عدن توداي/ متابعات:
قدّرت شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة بقاء اليمن في صدارة قائمة أكثر الدول احتياجاً للمساعدات الإنسانية حتى شهر فبراير/ شباط من عام 2025، في ظلّ انعدام الأمن الغذائي. وبيّنت الشبكة، في تقرير أصدرته حول الاحتياجات المتوقّعة من المساعدات الغذائية الطارئة في الدول التي تغطّيها الشبكة، أنّ “من المتوقع أن يظلّ اليمن على رأس قائمة 31 دولة تغطّيها الشبكة، في معدّل عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الغذائية الإنسانية بحلول شهر فبراير 2025، يليه السودان ثمّ جمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا وإثيوبيا”.
أضافت الشبكة، في تقريرها الذي نُشر في أغسطس/ آب الجاري، أنّ عدد اليمنيين الذين سوف يحتاجون بصورة ماسّة إلى مساعدات غذائية إنسانية في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، يُقدَّر عند حدود 19 مليون شخص، الأمر الذي يعني أنّ أكثر من 55% من السكان سوف يكونون في حاجة إلى هذه المساعدات من أجل البقاء على قيد الحياة.
وأوضحت شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة أنّ استمرار الظروف الاقتصادية السيّئة وفرص كسب الدخل المحدودة على مستوى البلاد سوف تؤديان إلى انتشار واسع النطاق لانعدام الأمن الغذائي عند مستوى الأزمة، أي المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل لانعدام الأمن الغذائي أو ما هو أسوأ من ذلك، في معظم المحافظات اليمنية. فأسرة واحدة على الأقلّ، من بين كلّ خمس أسر، تواجه فجوات كبيرة في استهلاك الغذاء، مصحوبة بسوء تغذية حاد مرتفع أو أعلى من المعتاد.
وتابعت الشبكة، في تقريرها نفسه، أنّ المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في شمال البلاد سوف تظلّ حتى فبراير المقبل تعاني من تفاقم حاد في انعدام الأمن الغذائي على مستوى الطوارئ، أي المرحلة الرابعة من التصنيف، بسبب وقف برنامج الأغذية العالمي توزيع المساعدات الغذائية فيها مؤقتاً. فأسرة واحدة، من كلّ خمس أسر في هذه المناطق، سوف تواجه فجوات كبيرة في استهلاك الغذاء تؤدّي إلى سوء تغذية حاد شديد أو زيادة في الوفيات، طوال المدّة المتوقّعة.
لكنّ شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة بيّنت أنّه في حال استئناف برنامج الأغذية العالمي توزيع المساعدات الغذائية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، فإنّ من الممكن أن تتراجع حدّة انعدام الأمن الغذائي إلى مستوى المرحلة الثالثة من التصنيف.
وقد لفتت الشبكة إلى أنّ العدد الإجمالي للمحتاجين إلى المساعدات الغذائية في الدول تحت المراقبة سوف يتراوح، بحلول فبراير المقبل، ما بين 125 مليون محتاج و135 مليوناً، 10% منهم يتركّزون بصورة أساسية في اليمن والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية، في حين يُتوقَّع أن تساهم كلّ من نيجيريا وإثيوبيا وأفغانستان وجنوب السودان بنسبة تتراوح ما بين 5% و9% من إجمالي احتياجات المساعدات الغذائية.
في سياق متصل، أعلنت قطر الخيرية بدء توزيع مساعدات إغاثية لأكثر من خمسة آلاف أسرة متضرّرة من الفيضانات التي ضربت أخيراً مناطق عدّة في اليمن. وأفادت، في بيان صحافي أصدرته اليوم الأربعاء، بأنّ فرقها الميدانية في اليمن باشرت توزيع مساعدات إغاثية عاجلة على خمسة آلاف و650 أسرة متضرّرة من الفيضانات في عدد من مديريات محافظات الحديدة وحجة ومأرب.
أضافت قطر الخيرية أنّ “الدفعة الأولى من المساعدات تضمّنت سلالاً غذائية، تحتوي الواحدة منها على المواد التموينية الأساسية التي تكفي الأسر المستفيدة لمدّة شهر، ومستلزمات الإيواء من بطانيات (أغطية) وفرش وبسط وأدوات للمطبخ، بالإضافة إلى حقائب النظافة”. وشرحت أنّ الفرق بدأت عمليات الإغاثة بتوزيع سلال غذائية وحقائب نظافة على ألف أسرة متضرّرة من الفيضانات في مديريتَي القناوص والزيدية بمحافظة الحديدة، وهي “تستعد لتوزيع سلال غذائية وحقائب نظافة على ثلاثة آلاف و500 أسرة في محافظة حجة، وألف و150 أسرة في مناطق مأرب ومديريتَي حيس والخوخة في الساحل الغربي”.
وأوضحت قطر الخيرية، في بيانها نفسه، أنّها تستعدّ لتنفيذ مشروع مشترك مع صندوق “ستارت فاند” يشتمل على توزيع سلال غذائية وإيوائية على ألف و100 أسرة في مديرية عبس في حجة ومديرية المراوعة في الحديدة، كذلك “تسعى إلى حشد الدعم لتوفير مزيد من المساعدات الإغاثية الطارئة للمتضرّرين في خلال الفترة القريبة المقبلة، مع التركيز على السلال الغذائية وتوفير مواد الإيواء وحقائب النظافة الشخصية بالإضافة إلى توفير المياه النظيفة للمتضرّرين”.
وأشارت قطر الخيرية إلى أنّها تعتزم، في مرحلة لاحقة، تنفيذ مشاريع مرحلة الاستعادة التي تتضمّن الأدوية والتجهيزات الطبية اللازمة للمرافق الصحية لمكافحة الأوبئة بعد الفيضانات، بالإضافة إلى توفير مشاريع المياه والإصحاح البيئي، مثل تنظيف مصادر المياه المتضررة وحمايتها مع توفير منظومات ضخّ تعمل بالطاقة الشمسية، كذلك سوف تعمل لترميم البيوت والمرافق الصحية المتضرّرة وتوفير مصادر دخل للمتضرّرين عبر مشاريع التمكين الاقتصادي.
يُذكر أنّ محافظات الحديدة وحجة وتعز وريمة ومأرب كانت قد شهدت فيضانات في الأيام الماضية، راح ضحيتها أكثر من 55 شخصاً، في حين طُمر عدد من القرى وهُدمت عشرات المنازل وشُرّدت آلاف الأسر.
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news