يمر التعليم في اليمن بمنعطفات كبيرة وعقبات كثيرة، خلال السنوات الأخيرة، نتيجة الحرب الدائرة في اليمن منذ ما يزيد عن تسع سنوات، التي أفرزت الكثير من المشكلات والعديد من المعضلات في مختلف نواحي الحياة، مما زادت من حدّة المعاناة التي يعشيها اليمنيون وأثكلت عن كوالهم.
يقول نائب وزير التربية والتعليم الدكتور علي العباب، “إنّ لا يخفى على الجميع ما عملته جماعة الحوثي في كل قطاعات البلد ومنها قطاع التعليم بشكل خاص، نتيجة إنقلابها على الشرعية واحتلالها مؤسسات الدولة. وإنّ العملية التعليمية دمرت وتعاني كثيرًا من مخرجات هزيلة جدًا في الوقت الراهن نتيجة لهذه الحرب التي أحدثتها المليشيا في كل ربوع اليمن”.
وأضاف “العباب”، في مقابلة متلفزة على قناة اليمن اليوم في برنامج “على طريق السياسة”، “أنّ هناك مشاكل عديدة تواجهها التربية والتعليم، خاصةً تلك الأعباء التي خلفتها المليشيات والتي تعتبر كارثة حلّت على اليمن، وتحتاج إلى جهود كبيرة للخروج منها”.
وأشار الدكتور “العباب” في حديثه، إلى أنّ هناك جهود كبيرة تبذل من قبل الوزارة لتحسين جودة التعليم، وتطمح الوزارة ممثلة بالوزير طارق العكبري، إلى أن تكون مخرجاتنا ذات جودة عالية. مؤكدًا أنّ هناك نقاشات مستمرة في موضوع تجويد وتحسين وتطوير العملية التعليمية، وجرت العديد من الاتفاقيات مع عدد من المنظمات بهذا الخصوص.
إمكانيات الوزارة
في هذا الصدد تحدث الدكتور علي العباب، في المقابلة المتلفزة، بالقول: “إنّ وزارة التربية والتعليم في اليمن أحد القطاعات المنهكة نتيجة الحرب، والبلد بشكل كامل بلد يمر بأزمة مالية خانقة. وتابع: “نحن لا نصدر أي من منتجاتنا ومنها النفط الذي يمثل 70% من موازنة الدولة لهذا لا تجد موازنات للوزارات للقيام بمهامها”.
وأوضح أنّ هناك جهود ذاتية من وزارة التربية والتعليم ومن الحكومة للقيام بمهامها، وأنّ الوزارة وجهت المنظمات الدولية للقيام بدورها في زمن الحرب، ووجهتها لتقوم بدور ببناء المشاريع وتو فير المستلزمات.
كما أوضح، أنّ “الوزارة وقعت اتفاقية شراكة قبل شهر تقريبًا، ووقعت اتفاقية قبل سنتين لصلاحية التعليم والتعلم، وستوقع بعد أشهر اتفاقية الخطة القطاعية من 2024 إلى 2030 بموازنة تقريبية 133مليون دولار، وأنه سيكون دعم التربية والتعليم كخطة أولى لتقوم بدورها بإنعاش العملية التعليمية من وضعها المتردي”.
بقعة ضوء
وأكد “العباب” أنّه رغم كل المشكلات التي تمر بها البلاد، وفي ظل الحرب، إلا أنّ الوزارة استطاعت توفير رواتب المعلمين وأن تستمر بشكل دوري في مناطق الشرعية، وكذا تعاملت مع المنظمات الدولية ومخاطبتها والجلوس معها لتوفير حافز للمعلمين سواء في مناطق الشرعية أو في مناطق الحوثي المنقطعة رواتبهم.
