العاصفة نيوز/ متابعات /بيروت – وفاء عواد
وسط خواء سياسي داخلي يتعاظم يوماً بعد آخر، ويترك لبنان نهباً لتداعيات أزماته الداخلية من جهة، والمخاوف الكبيرة من حرب شاملة تكثر التحذيرات الخارجية منها، لا يزال الاهتمام بتداعيات زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لواشنطن ومحادثاته مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، لجهة تناولها الوضع على الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية، حاضراً في واجهة المشهد، في ظل ما تردد على نطاق واسع من أن نتنياهو كان يسعى للحصول على ضوء أخضر من بايدن لشن عملية عسكرية ضد حزب الله في لبنان.
وتزامناً مع ما خلصت إليه المحادثات المفصلة بين بايدن وفريق عمله، الذي شارك فيه الوسيط آموس هوكشتاين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بدءاً من هدنة غزة إلى توقف النار في جبهة لبنان والعمليات الجارية هناك، وتأثيراتها على السكان عند جانبي الحدود، والتي لا تزال في دائرة المتابعة والترقب، وسط تحليلات وتفسيرات يعوزها الدليل المفيد، في مرحلة مصيرية بالغة الخطورة يعيشها لبنان ومنطقة الشرق الأوسط برمته، وفي خطوة دعم رمزية للبنان أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أول من أمس، تأجيل ترحيل لبنانيين من الولايات المتحدة لمدة 18 شهراً، بسبب التوترات بين إسرائيل وحزب الله.
من جهته أعلن المبعوث الأمريكي الخاص، آموس هوكشتاين، وللمرة الأولى منذ فترة طويلة، عبر تطبيق «زووم»، عن تطلع بلاده لإنهاء الحرب في غزة، وفي جنوب لبنان، وقال: «نتمنى ألا نحتاج لأكثر من 18 شهراً من التمديد للبنانيين في أمريكا، ونعمل على إنعاش الاقتصاد اللبناني بطرق مختلفة»، مؤكداً أن القتال في لبنان لن يتوقف ما لم يتوقف في القطاع، أما على الجانب اللبناني فلا يزال الاهتمام يتركز على المسار الدبلوماسي والسياسي، وسط رهان على المزيد من الضغوط الأمريكية لمنع إسرائيل من توسيع الحرب، وإبقاء المواجهات مضبوطة، والركون إلى الخطة، التي قدمها هوكشتاين.
استبعاد حرب
وعلى رغم الحذر الشديد الذي توجبه ظروف انتظار ومراقبة تطورات الوضع في غزة، وتالياً في الجنوب في الأيام المقبلة فإن معظم المؤشرات، وبحسب تأكيد مصادر مطلعة لـ«البيان» تشير إلى استبعاد حرب شاملة قريباً على الأقل، وقبل بلورة المسارات المتصلة بحرب غزة، والجدية الإسرائيلية في التهديدات التي توجهها إلى لبنان. وفي المقابل أعرب الناطق باسم قوات «اليونيفيل»، اندريا تننتي، عن القلق إزاء تزايد كثافة تبادل إطلاق النار عبر خط الحدود، والمخاطر المحتملة لصراع مفاجئ، وأوسع نطاقاً يصعب السيطرة عليه، داعياً جميع الأطراف المعنية لوقف إطلاق النار، والعودة إلى تنفيذ القرار 1701 بشكل كامل.
تجديد وتهديد
وفي الوقت الذي يترقب فيه لبنان تجديد مجلس الأمن الدولي ولاية قوات الأمم المتحدة العاملة في الجنوب «اليونيفيل» أواخر أغسطس المقبل، واعتبار القرار 1701 الأساس للأمن والاستقرار ودعم الجيش، والبحث عن تسوية مستدامة للوضع عند جانبي الحدود، توعد قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي بأن تل أبيب ملتزمة بتغيير الوضع الأمني مع لبنان، وأن الهجوم سيكون حاسماً عندما يحين وقته.
في السياق عبر مصدر مطلع عن قلق بالغ مما هو غير منظور من تطورات قد تبرز على مستوى الداخل والمنطقة في آنٍ معاً. وأكد المصدر لـ«البيان» أنه لا أحد يعلم موعد التسوية المنتظرة سواء قريبة أو بعيدة، ولا أحد يملك صورة تقريبية عن تداعياتها، والأساس الذي سترتكز عليه، وأكثر من ذلك لا أحد من أطراف الداخل يملك إجابة عن اليوم التالي لبنانياً لهذه التسوية، أو عن القواعد التي ستُبنى عليها أو عن الأثمان التي يمكن أن تدفع في ذلك الوقت، وفق قوله.
وعلى الرغم من هذه الأجواء الملبدة في أجواء التسوية الرامية لإنهاء الحرب في غزة، وبالتالي في جنوب لبنان، إلا أن التقديرات السياسية والدبلوماسية ترجح بلوغها في مدى قريب، فيما تذهب قراءات سياسية إلى مستوى عالٍ من التفاؤل بانسحابها تلقائياً على لبنان في غضون بضعة أسابيع، ليس على شكل حل سياسي للمنطقة الحدودية فحسب، بل على شكل سلة متكاملة، تبدأ من الجنوب إلى الملف الرئاسي، تؤسس بدورها لمسار حكومي جديد، يدفع نحو انفراج سياسي ومالي واقتصادي واجتماعي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news