التخادم الحوثي الإسرائيلي.. خفايا التواطؤ في خدمة المصالح المشتركة - عبدالعزيز غالب الابارة

     
يني يمن             عدد المشاهدات : 211 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
التخادم الحوثي الإسرائيلي.. خفايا التواطؤ في خدمة المصالح المشتركة - عبدالعزيز غالب الابارة

في تطور لافت للأحداث في المنطقة، يتجلى بوضوح التخادم بين جماعة الحوثي في اليمن وإسرائيل، حيث يبدو أن كل طرف يقدم خدمات قيمة للآخر في وقت حرج لكل منهما.

هذا التخادم، رغم أنه قد يبدو غريبًا في الظاهر، إلا أنه يظهر كيف يمكن للأعداء الظاهريين أن يجدوا مصالح مشتركة تدفعهم للتعاون غير المعلن.

في وقت كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يواجه ضغوطًا شديدة وتراجعًا في شعبيته بسبب الحرب على غزة، جاءت هجمات الحوثيين لتمنحه طوق نجاة.

نتنياهو، الذي كان يكافح للحفاظ على دعم قاعدته السياسية وسط انتقادات دولية ومحلية، استفاد بشكل كبير من تصاعد التوترات التي أثارتها هجمات الحوثيين.

من خلال توجيه الأنظار نحو خطر خارجي جديد، تمكن نتنياهو من توحيد صفوف الإسرائيليين حول تهديد مشترك، فالهجمات الحوثية، "الوهمية" أعطت نتنياهو ذريعة لتعزيز موقفه الأمني وتبرير سياساته العدوانية، وهذا التوجه خفف من الضغوط الداخلية عليه وأعاد تركيز الرأي العام الإسرائيلي بعيدًا عن الانتقادات المتعلقة بالسياسات الداخلية والحرب على غزة.

في المقابل، قدمت إسرائيل خدمة كبيرة لجماعة الحوثي عندما شنت غارات جوية على مدينة الحديدة اليمنية، متسببة في تدمير منشآت حيوية وسقوط ضحايا مدنيين، منحت الحوثيين فرصة ذهبية لتقديم أنفسهم كمدافعين عن الأمة العربية والإسلامية ضد العدوان الإسرائيلي.

الهجمات الإسرائيلية على الحديدة ساعدت الحوثيين في تعزيز روايتهم بأنهم في خط المواجهة الأمامي ضد إسرائيل، على اعتبار ان ذلك محاولة لتعزيز مكانتهم بين اليمنيين وفي المنطقة، وهذا الأمر يأتي في وقت يحتاج فيه الحوثيون إلى زيادة الدعم الشعبي، خاصة في ظل التحديات الداخلية والانتقادات المتزايدة.

من الواضح أن كلا الطرفين، رغم العداوة المعلنة "في الظاهر"، وجدوا في التصعيد فرصة لتحقيق مكاسب استراتيجية، فـ"نتنياهو" استغل الهجمات الحوثية لتعزيز موقفه الأمني وتوجيه الأنظار بعيدًا عن إخفاقاته في غزة، وبالتالي تحسين شعبيته المتراجعة.

والحوثيون استخدموا الهجمات الإسرائيلية لتقديم أنفسهم كأبطال المقاومة ضد إسرائيل، مما يساعدهم في محاولة فاشلة لكسب تعاطف ودعم محلي وإقليمي.

ففي السياسة، قد تتلاقى مصالح الأعداء بطرق غير متوقعة، والتخادم بين الحوثيين وإسرائيل في هذا السياق هو مثال صارخ على كيف يمكن للأطراف المتنازعة أن تجد نقاط تلاقي تستفيد منها لتحقيق أهدافها، بينما يظل العداء بينهما قائمًا في العلن، إلا أن الفوائد المتبادلة التي جناها كل طرف من هذا التصعيد تشير إلى أن هناك أكثر من مجرد صدفة في هذا التواطؤ غير المعلن.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

القرار الرئاسي رقم (11) يدخل حيز التنفيذ... وهذه أول محافظة تبدأ التطبيق!"

نيوز لاين | 467 قراءة 

قرارات حوثية بعد محرقة العرقوب !

نيوز لاين | 411 قراءة 

هبوط 9 طائرات كويتية اضطراريا في العراق

العين الثالثة | 290 قراءة 

تعميم للمسافرين اليمنيين المتجهين إلى السعودية

يمن فويس | 242 قراءة 

هاني بن بريك” يخرج عن صمته ويفاجئ الوزير الزنداني برد حاسم

نيوز لاين | 227 قراءة 

سياح عراة في منطقة الأهرامات والسلطات المصرية تقبض عليهم

الوطن العدنية | 221 قراءة 

عاجل:الخدمة المدنية تعلن ايقاف مرتبات الالاف في عدن وباقي المحافظات(اسماء)

كريتر سكاي | 193 قراءة 

موقف نبيل من رجل أمن سعودي مع معتمر يمني يلقى إشادة واسعة وتفاعلاً رسميًا

نيوز لاين | 191 قراءة 

حادث جديد في العرقوب وسقوط جرحى

كريتر سكاي | 191 قراءة 

المجلس الانتقالي الجنوبي يؤكّد استعداده للقيام بدوره في تحقيق تسوية سياسية مستدامة وعادلة

عدن تايم | 186 قراءة