قال مركز المستقبل اليمني للدراسات الاستراتيجية إن العواقب الإنسانية للهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة غرب اليمن "فعلية"، لكن لا ينبغي المبالغة في تقديرها، لا سيما وأن المسؤولين الحقيقيين عن النقص المستمر في الوقود ومخاطر المجاعة في اليمن هم إيران والحوثيين.
جاء ذلك في "مذكرة سياسية" صادرة عن المركز بعنوان "هجمات إسرائيل على اليمن.. ووجوب فرض عقوبات على الرابط بين إيران والحوثيين" كتبها، مايكل نايتس، الخبير والمتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية في منطقة الشرق الاوسط.
وشدد نايتس على أنه يجب إقناع إسرائيل بعدم الرد على الهجمات المستمرة للحوثيين على تل ابيب، من خلال تدمير المزيد من البنية التحتية في ميناء الحديدة، الذي تركه اتفاق ستوكهولم لعام 2018 في يد الحوثيين بناءً على فرضية أنهم سيقومون بنزع السلاح منه.
واستدرك نايتس قائلا: "لكن ذلك سيتطلب بدوره من المجتمع الدولي أن يسعى بشكل أفضل لضمان عدم استخدام البنية التحتية الإنسانية لصالح جماعة إرهابية مصنفة".
واعتبر نايتس أن "أفضل طريقة لكبح جماح إسرائيل تتمثل بالحد بشكل كبير من استغلال إيران للموانئ"، لافتا الى ان شحنات الوقود الإيرانية يتم تسليمها إلى الحوثيين باستخدام قنوات شحن واضحة إلى حد ما يمكن للولايات المتحدة تمييزها بسهولة.
واضاف نايتس: "ينبغي تعطيل هذه الجهود من خلال جهود التفتيش المعززة التي يتصورها ممثلو الولايات المتحدة وبريطانيا لدى الأمم المتحدة، وسلطات الحجر الصحي البحري المعتمدة".
وأكد نايتس أن ذلك لن يؤدي إلى حرمان اليمن الذي يحتله الحوثيون من الوقود، بما أن معظم شحنات الوقود تبقى شحنات تجارية، ولن يقضي بالكامل على قدرة الحوثيين على الاستفادة من سوق الوقود. لكنه سيزيل بعض الحوافز لدى إسرائيل لضرب أهداف الوقود.
وبين نايتس أن جهود التفتيش الدولية الأكثر فعالية قد تؤدي أيضًا إلى إحياء آلية التحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة، ما يقلل بشكل أكبر من وصول الحوثيين ليس فقط إلى النفط الإيراني، بل أيضًا إلى الأنظمة المضادة للسفن وأنظمة الضرب بعيدة المدى الإيرانية.
واوضح مايكل نايتس انه في فترة أسبوع واحد فقط درسها كعينة في شهر مارس الماضي (الشهر الأخير الذي تتوفر عنه سجلات الأمم) كانت السفن المشبوهة التي ترسلها ايران تحمل 102854 طنًا متريًا من المنتجات الهيدروكربونية (أي ما يعادل 869107 براميل من النفط) بقيمة محلية تقديرية تزيد قليلًا عن 8 ملايين دولار، وعلى وجه التحديد، 6.4 ملايين دولار من الديزل، ومليون دولار من الغاز النفطي المسال و650000 دولار من زيت الوقود.
ولفت نايتس الى انه الهجوم الاسرائيلي على ميناء الحديد ادى الى خسارة الحوثيين ما تصل قيمته إلى 60 مليون دولار من المنتجات الهيدروكربونية المرسلة من ايران.
وقال نايتس إنه يجب على الحكومة الأميركية ألا تسمح للحوثيين بتصوير نفسهم كضحية في خطاباتهم. يعني ذلك وضع الأمور في نصابها الصحيح عبر مجلس الأمن، وتذكير المجتمع الدولي بأن الحوثيين ما زالوا هم المعتدين في اليمن ومنطقة البحر الأحمر بشكل عام.
وتابع نايتس: "بالإضافة إلى ذلك، لا يزال بإمكان الحوثيين استيراد مستويات مماثلة من الغذاء والوقود عبر وسائل مختلفة، ويمكنهم الحصول حتى على المزيد إذا توقفوا عن التدخل في الموانئ التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية والتوصيل البري إلى أراضي الحوثيين".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news