تحذيرات دولية من فيضانات تجتاح محافظات اليمن في هذا التوقيت ؟

     
سما عدن             عدد المشاهدات : 611 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تحذيرات دولية من فيضانات تجتاح محافظات اليمن في هذا التوقيت ؟

لا تمثّل الخسائر البشرية والمادية الفادحة التي منيت بها مناطق يمنية بسبب الفيضانات التي شهدتها خلال الأيام الماضية نهاية المأساة، حيث لا يزال اليمن الفقير والمضطرب سياسيا وأمنيا واقعا في قلب موجة من التقلّبات الجوية التي يتوقّع أن تحدث أضرارا أكبر ذات تأثيرات أبعد مدى، بحسب تحذير أممي صدر الاثنين.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) من فيضانات شديدة في اليمن خلال الأيام المقبلة، قد تؤدي إلى أضرار جسيمة في المحاصيل الزراعية والبنية التحتية.

ويمتلك اليمن البنية الأضعف من نوعها مقارنة ببلدان جواره القريب، وزاد من تهالك بناه ومرافقه العامّة، توقّف حركة تجديدها وصيانتها، بينما أدّت الحرب إلى تراجعها بنسب كبيرة.

كما يواجه البلد أزمة اقتصادية ومالية طاحنة أثرت على أوضاعه الاجتماعية ووسعت دائرة الفقر بين سكانه.

وتثير تلك الأوضاع مخاوف جدية من أن تؤدي تقلّبات الطقس التي تحوّلت إلى ظاهرة في المنطقة مرتبطة بالتغير المناخي إلى فشل اليمن كدولة.

وأصبحت منطقة شبه الجزيرة العربية التي ينتمي إليها اليمن جغرافيا تشهد ظواهر طبيعية غير اعتيادية توصف بـ”التطرّف” حيث تتراوح بين ارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات غير مسبوقة، ونزول كميات من الأمطار ليس لبلدان المنطقة سابق عهد بها، خصوصا وأنّ بعضها يسجّل في مواسم معروفة بجفافها وندرة تساقطاتها المطرية.

وجاء التحذير الأممي وفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة والتي ورد فيها أنّ اليمن يواجه مخاطر فيضانات شديدة خلال الأيام العشرة المقبلة في محافظات إب وذمار وسط البلاد، وصنعاء وعمران شمالا، والحديدة وحجة غربا.

وأضافت المنظمة في نشرتها أنّ “المرتفعات الوسطى والمرتفعات الجنوبية باليمن تواجه خطرا كبيرا من الفيضانات الممتدة خلال الفترة ذاتها”.

وما يضاعف المخاطر ويهدّد الأمن الغذائي شبه المعدوم أصلا في اليمن، أن بعض المناطق المشمولة بالإنذار الأممي تمتد على مساحات زراعية شاسعة وبعض أخصب الأراضي في البلد والأكثر إنتاجا للحبوب والفواكه وغيرها من الأغذية.

ومن المتوقع أن تتسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات المصاحبة لها في أضرار جسيمة بالمحاصيل الزراعية، بحسب النشرة ذاتها.

وحذرت الفاو من أنّ “ظروف السكن الهشة معرضة لخطر التدمير ما سيؤدي إلى وقوع المزيد من الضحايا، وقد تنهار أنظمة الصرف الصحي غير الكافية في المناطق الحضرية، ما سيتسبب بإتلاف البنية التحتية وتعطل وسائل النقل وفشل شبكات الاتصالات”.

ومنذ مطلع الشهر الجاري ازدادت كمية الأمطار الغزيرة في عدد من محافظات اليمن، ما تسبب بحدوث سيول وفيضانات خلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة.

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة، الاثنين، ارتفاع حصيلة قتلى الفيضانات التي ضربت البلد خلال الأيام الماضية إلى سبعة وخمسين قتيلا وفقدان آخرين.

وقالت المنظمة الأممية في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني “أودت الفيضانات التي بدأت أواخر يونيو الماضي واشتدت في مطلع أغسطس الجاري بحياة سبعة وخمسين شخصا على الأقل مع فقدان وإصابة آخرين، فيما تضررت أربعة وثلاثون ألف أسرة منها”.

