في مقابل تصفيق الكونغرس.. الغضب الإسرائيلي يتصاعد تجاه نتنياهو
أرسلت مجموعة من كبار الشخصيات الإسرائيلية، بما في ذلك مسؤولون سابقون في شؤون الأمن القومي وأكاديميون وقادة أعمال،
رسالة شديدة اللهجة
إلى قيادة الكونغرس الأمريكي تتهم فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تحدث أمام الكونغرس، بـ”تهديد الأمن القومي الإسرائيلي والأمريكي”.
من بين أكثر من 30 موقعا، هناك 5 مسؤولين كبار سابقين من جهاز المخابرات (الموساد)، كان من بينهم المدير المتقاعد للجهاز تامير باردو، ورئيسان سابقان للجيش الإسرائيلي وقائمة واسعة من المسؤولين العسكريين والأمنيين والدبلوماسيين والقانونيين ورجال الأعمال الآخرين.
وكان من بين هؤلاء الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء أهارون تشيخانوفير، وكذلك رئيسان سابقان لجامعة بن غوريون، أفيشاي برافرمان وريفكا كارمي.
في القائمة التالية مجموعة كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على مدى العقود الماضية وهم من الموقعين على الرسالة:
الفريق أول (متقاعد) دان حالوتس – رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي السابق
تامير باردو – مدير الموساد السابق
الفريق أول (متقاعد) موشيه يعلون – وزير الدفاع السابق ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي
اللواء (متقاعد) ماتان فيلنائي – نائب رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي السابق، والسفير الإسرائيلي السابق لدى الصين
البروفيسور عوزي أراد – رئيس مجلس الأمن القومي السابق
ديفيد ميدان – مدير قسم سابق في الموساد
يحيى مارت – مدير قسم سابق في الموساد
اللواء (متقاعد) أمنون ريشيف – القائد العام السابق لسلاح المدرعات
العميد (متقاعد) دوفيك تماري – قائد سابق لكلية القيادة والأركان في جيش الدفاع الإسرائيلي
العقيد (متقاعد) إيتامار يار – نائب رئيس مجلس الأمن القومي السابق
عيران عتصيون – نائب رئيس مجلس الأمن القومي السابق
وتسلط هذه الرسالة الضوء على حالة الغضب العارم في الداخل الإسرائيلي على رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لا سيما أنها صادرة عن مجموعة من بين أهم قادة إسرائيل على مختلف المستويات.
تهديد وجودي
وتصف الرسالة نتنياهو بأنه “تهديد وجودي”، وكذلك بأنه “مهتم بأنانية ببقائه السياسي ويتحمل المسؤولية الوحيدة عن الفشل في هزيمة حماس في الحرب الحالية في غزة”، كما سلطت الضوء على المشاكل القانونية المستمرة التي يواجهها نتنياهو، بما في ذلك أنه متهم بالرشوة والاحتيال.
وجاء في الرسالة: “على مدى عقود، ظل نتنياهو يحرض الإسرائيليين ضد بعضهم البعض، مما أضر بنسيجنا الاجتماعي الوطني، وألحق ضررا كبيرا بقدراتنا الدفاعية، وتآكل اقتصادنا، ودمر مكانتنا الدولية”.
وأضافت أن “
نتنياهو
يضر بشدة بمصالح الأمن القومي الأمريكي من خلال نهجه في هذه الحرب، مما يؤثر سلبا على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وخارجه ويعرض إسرائيل للخطر بشكل أكبر”.
تصفيق حار
حظي الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء، أمام أعضاء الكونغرس الأمريكي، بترحيب واسع وتصفيق حاد من المشرعين الذين حضروا الجلسة.
وأدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بتعليقاته وتصريحات متعددة في كلمته المطولة بالجلسة المشتركة لمجلسي الكونغرس، لكن اللافت خلال الجلسة، كان التصفيق والتصفير الحاد من النواب الأمريكيين لكلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي، والذي وصل إلى عدد قياسي أحصته عدة تقارير بانه أكثر من 80 مرة في الكلمة التي جاءت في نحو 52 دقيقة منذ دخوله إلى القاعة وسط احتفاء واسع.
الرسالة التي أرسلت يوم الثلاثاء الماضي، أي قبل إلقاء نتيناهو خطابه أمام الكونغرس، كانت موجهة إلى رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل.
ودعا باردو، مدير الموساد السابق، الكونغرس الشهر الماضي إلى سحب دعوة نتنياهو، واصفا الدعوة بأنها “خطأ فادح”.
إيذاء بايدن
وكتب أحد الموقعين الآخرين، وهو ألون بينكاس، الذي شغل من قبل منصب القنصل العام لإسرائيل في نيويورك، أن نتنياهو يزور واشنطن ويتحدث إلى الكونغرس من أجل “إيذاء بايدن وتحويل إسرائيل إلى قضية خلافية حزبية أكبر قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية”.
وتم إرسال رسالة مماثلة في يناير/ كانون الثاني إلى الرئيس الإسرائيلي ورئيس البرلمان للمطالبة بإقالة نتنياهو من منصبه.
يذكر أنه تمت دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي للتحدث أمام الكونغرس من قبل رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، في حين هددت مجموعة متزايدة من الديمقراطيين بمقاطعة الخطاب.
وقال السيناتور المستقل بيرني ساندرز في بيان: “بنيامين نتنياهو مجرم حرب، لا ينبغي دعوته لإلقاء كلمة أمام اجتماع مشترك للكونغرس، ولن أحضر بالتأكيد”.
وفي مارس/آذار، دعا شومر، أحد أقوى حلفاء إسرائيل في الكونغرس، نتنياهو إلى الاستقالة وإجراء انتخابات جديدة في إسرائيل.
وعادة ما يحضر نائب الرئيس، بصفته رئيسًا لمجلس الشيوخ، ويجلس بشكل بارز على المنصة، لكن هذا الأمر لم يحدث مع نتنياهو هذه المرة.
وجاءت الزيارة في وقت حرج في المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار وجهود تهدف إلى التوصل لاتفاق الرهائن في غزة.
وقال مسؤولون أمريكيون كبار إن نتنياهو وقع على الإطار مقترح الاتفاق الذي أعلنه بايدن في مايو/أيار، لكن منتقدي رئيس الوزراء اتهموه بإضافة تفاصيل يمكن أن تحبط الصفقة.
وجاء في الرسالة الموجهة إلى الكونغرس: “لقد عرقل نتنياهو إطلاق سراح الرهائن، ومنع مناقشة أساسية حول الأهداف الاستراتيجية الوطنية للحرب”.
يذكر أن 35% فقط من الأمريكيين ينظرون لنتنياهو بشكل إيجابي، وذلك وفقا لاستطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب هذا الشهر، مع تصاعد عدم تأييده بشكل حاد في السنوات الخمس الماضية.
ووفقاً للاستطلاع نفسه، فإن عدد الأمريكيين الذين يرفضون العمل العسكري الإسرائيلي في غزة يفوق عدد الموافقين عليه.
مع تحول إسرائيل إلى قضية حزبية في السياسة الأمريكية، حذر الموقعون على الرسالة مما يمكن أن تفعله زيارة نتنياهو للعلاقات بين البلدين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news