أكدت صحيفة “فورين أفيرز” أمس الجمعة، أنه لا يمكن إخضاع “الحوثيين” حتى لو اضطرت الولايات المتحدة وحلفائها إلى إلقاء القنابل على كل اليمن، وأن الأسلوب الأفضل هو شن الحملات الإعلامية والدعائية عليهم لتشوييهم.
ويأتي ذلك بعد فشل الخطوات العسكرية الأمريكية في الحد من العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني في غزة.
وأوضحت الصحيفة، في مقال للباحثة في مؤسسة راند الأمريكية، ألكسندرا ستارك، بأنه من المؤسف أن الولايات المتحدة لا تملك سوى خيارات قليلة جيدة عندما يتعلق الأمر بالرد على “الحوثيين”.
وأوضحت ستارك، أن “الحوثيين” يستطيعون استخدام التكنولوجيا المنخفضة التكلفة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار في الجو والبحر، مشيرة إلى أنه وبعد عقود من الحرب، أصبحوا ماهرين في نقل وإخفاء أصولهم. وحتى لو أسقط التحالف الذي ترعاه الولايات المتحدة القنابل في جميع أنحاء أراضي الحوثيين، فإن مثل هذا الهجوم لن يقلل من القدرات العسكرية للحوثيين إلى الحد الذي لا تستطيع معه المجموعة شن هجماتها الخاصة.
وأكدت أن أفضل فرصة للولايات المتحدة لردع هجمات “الحوثيين” هي إيجاد السبل اللازمة لإدارة “حملة إعلامية” خاصة بها لمواجهة رسائل الحوثيين، مضيفة أنه ما دام الحوثيون يعتقدون أنهم يربحون حرب المعلومات، فمن المرجح أن يستمروا في هجماتهم.
واعتبرت أن تحييد الدعاية “الحوثية” هو أفضل وسيلة لردع هجمات الجماعة، والطريقة الأكثر مباشرة لإضعاف رسالتهم هي التوصل إلى وقف إطلاق نار مستدام في غزة.
أنواع أخرى من الرسائل المضادة قد تخفف أيضا من تأثير هجمات الحوثيين
يمكن أن تكون الرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفق الباحثة الأمريكية، فعّالة في إظهار الضرر الذي تسببه هجمات “الحوثيين”، وتسليط الضوء على على الوضع الداخلي في مناطق الحوثيين، وإظهار أن الجماعة لا تساعد الناس بل تؤذيهم. وإبراز صور مجموعة حاملة الطائرات أيزنهاور وهي تأتي لمساعدة طاقم السفينة تيودور متعددة الجنسيات التي أغرقها الحوثيون، كيف يستهدف الحوثيون ليس فقط السفن التجارية ولكن أيضًا الأشخاص العاديين من جميع أنحاء العالم الذين يعملون عليها، وذلك بهدف تشويههم.
وأضافت أنه ومن خلال دحض الرسائل التي يرسلها الحوثيون ومناصروهم، بما في ذلك روسيا والصين، يمكن لمثل هذه المنشورات أن تلعب دوراً مهماً في مواجهة ما وصفتها بـ”المعلومات المضللة”.
وأشارت إلى أنه يمكن أيضًا استخدام “الرسائل الأمريكية لنقل رسالة عن كيف اعتقل الحوثيون موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية في يونيو/حزيران، وفي هذه العملية جعلوا الحياة أكثر صعوبة بالنسبة للعديد من الأسر اليمنية التي تعتمد على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة”.
وإضافة إلى ذلك، يمكن توظيف كيف أدت “هجمات الحوثيين على السفن التجارية إلى ارتفاع تكلفة الشحن، مما يجعل السلع الأساسية مثل الغذاء والوقود أكثر تكلفة بالنسبة لليمنيين”، لتأجيج الحاضنة الشعبية في مناطق سيطرته ضده.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news