اخبار وتقارير
لماذا استهدفت إسرائيل الحديدة تحديدا ولم تستهدف صنعاء أو صعدة؟
الأحد - 21 يوليه 2024 - 05:01 م بتوقيت عدن
-
نافذة اليمن - عبداللاه سُميح
رأى خبراء وعسكريون يمنيون أن ميناء الحديدة، التي استهدفتها إسرائيل، يمثل شريان الحياة بالنسبة لمليشيا الحوثي، معربين عن اعتقادهم أن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع خاضعة لسيطرة ميليشيا بمحافظة الحديدة "استعراضية وغير مؤثرة بشكل فعال على قدرات الحوثيين وإمكانياتهم العسكرية".
وعلى الرغم من حجم الحرائق الهائلة وألسنة اللهب المتصاعدة من حرم ميناء الحديدة، إلا أن الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق، اقتصر على أهداف مدنية وخدمية مزدوجة مع الجانب العسكري لميليشيا الحوثي.
وشملت غارات المقاتلات الإسرائيلية التي تزيد عن 10، منشآت خزن الوقود ومكتب الجمارك بميناء الحديدة، إضافة إلى المؤسسة الاقتصادية ومحطة "رأس كثيب" لتوليد الكهرباء بالمحافظة، وفق مصادر يمنية.
وذكر موقع القناة الـ14 الإسرائيلية، أن الضربات شملت عدة أهداف في محيط ميناء ، ما تسبب في وقوع أضرار كبيرة في الرافعات المستخدمة لتفريغ الحاويات، مشيرًا إلى تقديرات إسرائيلية تتحدث عن مدة تتراوح ما بين 6 إلى 12 شهرًا، يحتاجها الحوثيين لاستعادة نشاط الميناء.
أضرار محدودة
في المقابل، أكدت مصادر محلية بمحافظة الحديدة، أن الغارات الإسرائيلية على ميناء الحديدة، لم تحدث أضرارًا كبيرة يمكنها أن تتسبب بخروجه عن الخدمة لبعض الوقت، مشيرة إلى أن مينائي "الصليف" و"رأس عيسى" النفطيين، شمال غرب المحافظة، لم يتعرضا لأي هجوم.
وقالت المصادر لـ"إرم نيوز"، إن إحدى الغارات الإسرائيلية، استهدفت الرصيف "رقم 1" الخالي من العمال والسفن، ورافعتيه المتوقفتين عن العمل منذ سنوات، نتيجة تضررهما خلال معارك سابقة.
في حين استهدفت غارات أخرى بعض خزانات الوقود في الجهة الجنوبية الغربية من الميناء، إضافة إلى بعض المكاتب، وهو ما أدى إلى اندلاع حريق هائل.
وعلى بعد مسافة لا تزيد عن 20 كيلو مترًا عن ميناء الحديدة شمالًا، قصفت المقاتلات الإسرائيلية مواقع قرب محطة "رأس كثيب" المخصصة لتوليد التيار الكهربائي المشترك بالوقود الأحفوري والطاقة الشمسية، الوحيدة بالمحافظة، ما تسبب في خروجها عن الخدمة خلال الساعات الماضية.
وبحسب المصادر، فإن التيار الكهربائي عاد للعمل فجر الأحد، في بعض أحياء مدينة الحديدة، بعد تمكن فرق مشتركة من الدفاع المدني وفرق إطفاء تابعة لشركات تجارية بالمحافظة، من السيطرة على الحريق واخماده.
شريان رئيس
وتكتسب محافظة الحديدة الساحلية المشرفة على مياه البحر الأحمر، أهمية استراتيجية كبيرة من الناحيتين الاقتصادية والعسكرية بالنسبة لميليشيا الحوثي، إلى جانب أهمية مينائها الأكبر في البلد، كمحطة استقبال واردات السلع الغذائية والتجارية للمناطق الخاضعة للحوثيين، الأكثر كثافة سكانية.
واعتبر الخبير الاقتصادي ماجد الداعري، أن الحديدة وميناؤها الهام، تعدّ الشريان الرئيس لتغذية الحوثيين بالخدمات اللوجستية الأساسية التي مكنتهم من الصمود على مدى أكثر من 9 أعوام من عمر الحرب اليمنية.
وقال في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، ليست مجرد مصدرًا يدرّ دخلًا ماديًا للحوثيين، ولا منفذًا بحريًا لاستيراد المواد الغذائية أو الوقود فحسب، بل إنها تشكّل مصدرًا لتعزيز القدرات العسكرية وتطويرها من خلال استقبال الأسلحة وقطع الصواريخ والطائرات المسيرة والمواد المهرّبة التي تصل إلى هذه الموانئ من حلفائهم في طهران.
وأضاف الداعري أن استهداف الميناء وتوقف نشاطه، سيمثّل ضربة موجعة للحوثيين، "وهو ما قد بدأت بوادره تلوح في الأفق في مناطق سيطرتهم التي شهدت أمس تزاحم المواطنين على المشتقات النفطية، خصوصًا وأن استهداف حواضن الوقود سيعقد من عملية استقبال السفن والناقلات النفطية، ناهيك عن دور الميناء كمصدر دخل مالي كبير عبر الجمارك التي تستولي عليها الميليشيا".
ضربات غير مجدية
بدوره يرى المتحدث العسكري باسم القوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي، العقيد وضاح الدبيش، أن الهجمات الإسرائيلية "المدانة والمرفوضة" أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من العمال الأبرياء، إضافة إلى عدد من الأشخاص الذين لا يزالون في عداد المفقودين حتى اللحظة.
وأضاف في حديثه لـ"إرم نيوز" أنه على الرغم من استهداف إحدى الغارات "موقعًا مهمًا للحوثيين يُستخدم في تعزيز فرق الصواريخ والمسيرات في منطقة الكثيب، إلا أنها في المجمل لم تستهدف القدرات الاستراتيجية للميليشيا ولا قيادتها المختبئة في الكهوف والأنفاق، وهو ما يجعلها غير مجدية أو مؤثرة".
وأشار الدبيش إلى أن الحوثيين استدعوا هذه القوات الدولية الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية وغيرها، للتدخل والسيطرة على البحر الأحمر وانتهاك السيادة اليمنية، في سابقة خطيرة، "دون أدنى اكتراث لما يعانيه الشعب اليمني".
من جانبه، يعتقد الصحفي المتخصص بالشؤون العسكرية، عدنان الجبرني، أن هدف الجيش الإسرائيلي من قصف الحديدة "هو الصورة وليس الإضرار بالحوثيين، ولذلك اختار خزانات النفط كهدف يوفر التقاط صور حريق هائل من شأنه ترميم ذهنية الردع لدى جمهوره الداخلي".
المصدر : إرم نيوز
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news