حيلة شيطانية ماكرة لجأ إليها زعيم جماعة الحوثيين " عبد الملك الحوثي" ستضع المجلس الانتقالي الجنوبي في ورطة كبرة وتحرمه من إعلان الانفصال ، وتشكيل دولة مستقلة في الجنوب ، هذه الحيلة تمثلت في اختيار شخصية جنوبية رئيسا للوزراء في حكومة صنعاء، حيث تم الاعلان عن اسم " أحمد غالب الرهوي"، بقرار رسمي من زعيم المليشيات "عبدالملك الحوثي" .. صحيح ان قادة الانتقالي يدركون ان قرار تعيين اليافعي رئيسا للوزراء نوع من المكايدة السياسية ، لكنهم يدركون أيضا التاثير الهائل الذي سيتركه هذا القرار في نفوس الملايين من ابناء الجنوب البسطاء في تغيير وجهة نظرهم إزاء حكومة صنعاء ، وتجاه الشماليين بشكل عام.
المراقبين والمتابعين للشأن اليمني ، يرون إن هذا القرار سيشكل عقبة كبيرة لإعلان انفصال الجنوب، وسوف يسبب حرج كبير لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي "عيدروس الزبيدي" الذي يجد معارضين أشداء من قبل ابناء الجنوب نفسه، وعلى رأسهم الوزير السابق أحمد الميسري ، ومحافظ محافظة شبوة السابق " بن عديو" ، بالاضافة الى مشايخ كبار من كافة المحافظات الجنوبية، وجميعهم يرفضون توجهات الزبيدي ويعتقدون انه لو تحقق هذا الأمر فسيقوم بتصفية كل معارض.
إضافة إلى ذلك فإن قرار الحوثي بتعيين الرهوي رئيسا للوزراء خلق جدلا كبيرا بين أبناء المحافظات الجنوبية ، والغالبية الساحقة من الجنوبيين يتسألون، كيف يمكن للشماليين ان يمنحوا هذه الثقة والمنصب الرفيع لشخصية جنوبية تنتمي لمنطقة يافع السفلى في مديرية خنفر التابعة لمحافظة أبين، بينما المجلس الجنوبي وكافة قياداته يعجزون عن إجراء حوار عقلاني مع قيادات جنوبية لها وزنها ، وتشن حربا شعواء على أبناء محافظتي أبين وشبوة ، ولماذا استطاع الحوثي ان يجد لغة مشتركة مع شخصيات جنوبية ويضعها في مناصب رفيعة بينما يعجز الإنتقالي عن فعل ذلك ، ولا يجد لغة مشتركة لأنهاء حالة التوتر والمواجهة مع معارضيه للوصول الى ما يحقق المشروع الجنوبي الذي يسعى إليه كل الأطراف.؟
هناك مشكلة اخرى ، وهي مشكلة كبيرة وتؤثر بشكل واسع على شعبية المجلس الانتقالي خاصة في مدينة عدن ، فهو يمنع المواطنين البسطاء من التعبير عن معاناتهم ، وحتى عندما يطالبون بتوفير ابسط متطلبات الحياة ، مثل الماء والكهرباء ، ومكافحة رفع الأسعار ، لا يجدون آذانا صاغية، بل هناك اتهامات جاهزة بالتخوين والعمالة ، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل هناك من يتم اعتقالهم ورميهم في غياهيب السجون دون محاكمة ، وكل ذنب أولئك المساكين انهم قاموا بالمطالبة بأمور مشروعة للعيش الكريم ، وتحقيق ابسط متطلبات الحياة لهم ولأفراد عائلاتهم .
إن القرار الحوثي سيحشر قيادات الانتقالي في الزاية الضيقة ، ويضعهم في موقف حرج ، وربما اذا انفرجت الأمور وتحقق السلام ، في كل ربوع اليمن ، فربما يقوم رئيس الوزراء المعين من قبل الحوثيين " الرهوي " لتوجيه دعوة صريحة إلى قيادات معارضة للانتقالي الى العاصمة صنعاء ، لوضع حد للأزمة الجنوبية ، وحل هذه المشكلة بطريقة عقلانية تحقق مصالح الجميع وليس فئة محددة دون اخرى ، ولا استبعد ان يتم توجيه الدعوة الى محافظ شبوة السابق بن عديو ، ووزير الداخلية السابق أحمد الميسري ، وكذلك قيادات جنوبية مؤثرة لها وزنها وثقلها ، الى العاصمة صنعاء ، للتشاور بشكل جدي لوضع نهاية مناسبة لأبناء الجنوب وبشكل يكون مرضيا ويتقبله الجميع ، ويوقف تنامي الكراهية والحقد والمواجهات بين أبناء الشمال والجنوب وبشكل نهائي ، ويجعل التسامح والود هو السائد بين كل ابناء اليمن سواء كدولة واحدة أو دولتين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news