ومن جهته حذر القائم بأعمال رئيس بعثة المنظمة في اليمن مات هوبر من أنه “بدون الدعم الكبير والمستدام من المانحين والشركاء الدوليين ستظل القدرة على تلبية احتياجات المتضررين محدودة للغاية”. ووصف المسؤول الأممي حجم الكارثة والاحتياجات الإنسانية بالهائلة.

لكنّ تراجع حجم المساعدات الدولية لليمن أصبح حقيقة واقعة. وفي يوليو الماضي أعلنت الحكومة اليمنية انخفاض التمويلات الدولية للقطاع الصحي بنحو سبعين في المئة.

منذ مطلع الشهر الجاري ازدادت كمية الأمطار الغزيرة في عدد من محافظات اليمن، ما تسبب بحدوث سيول وفيضانات خلفت خسائر بشرية

ويؤثّر تناقص التمويل الدولي على قطاعي الصحة والغذاء شديدي الحيوية للسكان الذين يعانون توسّع دائرة الفقر في صفوفهم وندرة موارد الرزق تأثرا بالأزمة الاقتصادية والمالية في البلاد، فضلا عن كون أعداد كبيرة منهم باتت مقيمة بعيدا عن مناطقها الأصلية التي اضطرت إلى النزوح عنها فرارا من الحرب.

ويتوقّع أن يكون للفيضانات أثر على الوضع الصحي في البلاد بسبب تضرر البنى الصحية وصعوبة وصول السكان إلى ما بقي من مرافق جراء انقطاع الطرق وتعطل وسائل النقل، فضلا عن تضافر عاملي الرطوبة والحرارة في توفير البيئة الملائمة لظهور بعض الأوبئة ونمو الحشرات الناقلة لها.

وعاد بالتوازي مع الفيضانات وباء الكوليرا ليهدّد سكان عدد من مناطق البلاد. وأعلن تيسير السامعي مسؤول الإعلام في مكتب وزارة الصحة بمحافظة تعز قبل يومين وفاة أربعة وثلاثين شخصا وإصابة نحو أربعة آلاف آخرين بالكوليرا في المحافظة الواقعة جنوب غربي اليمن منذ مطلع العام الجاري.

ووجَّهت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الأسبوع الماضي نداء استغاثة عاجلا إلى المانحين الدوليين لمساعدتها في التصدي لأضرار السيول.

وما ضاعف من خطورة الفيضانات في اليمن أنها طالت مناطق مزروعة بالألغام التي انجرفت أعداد كبيرة منها وتوزعت في مناطق أبعد ما يجعل من الخرائط المتوفّرة لدى الأطراف التي قامت بزرعها عديمة الجدوى ويحوّل تلك الألغام إلى خطر محدق بعدد كبير من السكان وعلى مدى أجيال قادمة.

نقلا عن العرب اللندنية

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

وزارة الداخلية اليمنية تستبق إعلان التأييد لـ الانتقالي وتصدر بيانا هاما

بوابتي | 1287 قراءة 

تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. المجلس الانتقالي يرفع علم الجمهورية اليمنية عاليًا ! (فيديو)

المشهد اليمني | 1047 قراءة 

السعودية ودولة أخرى تفرضان عقوبات على وزارء ومسؤولين بالمجلس الانتقالي الجنوبي

المشهد اليمني | 984 قراءة 

صحيفة سعودية تحسم الجدل بشأن دعوات الإنفصال جنوب اليمن

يمن فويس | 882 قراءة 

الإمارات تعلن اول موقف رسمي بشأن مطالب المجلس الانتقالي الجنوبي بالانفصال

بوابتي | 776 قراءة 

قرارات حكومية بتجميد حقائب الانتقالي الجنوبي

الميثاق نيوز | 554 قراءة 

السفياني يثير الجدل: التحالف مع الحوثيين لحماية الوحدة وسقوط شعارات “الشرعية”

العين الثالثة | 447 قراءة 

عن انسحاب القوات الجنوبية من حضرموت.. تصريح ناري لأمين عام الحلف!

موقع الأول | 374 قراءة 

مليشيات الانتقالي تعلن بدء العد التنازلي لما تسميه ”دولة الجنوب” و البيض يكشف الخيارات المتاحة

المشهد اليمني | 354 قراءة 

تصريح ناري لمحافظ شبوة (بن الوزير)

موقع الأول | 350 قراءة