شروين المهرة:رصد خاص
أثار منشور توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، والذي تضمن تهديدًا لنجل الرئيس الراحل علي عبدالله صالح بالترحيل إذا فكر في العودة إلى السلطة، بعد ان تم رفع العقوبات من مجلس الأمن في الأربعاءالماضي.
ويوم الأحد نشرت توكل كرمان على منصة فيسبوك منشورا، مشيرة فيه إلى أن نجل صالح (الرئيس الراحل) تم انتخابه نائباً لرئيس المؤتمر التابع للحوثيين بقيادة أبو راس فور اغتيال والده، ولم يرفض هذا المنصب ولا يزال فيه.
وأضافت أنه في حال عودته، فسوف يعود إلى سيده الحوثي، الذي أعطاه نصف الحرس الجمهوري خيانة وغدراً قبل دخول صنعاء، والنصف الآخر فشلاً وجبناً خلال معركة العشر ساعات بين والده والحوثي، والتي أسفرت عن مقتل والده بعد انهيار النصف الآخر من قوات الحرس الجمهوري التي كانت فعلياً لا تزال تأتمر بأمره واستسلامها بكامل عتادها وأفرادها للحوثي.
وانتقدت كرمان بشدة أي توقعات بأن يكون لأحمد علي دور في استعادة الدولة من الحوثي، معتبرة أنه لا يصلح لأي دور أساساً. وأكدت أنه في حال حدثت المعجزة وبعث الله من في القبور وأعاد هندستهم، فسوف تقوم بترحيله “بالبالطو”، مشيرة إلى أنها متعودة على ترحيله، ولكل إمرئٍ من دهره ما تعود.
المنشور الذي نشرته كرمان في حسابها الغير موثق بالإشارة الزرقاء، رغم امتلاكها صفحة موثقة معروفة بها، رصد محرر شروين المهرة موجة من ردود الفعل المتباينة حوله، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض لها، فحظي منشورها بدعم كبير من بعض الشخصيات العامة والناشطين، الذين أشادوا بدورها في المجتمع اليمني، بينما تعرضت لانتقادات لاذعة من آخرين، الذين اتهموا إياها بتقسيم الصف الوطني وخدمة مصالح أطراف أخرى.
على الجانب المؤيد، استعرض الصحفي سليمان النواب بعضاً من إنجازات توكل كرمان الإنسانية، قائلاً: “توكل كرمان ومن عام 2016 وحتى اليوم قامت ببناء أكثر من 40 مدرسة وسلمتها للحكومة، قدمت عشرات المنح الدراسية للطلاب الأوائل والمتفوقين، قامت بالتكفل بعلاج العشرات من الذين تخلت عنهم الدولة، والآن تقوم بالتكفل بعمليات زراعة الكلى والكبد، والعشرات من المشاريع الخيرية في عموم المحافظات”
واختتم النواب منشورة بسؤال: “ماذا قدم الهبيلة بالضبط؟!”.
كما أيدت الناشطة رهف الوصابي موقف كرمان، حيث كتبت في تغريدة لها: “أول إمرأة عربية وثاني إمرأة مسلمة وهي الأولى في تاريخ الجائزة في صغر عمرها تحصد جائزة نوبل للسلام! المرأة الحديدية وأم الثورة وسيدة الربيع العربي لها الفخر بأنها قاومت الإحتلال الإيراني المتمثل بالحوثيين والاحتلال الخليجي المتمثل بتحالف الغدر والتقسيم”.
وأعرب الناشط جمال علي جمال عن تأييده لمنشور “كرمان”، حيث كتب: “عاد كنت أقول ان حماده ممكن يكون له دور مستقبلاً، بس بعد كلام توكل كرمان خلاص..غسلت يدي”.
واختتم جمال: “إن أعادوا آل عفاش، أعدنا لهم توكل كرمان”.
وأشاد الصحفي أنيس منصور بتصريحات كرمان، وصفاً كلماتها بأنها “جننت” خصومها السياسيين، مما أدى إلى حالة من “الهستيريا والرعب” في صفوفهم، مشيرًا إلى أن مصطلح “هبيلة” الذي استخدمته كرمان (في إشارة إلى أحمد علي صالح) أصبح شائعاً ومتداولاً على نطاق واسع، معتبراً أنه أصبح “اسم ثابت” يطلق على خصوم كرمان.
واختتم منصور تغريدته بعبارة ساخرة، داعياً خصوم كرمان إلى الاختفاء.
كما أشادت الناشطة اليمنية ياسمين المقطري بدور توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، في تشكيل مستقبل اليمن السياسي، ووصفتها بأنها “المجدد الحقيقي” للمشهد السياسي اليمني، مؤكدة على شخصيتها القوية وقدرتها على قيادة البلاد نحو مستقبل زاهر.
