صنعاء- خاص الأمة برس-
أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال بصنعاء عبدالعزيز بن حبتور أن المحافظات الشمالية والغربية التي تمثل نحو80% من الكتلة السكانية بالجمهورية اليمنية تعاظمت تحدياتها السكانية خلال سنوات الحرب والحصار خاصة العاصمة صنعاء التي تحملت العبء الأكبر خلال هذه السنوات جراء النزوح الداخلي وقبلها الهجرة الداخلية، مشيراً إلى التزام الجميع بتقديم ما يمكن تقديمه لهذه المدينة ومواطنيها سيما ما يتصل بتنمية الإنسان باعتباره الثروة الأهم والذي ينبغي التعاطي معه وقضاياه بمسئولية عالية والسعي بكل الوسائل للتخفيف من معاناته التي تسبب بها العدوان والحصار.
وقال بن حبتور في الفعالية الاحتفال باليوم العالمي للسكان 2024م نظمها المجلس الوطني للسكان بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، الأثنين29يوليو2024، بصنعاء تحت شعار "الاستفادة من قوة البيانات الشاملة من أجل مستقبل أفضل للجميع"، أن اليمن يحتفي اليوم بهذه المناسبة المتصلة بوضع السكان في ظل سلسلة من الأزمات والحروب التي أثرت على السكان في اليمن.
وأشار إلى حجّم الضرر الذي طال جميع السكان في الجمهورية اليمنية خلال عشر سنوات تقريبا من الحرب المستمرة.. مؤكدا على أهمية الأرقام والبيانات والإحصائيات السكانية في المساعدة على اتخاذ القرار السليم من قبل المسئولين في الأجهزة المعنية وذات العلاقة وعلى رأسها وزارة التخطيط والتنمية التي تتولى مهمة جمع المعلومات وإجراء العمليات الإحصائية وإعداد الخطط فضلا عن المساعدة في التخطيط الاستراتيجي لمجموع المهام التي يراد لها أن تتحقق خلال مدة زمنية محددة.
ولفت بن حبتور إلى الدور المهم الذي يقوم به المجلس الوطني للسكان ومعه الصندوق الأممي فيما يتصل بالقضايا والتحديات السكانية وسبل الحد منها وإسنادهما لجهود الجهات الحكومية من خلال البرامج المشتركة التي يتم تنفيذها في عدد من الجوانب السكانية.
وتطرق بن حبتور إلى الكلمة التي ألقاها مجرم الحرب الصهيوني قاتل الأطفال "نتنياهو" أمام الصهاينة الأمريكان في الكونجرس وما حملته من كذب فاضح ومغالطة فجة ووقحة عن حقيقة عدوانه الإجرامي.
وأكد أن من قاموا بالتصفيق الحار من صهاينة الكونجرس للقاتل ومجرم الحرب "نتنياهو" لا يقلون إجراما عنه ويتحملون مسئولية جنائية وأخلاقية عن حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يشنها العدو الصهيوني منذ عشرة أشهر.
وأفاد بأن الإرهابيين الحقيقيين هم من أبادوا شعوبا بأكملها كالهنود الحمر ومن استعمروا شعوب العالم وقتلوهم في أفريقيا والهند وفي المنطقة العربية على ذلك النحو الإجرامي الذي ما زالت شواهده وآثاره قائمة حتى اليوم.
وقال "حينما تحظى جرائم القتل والإبادة بذلك التصفيق الحار من قبل الأمريكان فهذا يعني أننا ما زلنا في مرحلة الاستعمار في مراحله الأخيرة على وجه التحديد".
دعم مادي وفني
من جانبه قال وزير التخطيط والتنمية في حكومة تصريف الأعمال بصنعاء،عبدالعزيز الكميم، أن الاحتفال باليوم العالمي للسكان يأتي في وقت يعاني اليمن من تأثيرات الحرب والحصار منذ عام 2015م وما نتج عنه من تدهور لأوضاع السكان في مختلف المجالات.
