كتب : خالد الذبحاني
تباينت ردود الأفعال عقب الاعلان رسميا عن رفع العقوبات الدولية من قبل مجلس الأمن الدولي عن العميد أحمد علي عبد الله صالح ، ووالده الرئيس الراحل علي عبد الله صالح من قائمة العقوبات الدولية ، فقد ابدى الكثيرون من القيادات السياسية ارتياحهم الكبير لهذا القرار ، وتلقى العميد أحمد سيلا من الاتصالاات تهنئه وتبارك له عودة الأمور إلى نصابها وإمكانية عودته للحياة السياسية.
كان اللافت في ردود الأفعال الاختلاف الكبير بين ردة فعل قيادات حزب التجمع اليمني للاصلاح ، وكذلك ردة فعل جماعة الحوثي ، ففي الوقت الذي التزمت فيه قيادات الاصلاح الصمت ، فلم نهنئه او تبارك له رفع العقوبات ، الا ان الناشطة اليمنية توكل كرمان الحاصلة على جائزة نوبل ، والمحسوية على تيار حزب الاصلاح شنت عليه هجوم كاسح ، وفتحت قنواتها الاعلامية لمهاجمته بضراوة بل انها هي شخصيا وصفته بوصف مهين ومخجل وغير لائق ، وقالت عنه في منشورها على صفحتها بالفيسبوك بأنه ” هبيلة ” وهي صفة مهينة وغير لائقة مفهومها أنه رجل لا يهش ولا ينش ، وأنه رجل ضعيف الشخصية ، وليست لديه القدرة والكفاءة لاتخاذ القرارات الصائبة سواء في المواقف الصعبة او حتى اسهل وابسط المواقف.
وزير الخارجية الأسبق أبوبكر القربي، دافع عن العميد أحمد صالح ، واستنكر الردود الغاضبة عقب رفع العقوبات عنه، ولم يتطرق القربي في تغريدة له على موقع “x ” ( تويتر سابقا ) الى الجهات المنزعجة من رفع العقوبات ، إلا انه وصفها بعدم الفهم أو رغبة التشويه وعقلية الإقصاء بينما كان ألأولى بها أن تسند تمسكه بالحل السلمي وبوحدة اليمن والدفاع عن سيادته والثوابت التي التزم بها”، معتبرا ان العميد أحمد من القيادات المعتدلة والرزينة التي تسعى لاحلال السلام وإنهاء النزاع في اليمن ، ولذلك قال القربي في منشوره إن اليمن بحاجة لأمثال هؤلاء المعتدلين ، وليس بحاجة لقيادات تؤجج الصراع واعلام يثير الفتن”.
جماعة الحوثي لم تهاجم أحمد علي، خاصة وان خطابه الذي القاه عقب رفع العقوبات، لم يتحدث فيه عن الانقلاب الحوثي، ومقتل والده على أيديهم ، ولم يعلن موقفه منه، واكتفى بالدعوة للسلام، لذلك اكتفت جماعة الحوثي بالمطالبة باستعادة الأموال ، وقال القيادي الحوثي حسين العزي: “سنعمل جاهدين على استعادة الأموال المنهوبة هذه مسألة حتمية وحق من حقوق البلاد وهو ما كنا قدتوافقنا عليه في مؤتمر الحوار”، مؤكدا أن “مواصلة الاستحواذ على اموالنا العامة وتكويشها في البنوك الأجنبية فساد مقزز وأنانية مفرطة ، وهذا أمر لا يرضاه الله ولا يرضاه أي إنسان بين جنبيه ضمير بالمطلق”.
وقناعتي الشخصية إن جماعة الحوثي ستعمل ما بوسعها وستبذل كل الجهود لا ستمالة العميد أحمد علي عبد الله صالح إلى صفوفها، وربما يوعز زعيم الجماعة ” عبد الملك الحوثي” للقيادات المؤتمرية المواليه لهم ، لاستمالة العميد ومنحه منصب رفيع في حكومة صنعاء ، كأن يكون رئيسا للحكومة، أو حتى رئيسا للدولة ، بديلا عن المشاط ، فهم يدركون حجم المكاسب الهائلة التي ستتحقق لهم لو نجحوا في هذا الأمر .
وربما يقوم القادة المؤتمرين في صنعاء باقناع العميد بالموافقة وتولي منصب رفيع ، واقناعه بأن قتل والده كان مصلحة للشعب اليمني لأنه لو كانت اندلعت المواجهة لوقت طويل فإن دماء اليمنيين ستسيل إلى الركب ، ومكسب أخر سيحققه الحوثيين ، وهو ان يكون العميد أحمد رأس الحربة في مواجهة قيادات الإصلاح وقواعدهم في اليمن باعتبارهم هم من أطاحوا بوالدهم من كرسي الرئاسة ورغبوا في القضاء على كل عائلة الراحل صالح قضاء مبرم فلا يبقي لها وجود على وجه الأرض.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news