أفاد مشروع بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلّحة (أكليد) بأن الهجمات بطائرات بدون طيار التي يشنّها "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية" في جنوب اليمن منذ مايو 2023، تم تسهيلها من خلال التدريب والدعم اللوجستي من جانب الحوثيين.
جاء ذلك في تقرير حول "استراتيجيات حرب الطائرات بدون طيار التي ينفّذها الحوثيون" خلص إلى أن "السمعة" الإقليمية التي اكتسبها الحوثيون حديثاً، جنباً إلى جنب مع الموقع الاستراتيجي لمعاقلهم، تزيد أيضاً من خطر تحولهم إلى ناقلات مباشرة أو غير مباشرة لانتشار الطائرات بدون طيار.
وأكد التقرير أن الحوثيين "متورّطون في تهريب الأسلحة إلى منطقة القرن الأفريقي. وتوضّح تصرّفات الجماعة في البحر الأحمر بوضوح استراتيجية ناجحة قد تتبناها الجماعات المتمرّدة والجهات الفاعلة من غير الدول لتحدّي الهيمنة العسكرية للقوات الحكومية والدولية في المنطقة".
وقال التقرير "كان الحوثيون، على الرغم من كونهم جدداً نسبياً في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، في طليعة حرب الطائرات بدون طيار. لقد أسّسوا إنتاجاً واسع النطاق للطائرات بدون طيار حوالي عام 2018، مستفيدين من نقل التكنولوجيا الإيرانية".
وفي الآونة الأخيرة، فرضوا حصاراً جزئياً على حركة الملاحة البحرية عبر البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023.
ويوضّح التحليل الشامل للاستراتيجيات الرئيسية التي يستخدمها الحوثيون كيف يمكن لتكنولوجيا الطائرات بدون طيار أن توفّر ميزة تكتيكية، واستغلال نقاط الضعف الهيكلية للطرف الآخر بطرق "إبداعية" لتحقيق "انتصارات رمزية".
واعتمدت العمليات الحوثية التي تستهدف الشحن الدولي في البحر الأحمر والممرّات المائية المحيطة بشكل كبير على الطائرات بدون طيار، حيث شملت أكثر من 40% من الأحداث التي سجّلها مشروع "أكليد" بين أكتوبر 2023 ويونيو 2024 طائرات بدون طيار. ومع ذلك، كانت فعّالية هجمات الطائرات بدون طيار في استهداف الشحن الدولي محدودة إلى حد كبير إذا ما قورنت بالهجمات الصاروخية.
ووفقاً لمشروع "أكليد" ومقرّه في الولايات المتحدة الأمريكية تم اعتراض 75% من هجمات الحوثيين بطائرات بدون طيار على الشحن الدولي من قبل قوات التحالف الدولي المنتشرة في البحر الأحمر ومنطقة خليج عدن لمواجهة التهديد الحوثي، مقارنةً بنحو 16% من الهجمات الصاروخية. وعلاوة على ذلك، من بين الهجمات التي نجحت في إصابة الهدف، تم استخدام الطائرات بدون طيار في حالة واحدة فقط من أصل خمس حالات.
وأشار التقرير إلى أن الحوثيين "حصلوا على إمكانية الوصول الموثوقة إلى تكنولوجيا الطائرات بدون طيار في عام 2018 ومنذ ذلك الحين حصلوا على أجهزة متقدّمة بشكل متزايد. إن استراتيجيات حرب الطائرات بدون طيار التي يشنّها الحوثيون أثّرت بشكل كبير على مسار الصراع في اليمن".
وأضاف "أثبتت هجمات الطائرات بدون طيار التي يشنّها الحوثيون فعّاليتها الشديدة في تأمين انتصارات رمزية من خلال الضربات المستهدفة. ومع ذلك، كانت الطائرات بدون طيار أقل فعّالية بكثير في المعارك البرية، حيث فشلت في تحقيق الأهداف الاستراتيجية أو تحويل التوازن العسكري لصالح الحوثيين".
واعتبر أن عملية "حارس الازدهار" التي تقودها الولايات المتحدة منذ 19 ديسمبر 2023 تكافح مع تكلفة إسقاط الطائرات بدون طيار الرخيصة بصواريخ باهظة الثمن.
وبشكل عام، يظل التحدي الأكبر، سواء بالنسبة للقوى الإقليمية أو الدولية، هو قبول حقيقة أن المخاطر المرتبطة بالحرب غير المتكافئة ستظل إلى حد كبير غير قابلة للتجنّب.
وفي 19 يوليو 2024، حلّقت طائرة بدون طيار تابعة للحوثيين لمدة 16 ساعة تقريباً من اليمن على مسافة تزيد على 2600 كيلومتر للوصول إلى تل أبيب، حيث قتلت مواطناً إسرائيلياً وأصابت ثمانية آخرين على الأقل.
وعلى الرغم من أن مليشيا الحوثيين كانت تطلق طائرات بدون طيار وصواريخ على إسرائيل منذ أكتوبر 2023، إلا أن هذه كانت المرة الأولى التي تمر فيها طائرة بدون طيار تابعة للحوثيين عبر الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ناهيك عن التسبّب في وقوع إصابات على الأراضي الإسرائيلية. وباعتبارها ربما واحدة من أكثر هجمات الطائرات بدون طيار التي يشنّها الحوثيون رمزية حتى الآن، فقد سلّطت الضوء على قدرة الجماعة المتزايدة على الاستفادة من تكنولوجيا الطائرات بدون طيار.
واستأنفت مليشيا الحوثيين الاستخدام واسع النطاق للطائرات بدون طيار الانتحارية خارج حدود اليمن في نوفمبر 2023. ورداً على الصراع بين إسرائيل وغزة، سعت الجماعة إلى فرض حصار على إسرائيل من خلال استهداف الشحن التجاري في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة، فضلاً عن تنفيذ هجمات تستهدف الأراضي الإسرائيلية بشكل مباشر. ومنذ نوفمبر 2023، تم إطلاق أكثر من 50% من جميع هجمات الحوثيين بطائرات بدون طيار نحو أهداف خارج اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news