وأضاف أن شعار هذا العام يكتسب أهمية كبيرة وضرورية في الاستثمار من أجل مستقبل أفضل لجميع الفئات السكانية التي تساعد في تخطيط وتنفيذ السياسات والبرامج الحكومية بشكل علمي ودقيق يتناسب واحتياجات الأفراد.
وأوضح الكميم أن اليمن يواجه تحديات كبيرة في مجال البيانات السكانية حيث أن آخر تعداد شامل للسكان تم تنفيذه في عام 2004م وهي فترة طويلة حدثت خلالها الكثير من المتغيرات والمستجدات ما يتطلب القيام بتعداد سكاني للحصول على بيانات حديثة تمكن من تحليل الأوضاع السكانية وإعداد الخطط والبرامج المستقبلية.
الكميم: شعار هذا العام يكتسب أهمية كبيرة وضرورية في الاستثمار من أجل مستقبل أفضل لجميع الفئات السكانية
وأكد أن الوضع الراهن لليمن يتطلب زيادة في الدعم الفني والمادي بما يمكنه من تنفيذ الالتزامات المتعلقة بالعمل السكاني
وأفاد الكميم بأن الاحتفال بهذه المناسبة يأتي للتذكير بالأوضاع الكارثية التي يعيشها أبناء قطاع غزة من حرب إبادة شاملة من قبل العدو الصهيوني.. داعيا المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة المعنية إلى الوقوف بجدية وحزم لوقف جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني.
تحديث البيانات
فيما أكد الأمين العام المساعد للمجلس الوطني للسكان مطهر زبارة إلى أهمية الاحتفال بهذه المناسبة للتذكير بمختلف القضايا والتحديات السكانية ورفع الوعي حول سبل مواجهة هذه التحديات من أجل تطوير وتحسين المؤشرات السكانية المختلفة.
ولفت إلى أن اليوم العالمي للسكان يركز هذا العام على أهمية الاستفادة من قوة البيئات السكانية من أجل مستقبل أفضل لجميع الفئات.. مشيرا إلى أن توفير بيانات سكانية حديثة وواقعية يعد أمرا هاما وحيويا لمختلف القطاعات كونها تعمل على تحليل الوضع الراهن لكافة المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والسكانية والتنموية وغيرها.
زبارة: توفير بيانات سكانية حديثة وواقعية يعد أمرا هاما لمختلف القطاعات كونها تعمل على تحليل الوضع الراهن لكافة المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والسكانية والتنموية
وأكد زبارة أن الاحتفال بهذه المناسبة بشكل سنوي في ظل استمرار الحرب والحصار هو رسالة إلى سكان العالم بأن سكان اليمن مستمرون في العمل من أجل التغلب على التحديات والصعوبات الناتجة عن الحرب وماضون في البناء والتنمية لتحقيق الأهداف والغايات المرجوة وفقا للرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة.
خطط التنمية الشاملة
بدورها أشارت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن انشراح أحمد إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للسكان يهدف إلى الاهتمام بالقضايا السكانية الملحة والتذكير بالجهود المطلوبة لمعالجة قضايا السكان.
وأوضحت أنه ومنذ انعقاد المؤتمر الدولي للسكان والتنمية في عام 1994م تم إحراز تقدم كبير في اليمن وفي أنحاء العالم في مجالات تحسين جمع البيانات السكانية وتحليلها واستخدامها في معالجة القضايا السكانية.
وبينت ممثلة الصندوق أن البيانات تسهم في وضع الأهداف والاستراتيجيات وخطط التنمية الشاملة وبرامجها، وإيجاد الحلول المناسبة للقضايا السكانية.. منوهة بالشراكة مع المجلس الوطني للسكان والجهاز المركزي للإحصاء ومصلحة الأحوال المدنية التي ساهمت في تعزيز البيانات السكانية الوطنية وتطويرها ودقتها.
انخفاض المساعدات الانسانية
ا
نشراح أحمد: البيانات تسهم في وضع الأهداف والاستراتيجيات وخطط التنمية الشاملة وبرامجها، وإيجاد الحلول المناسبة للقضايا السكانية
وفي تقرير صدر حديثاً عن المجلس الوطني للسكان عن حالة السكان في اليمن، كشف عن انخفاض تمويل الاستجابة الإنسانية في اليمن بشكل مطرد خلال السنوات الأخيرة بالتزامن مع وجود سياق تمويل عالمي مليء بالتحديات خلال عام 2022م.