وترى المقطري أن كرمان تمتلك الرؤية الثاقبة والالتزام بالمبادئ التي تمكنها من تحقيق التغيير الإيجابي في اليمن. وأكدت على أهمية القيادة القوية في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن، مشيرة إلى أن كرمان تمثل نموذجاً يحتذى به في هذا الصدد.
ونقلت المقطري عن كرمان قولها: “إن الحرية والعدالة هما الأساس لبناء مجتمع قوي ومستقر. علينا أن نعمل معًا لتحقيق هذا الهدف النبيل.”
وهاجم الناشط اليمني “أيهم اليماني” بشدة أي مقارنة بين توكل كرمان وأحمد علي، مؤكداً على الفارق الكبير بينهما على المستويين الشخصي والمجتمعي.
وشدد اليماني على الإنجازات الكبيرة التي حققتها كرمان في المجال المجتمعي، مثل بناء المدارس وكفالة الطلاب وإصلاح الطرق، مشيراً إلى غياب مثل هذه الإنجازات عن سجل أحمد علي. كما أشار إلى قدرة كرمان على التواصل بلغات عالمية، مثل الإنجليزية، مقارناً ذلك بعدم قدرة أحمد علي على إلقاء خطاب متماسك.
ودعا اليماني إلى التوقف عن مقارنة شخصين لا يقارنان، مؤكداً على تفوق كرمان على أحمد علي في العديد من الجوانب.
وعلى الجانب المعارض، اتهم المحامي محمد المسمري كرمان بشق الصف الوطني وخدمة مصالح الحوثيين، زاعماً أن كل القوى الوطنية تسعى لوحدة الصف، قائلاً: “بلغوا توكل كرمان تحترم نفسها. كل القوى الوطنية مع توحيد الصف الجمهوري لمواجهة الحوثي والمشروع الفارسي. وهي كل شويه تهاجم وتشق الصف. وأفعالها هذه لا تخدم إلا الحوثي. وأي واحد زعلان عليها فليرحل عنا. نحن هدفنا ترك الخلافات والمناكفات وتوحيد الصف. وهي جالسة حاقدة منتقمة. عيب.”
الناشط علي البخيتي، هو الآخر، اتهم توكل كرمان بـ”الحقد الدفين” على أسرة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ووصفها بأنها “مريضة نفسياً” غير قادرة على بناء أوطان أو زرع سلام، قائلاً: “لا أدري ما هو السر وراء هذا الحقد الدفين من توكل كرمان على أسرة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، كان يفترض منحها جائزة نوبل في الحقد لا في السلام. هكذا شخصيات حاقدة مريضة بشكل مرعب لا يمكن أن تبني أوطان ولا أن تزرع سلامًا، ومكانها المصحات النفسية لا المؤتمرات الدولية.”
وسخر الصحفي يونس العرومي من كرمان، ووصفها بأنها لا تفعل سوى الثرثرة ولا تقدم أي حلول، قائلاً: “كل ما تجيده توكل كرمان هو الثرثرة، وتظن أن الثرثرة هي من جاءت بنوبل إليها، وتحسب كذلك أن شعبنا يتوق لعشر سنوات أخرى من الثرثرة، تهدد بالثرثرة، وتصرف لنا كل يوم ثرثرة. كلكم هاربين، ارقدوا وشوفوا طريقة للشعب يعيش، الشعب يشتي يأكل.”
ومؤخرا، حذفت لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن، على الرئيس الراحل “علي عبد الله صالح”، ونجله “أحمد”، من قائمة العقوبات الخاصة بالأفراد والكيانات المعرقلة للسلام في اليمن.
وذكر المجلس بقراره 2216 والذي حظي بموافقة 14 دولة (من أصل 15) وامتناع روسيا عن التصويت إلى أن “أحمد علي صالح عمل على تقويض سلطة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وإحباط محاولاته الرامية إلى إصلاح المؤسسة العسكرية، وعرقلة الانتقال السلمي إلى الديمقراطية في اليمن”.
وفي 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، كان مجلس الأمن الدولي، قد فرض عقوبات على الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، واثنين من زعماء جماعة الحوثي لـ“تهديد السلم والاستقرار” في اليمن.
ووفق القرار، فإن نجل صالح قام حتى منتصف فبراير/شباط 2013 بتوزيع أسلحة تم شراؤها عام 2010 على ألوية الحرس الجمهوري (سابقا) التي كان يقودها وعلى شيوخ قبائل مجهولي الهوية، بهدف كسب ولاء الجهات المتلقية في سبيل تحقيق مكاسب سياسية في وقت لاحق.
وأضاف أن قائد الحرس الجمهوري السابق ظل يحتفظ بتأثير كبير داخل المؤسسة العسكرية حتى بعد قرار إقالته من منصبه في أبريل/نيسان 2013.
تابعوا شروين المهرة على
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news