يواصل المتمردون الحوثيون في اليمن، منذ الخريف الماضي، بناء سلاسل إمداد جديدة تدعم عملياتهم البحرية في البحر الأحمر، رغم الجهود المستمرة من قبل القوات الأمريكية وحلفائها لتقييد هذه العمليات، التي تعززت بفعل الدعم المستمر من إيران وتطور قدراتهم الذاتية، حسبما أفاد مسؤول بحري رفيع المستوى.
ووفقًا لنائب أدميرال الأسطول الخامس الأمريكي، جورج ويكوف، فقد تطورت شبكة الإمداد الحوثية بشكل كبير منذ بداية الحرب الأهلية اليمنية، وأصبحت تعتمد على مصادر متعددة بدلًا من الاعتماد الحصري على الدعم الإيراني.
وشكك ويكوف في مزاعم الحوثيين في قتالهم من أجل حقوق الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن المجموعة استهدفت الشحن السعودي لسنوات قبل أن تبدأ في مهاجمة الشحن المرتبط بإسرائيل.
وأوضح أن الهجمات تؤثر سلبًا على المنطقة، بدءًا من تدني معدلات السياحة في العقبة إلى تعطل توصيل المساعدات الإنسانية في ميناء السودان، وصولًا إلى تراجع إيرادات قناة السويس المصرية.
أضاف ويكوف، أن ثلثي الشعب اليمني بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، مع وجود 30 مليون شخص يعانون من الجوع في المنطقة. ورغم ما يسوقه الحوثيون في تبرير أفعالهم، فإنهم في الواقع يسببون ضررًا كبيرًا للعديد من الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالقضايا التي يدعون الدفاع عنها.
ورغم الجهود المتواصلة من قبل القوات البحرية الأمريكية وحلفائها للحد من هجمات الحوثيين، إلا أن النجاح كان محدودًا.
واعترف ويكوف بأن الجهود الأمريكية لم تكن فعالة بالشكل الكافي، ووصف دور البحرية الأمريكية الحالي في البحر الأحمر بأنه "ممتص للصدمات"، يهدف إلى الحفاظ على النظام البحري وإتاحة الفرصة لتطوير السياسات.
ويُعد أمن الملاحة البحرية جزءًا من التحديات، لكنه ليس الوحيد، بالإشارة إلى اعتبارات أخرى، مثل ضمان أمن إسرائيل، خاصة بعد عمليات اغتيال استهدفت أعضاء وقادة من حماس، والتي قد تدفع إيران إلى تنفيذ هجوم انتقامي كبير بالتعاون مع الحوثيين وحزب الله اللبناني بحلول الأسبوع القادم، ما دفع البحرية الأمريكية إلى إعادة تموضع قواتها لردع إيران والدفاع ضد التهديدات المحتملة.
وتتواجد حاليًا حاملة الطائرات "يو إس إس ثيودور روزفلت" قبالة سواحل اليمن، فيما انطلقت "يو إس إس أبراهام لينكولن" من جوام للانضمام إلى القوات الإقليمية.
كما وصلت السفينة الهجومية "يو إس إس واسب" إلى ميناء ليماسول في قبرص، استعدادًا لاحتمالات الإجلاء في حالة حدوث أزمة كبيرة.
وأكدت السفيرة الأمريكية في قبرص، جولي فيشر، أن هذه التحركات تأتي في إطار جهود الولايات المتحدة لتخفيف التوترات الإقليمية والاستعداد لدعم المدنيين في حالات الطوارئ.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news