وبين التقرير أن عام 2019م، تلقت خطة الاستجابة الانسانية في اليمن 87% من التمويل المطلوب وبحلول ديسمبر من العام 2022م، تم تمويل 55% فقط من خطة الاستجابة الانسانية، في حين استمر انخفاض تمويل المساعدات الانسانية في اليمن ليصل في عام 2023م إلى 31%. وأرجع التقرير ذلك إلى عدة أسباب من أهمها ضعف ما يقدمه المانحين لليمن من مساعدات طوال فترة النزاع مع وجود مشكلات إنسانية أخرى في أوكرانيا والسودان وسوريا وغيرها من البلدان.
وأشار التقرير غلى أن الجهود الانسانية لدهم سبل العيش وتعزيز قدرة المجتمع على الصمود ستشكل تحدياً كبيراً ومن المحتمل أن يؤدي النمو الاقتصادي البطيء والتمويل غير الكافي لبرنامج التنمية طويلة المدى من الانخفاض في قيمة الريال اليمني مما يؤدي إلى تفاقم الضعف الاقتصادي وخاصة في الناطق الريفية الأكثر فقراً.
وعن التحديات التي تواجه النازحين، ذكر التقرير أن المخاطر التي تؤثر تأثيراً مباشراً على حياة النازحين خاصة فيما يتعلق بالمأوى والغذاء والصحة والتعليم، مشيراً إلى أن حوالي 51% من النازحين لا يتوفر لهم غذاء في المخيمات، بينما في قطاع المياه تشير التقديرات إلى أن حوالي 307669 أسرة لا يتوفر لها مياه صالحة للشرب وحوالي 252203 أسرة لا يتوفر لها مياه الاستخدام اليومي.
ولفت التقرير إلى أن هناك الكثير من الأطفال غير ملتحقين بالتعليم لعدم قدرتهم على مواجهة تكاليف الدراسة أو لعدم وجود الوثائق التعليمية الخاصة بهم، حيث أن عدد الذكور غير الملتحقين بالتعليم حوالي 51909 طالب، بينما بلغ عدد الاناث غير الملتحقات بالتعليم حوالي 56288 طالبة.
وبحسب التقرير فإن معدل البطالة قد أرتفع من 22.1% عام 2015م، إلى 32% عام 2019م، بينما تشير تقارير أخرى إلى أن معدل البطالة مرتفع جداً في الأعوام الأخيرة حيث تجاوز 40% وحوالي 60 % بين الشباب، ونتيجة الحرب على اليمن وتوقف دفع مرتبات الموظفين الحكوميين فقد أدى ذلك إلى تدني الدخل ومزيد من البطالة وتعطل الانشطة الاقتصادية وسبل العيش. ولا توجد حالياً مؤشرات حقيقية وواقعية مرتكزة على مسوحات للقوى العاملة أو تعدادات تبين حجم قوة العمل ونسبة البطالة منها نظراً لصعوبة القيم بذلك في الوقت الراهن.
وبينت نتائج الاسقاطات السكانية لعام 2021م، بأن عدد سكان اليمن سيتضاعف خلال 25 سنة تقريباً، حيث أن حجم السكان في العام 2020م قد بلغ 30.6 مليون نسمة ويتوقع أن يتضاعف هذا العدد ليصل في العام 2045م، إلى حوالي 61.1 مليون نسمة.
وتوقع التقرير أن يرتفع حجم الفئة العمرية من السكان في سن العمل (15-64) من 17 مليون نسمة من اجمالي السكان عام 2020م، إلى 23.4 مليون نسمة في العام 2030م، ثم تصل إلى 35.5 مليون نسمة من السكان في سن العمل في العام 2045م. وقد بلغت نسبة هذه الفئة من اجمالي عدد السكان في العام 2020م، ما يقارب 57%، وسترتفع هذه النسبة إلى 61% في العام 2030م، وتصل إلى 62% من اجمالي السكان في العام 2045م.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news