كما أكد أنه “نتعامل مع منظمة رعاية الأطفال والغذاء العالمي في توفير وجبات غذائية في مدارسنا في الداخل كخلق بيئة مناسبة أو جاذبة لأبنائنا الطلاب داخل هذه المدارس. أيضًا في توسعة المدارس وترميمها، واتفاقية استعادة التعليم والتعلم مع البنك الدولي، ونحاول السعي بكل جهدنا لتوفير بيئة مدرسية جاذبة للطلاب لعدم التسرب من هذه المدارس”. على حدّ تعبيره.
وفيما يخص المعلمين في مناطق سيطرة المليشيا سعت الوزارة إلى توقيع اتفاقيات عبر الاتفاقية الدولية ستوكهولم لصرف رواتب المعلمين، ولكن الجماعة تنصلت عن هذه الاتفاقية ولم تصرف رواتب المعلمين، وهناك خطة شاملة لعموم اليمن لاحتواء المدارس وإلحاق الطلاب بهذه المدارس، و للأسف الشديد هذه الجماعة تقف ضد هذه المنظمات، وهناك اتفاقية كنا نطلب منهم التوقيع عليها وتم الرفض من هذه الجماعة فهي لا ترى جدوى من استمرار العملية التعليمية بالشكل الحالي في هذه المدارس. كما يقول.
المليشيات الحوثية والتعليم
ومنذ سيطرة المليشيات الحوثية على صنعاء، سعت إلى تدمير البنية التحتية للتعليم وحولته إلى قطاع خاص بالسلالة الطائفية؛ لفرض أنشطتها من خلال المناهج التعليمية، وقامت بالتغيير الجذري لكل ما له صلة بالتعليم، وحولت المدارس في مناطق سيطرتها إلى أوكار تعج بالطائفية والسلالية”.
وهذا ما أكده نائب وزير التربية والتعليم الدكتور علي العباب في تصريحاته المتلفزة، بالقول: “إنّ مليشيات الحوثي تسعى لتفخيخ البلد بالطائفية والعنصرية باستخدام المدارس في هذه المعركة”. معربًا عن أمله بأولياء الأمور والوطنيين من أبناء هذا البلد في مناطق سيطرتها، بلفظ مثل هذه المشاريع التدميرية.
وأردف، بالقول: “إنّ هناك مخاطر على هذا الأمر، نحن اليوم في السنة العاشرة حرب، يعني من درس في الصف الأول في ظل هذه الجماعة هو اليوم في الصف الأول الثانوي، وتبقى عليه سنتين ويخلص الثانوية العامة، وهو متسلح بكل الأفكار السلالية الطائفية التي تبعث روح الكراهية والحقد”. في إشارة إلى خطورة المليشيا وفكرها الدخيل.
وتحدث نائب وزير التربية والتعليم الدكتور على العباب، بالقول: “إنّه لا يخفى على الجميع ما أحدثته هذه الجماعة في كل قطاعات البلد ومنها قطاع التعليم بشكل خاص، لأنّ لديها هدف استراتيجي في قطاع العملية التعليمية، وبالتالي عيّنت شقيق زعيم جماعة الحوثيين لانتحال صفة وزير للتربية والتعليم لما لهذه الوزارة من أهمية في نظر هذه الجماعة في الفترة المستقبلية، لتطييف الأجيال ومحو ذاكرة اليمنيين.
وبحسب منظمة اليونيسف فإنّ اليمن يواجه أزمة حادة في التعليم، حيث من الممكن أن يصل عدد الأطفال الذين يعانون من الاضطرابات التي تلحق تعليمهم إلى 6 ملايين طالب وطالبة، وهو ما سيكون له تبعات هائلة عليهم على المدى البعيد.
ووفق المنظمة، فإنّه دُمّرت 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل 4 مدارس) أو تضررت جزئيًا أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة النزاع الذي شهدته البلاد. ويواجه الهيكل التعليمي مزيدًا من العوائق تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين – ما يقرب من 172,0000 معلم ومعلمة – على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016 أو أنهم انقطعوا عن التدريس بحثًا عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news