وتأثيرها على المجتمع .
استمرار الحملات لضبط المخالفين
كان لقاءنا الاول بالعميد / جمال أحمد ديان مدير عام شرطة السير /عدن ، والذي اجاب على سؤالنا عن ظاهرة عدم وجود لوحة الارقام الخاصة بالمركبات العامة والخاصة قائلاً : هناك حملة خاصة بهذا الصدد بضبط المركبات التي لا تضع لوحة الارقام ، مضيفا أن هناك مركبات بلا جمارك ، ومنوها بعدم السماح لتلك المركبات بالسير بدون ارقام او جمارك في شوارع العاصمة عدن ويتم ضبط العديد من المركبات العامة والخاصة المخالفة .
ولفت مدير عام شرطة السير /عدن أن بعض سائقي المركبات العامة والخاصة يقومون بإزالة لوحة الارقام من مركباتهم ورغم ذلك تم ضبطهم واتخاذ اجراءات ضدهم .
واشاد بالعميد / ديان بقسم المخلفات والحوادث في شرطة السير /عدن في ضبط المخالفين من سائقي المركبات الخاصة والعامة ، الذين يتسببون بالحوادث ولا يجددون رخص القيادة .
تأثيرات سلبية على الامن العام
مدير عام الاصدار والتوثيق في وزارة الشؤون القانونية وحقوق الانسان ليزا أحمد باقطيان قالت أن ظاهرة عدم وجود لوحة ارقام في المركبات الخاصة والعامة هي ظاهرة خطيرة ولها تأثيرات سلبية متعددة على الامن العام ، لان عدم وجود اللوحات يساعد في ارتكاب الجرائم ، من خلال استخدام تلك المركبات في انشطة غير مشروعة مثل السرقة والتهريب والاختطاف ، والذي ويسهل في وقوع العمليات الارهابية مما يعجل عمل الامن في غاية الصعوبة في تتبع والوصول والقبض على الجرمين ، وهذا يجعل تأثير ظاهرة عدم وجود لوحة الارقام في المركبات الخاصة والعامة لها تأثيرها الكبير على المجتمع وامنه واستقراره، ويؤدي لفوضى مرورية وزيادة الحوادث ، وزعزعة الامن .
ودعت الى ضرورة اتخاذ اجراءات حازمة لمواجهة هذه الظاهرة ، والتي تتطلب استجابة فورية من جميع الجهات الامنية ، وتشديد الرقابة المرورية ، وتنفيذ القوانين بشكل صارم ضد المخالفين ، وتفعيل آليات رصد فعالة لتحديد المخالفين من اصحاب المركبات الخاصة والعامة ومحاسبتهم .
تطبيق القوانين الصارمة
وتحدث سالم ودعان ، ناشط مجتمعي قائلاً : أن ضرورة تطبيق القوانين الصارمة ضد الذين لا يضعون اللوحات الارقام الخاصة بمركباتهم الخاصة والعامة ، لان ذلك يعيق جهود الامن في التعرف على المركبات المتورطة في الحوادث والمخالفات ، ومنوها على ضرورة تكثيف الحملات المرورية لمكافحة هذه الظواهر، وتطبيق القوانين الرادعة بحق المخالفين .
اشــراك اللجــان المجتمعية
ووتحدث المستشار جمال العيسائي رئيس اللجان المجتمعية في بئر فضل ، عن ظاهرة انتشار بعض المركبات الخاصة والعامة في الطرقات بدون ارقام هي خطر محدق بالمواطن من كل الاتجاهات ، كونها تساعد في وقوع الجرائم المتنوعة والمخلة بالأمن ، والذي هو الركيزة الاساسية في المجتمع ، وباختصار اقول ( مركبة بلا ارقام – جريمة يعاقب عليها القانون وتتحملها الجهات المعنية بذلك ومن يقود تلك المركبة ودعا الجهات المعنية في شرطة السير وادارة الجمارك تحديد فترة زمنية مثلا ثلاثة أشهر ويتم فيها ترسيم السيارات وترقيمها ، واشراك اللجان المجتمعية في مديريات العاصمة عدن بالرفع بكشوفات بعدد المركبات الغير مرقمة في الاحياء السكنية بعد اعتماد ذلك رسميا، من اجل التسهيل على ملاك المركبات .
ضرورة التوعية
ومن جانبها اشارت افراح رضوان عبدالكريم – رئيسة الدائرة الاعلامية منسقيه كلية التربية عدن ، بقولها ان عدم وجود لوحات معدنية في المركبات العامة والخاصة يترتب عليه العديد من الآثار منها ، صعوبة التعرف على المركبة وصاحبها ، وبالتالي في حالة وقوع أي حادث او جريمة يصعب تحديد المركبة ، كما تنتشر الجرائم بسبب ذلك ، كذلك تزيد المخاطر الامنية في حالات الطوارئ وبالتالي يصعب مراقبة المركبات المشبوهة ، وهذا يعطل حركة السير ، وللقضاء على ظاهرة عدم وجود لوحات المعدنية في المركبات يجب تكثيف الرقابة على المركبات ، وتطبيق القوانين بشكل حازم لضمان تسجيل جميع المركبات وحصولها على الارقام ومؤكدة على ضرورة التوعية للمواطنين وأهمية وضع اللوحات المعدنية على مركباتهم للحفاظ على حياتهم وحمايتهم من الجرائم التي انتشرت في الاوانه الاخيرة ، ومنوها على ان الجهات المعنية يقع على عاتقها تسهيل عملية استخراج اللوحات بشكل سريع لخدمة المواطنين .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news