كلما اكتشفوا نفقًا تحولت فوهته لسلاح يقذف الحمم من باطن الأرض.
النفق امتداد وتشعبات وتضاريس، وأن يجد جيشهم فتحة نفق لا يعني غير أنهم وجدوا في طريقهم لغمًا يتعذر تفكيكه..
لا يسعهم تدمير ما اكتشفوه وأقصى ما يمكنهم هو اغلاق المدخل مع وجود عشرات المداخل الأخرى لذات النفق.
هذه الأنفاق أنجزها فريق من أكثر المهندسين العسكريين براعة، حتى أن المقاومة تجتذبهم عنوة لأحد المداخل لتقتل أكبر عدد منهم وبخطة مسبقة في منهج التمويه، شكل من التضليل ومنح العدو هدفًا يشتت انتباهه عن أهداف نفقية أخرى قيد الانشاء أو قيد الاستخدام.
لدى المقاومة مجسات تلتقط حركة فأر على المدخل ما بالك بمجموعة جنود.
يتحدث قائد ميداني لصحيفة يديعوت أحرونوت قائلًا أنه من المتعذر تمامًا هدم أي نفق وأنهم يضللون اارأي العام بهذه الأكاذيب وهي شكل من بروباغندا وخداع وبيع اوهام انتصارات ميدانية .
تسعة أشهر، لا عملية اقتحام لنفق واحد، لا مباغتة داخل نفق، لا قتيل واحد من المقاومة داخل نفق، لا استعادة أسير واحد من داخل نفق، لا عملية هدم واحدة حتى.
خططت المقاومة لكل شيء بالتفصيل، أعدت لمعركة سنوات قد تصل لعشر، تتطور كل يوم، وتحفر المزيد وقد تسربت تقارير عن إضافة أكثر من مئتي كيلو متر أنفاق تحت الأرض وثلاثين ألف مقاتل التحقوا بجبهة الانفاق في الأشهر الأخيرة.
تحت الأرض نمط حياة كامل، حياة عسكرية جهادية تتفاقم عاطفتها كل يوم وتتطور خبرتها كل ساعة، وفي الأعلى عائلات المقاتلين الذين في الأسفل، شعب صامد وصابر ومستميت ومدرك أن هذه هي حرب التحرير وأنها الأخيرة وليست مرحلة نضالية سيترتب عليها مراحل، لا لا، هذه هي الفاصلة، يدركون هذا جيدًا وبتواتر بين المقاتلين وأهلهم في غزة، تلتقط هذا الإحساس من فيديوهات الناس، من تصريحات أمهات الشهداء وهن يزغردن مع سقوط كل شهيد مع إقرار لله وحده: اللهم حتى ترضى.
من يسعه هزيمة هؤلاء، ولا حتى قوة خيال علمي كالماتريكس ولا حتى غزو فضائي قد يهزم غزة.
إنهم التجسيد الموازي لقوة الخير وآخر جيش للبشر في أفلام الخيال العلمي ضد مسوخ الكوكب، ضد سيطرة الآلات والمخلوقات المهجنة التي أنتجت في معامل ومختبرات التجريب الجيني، تلك القوى الآثمة المتجردة من الإحساس والمعنى الأخلاقي.
ألا تلمح هذه التنويعة الميكس الخليط من الشر والتجريب والانحلال والشره المرضي في تحالف الشر المكون من العدو ومن الذين صنعوه وهجنوه في مختبرات التجريب الاستعماري ووضعوه في فلسطين؟.
الآن وبدلًا من اقتحام المسخ للنفق، خرج الفلسطيني ونهض من تحت الأنقاض وتوجه للمختبر حيث يضطجع المخلوق المسخ المهجن وأنتزع عنه الأسلاك والموصلات الحيوية وشرع في تمزيق جسده.
وهذا العنف والخبط العنيف إنما ركضات مسخ يحتضر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news