الخوخة (عدن توداي) خاص
_نمور الوازعية وفارس حيس في مباراة هي الاكثر إثارة في بطولة شهداء الساحل الغربي بنسختها الثانية التي يستضيفها نادي الوفاق بالخوخة، نمور الوازعية القادم من اعالي جبال تعز بكل ثقة، مدعماً بعناصر الخبرة الطويلة في كرة القدم، وفي الجانب الاخر يقف فارس حيس بكل أنفه وشموخ حاملاً ما تبقى من آمال جماهير حيس على وجه الخصوص، وشغف جماهير الحديدة بشكل عام كونه يخوض مباراته الاولى في البطولة_
_بدات أحداث الشوط الاول بتناغم رهيب من الجانبين، كلاً يريد ان يكون صاحب الضربة الاستباقية في هز شباك الاخر، لكن كانت للمباراة ضروفها التي لعبت بمعادلة الفريقين، الأمر الذي زاد المباراة رونقاً وجمالاً، أخذت المباراة طابعاً فريداً لم يكن في حسبان أحد، لقد عزف كلاً من الفريقين معزوفته بالطريقة التي تحلو له، نمور الوازعية بالالوان السماوية، وفارس اليمن بالعنابي الرهيب، وضعونا عن قرب مع سيمفونية بيتوهوفن التاسعة بإيقاع بنفسجي مزجته اختلاط الالوان ببعضها البعض، لكن سرعان ما أخذت المباراة منعطف أخر غير ذلك الهدوء الذي دائماً ما يسبق العاصفة، نمور الوازعية تذهب بخيالاتها بعيداً، جعلت من المستطيل الاخضر غابة لا ملك فيها سوى للنمور، تمريره من المايسترو صديق تصل بالمليميتر الى اقدام السفاح نمار الذي بدوره ارسلها صاروخية على طريقة الكبار في الزاوية البعيدة للحارس رزة، وسط ذهول من حارس فارس حيس، وكأنه يقول لها لا طاقة لي بك، ليذهب العملاق نمار الى اوساط المتفرجين ليحتضن صورة لفقيد البطولة إبراهيم عمر ، ليرسم لوحة أخلاقية راقية في قلوب كل الحاضرين ، هدف أول في سجلات المباراة يذهب في خزينة النمور، وضربة كادت تقسم ظهر البعير بالنسبة لفارس حيس،_
_لكن سرعان ما هاجت عاصفة حيس في أوساط امواج الوازعية انتهت بهدف التعادل لفارس اليمن عن طريق اللاعب اسماعيل سندي، هدف اعاد للجماهير الشغف من جديد، هدف جعل من المباراة ملحمة سلاحها الجلد المدور لا السيوف، ملحمة اخمدت نيرانها بصافرة نهاية الشوط الاول بإمضاء حكم الساحة حسن يوسف ابو الحركات،_
_بدأ شوط المباراة الثاني، او شوط المدربين كما يقال، ورقة هنا وورقة هناك، أظهرت المباراة بطابع مذهل، اعاد للقاء متعة إضافية بشعور يفوق متعة النظر الى فلسفة البرغوث ميسي وسحر الكالما كالما كريستانو رونالدو، ومن ضربة ثابتة ينفذها الجناح الطائر نصر عرضية تقتنصها فرائص القناص حبيب ليطلق رصاصة الرحمة من خلال مقصية تفوق قدرتي على وصفها، تصل الى شباك فارس حيس بعد ان حاول حارس المرمى الامساك بها دون جدوى، ليصتدم بعدها في أرضية الملعب وهو ينظر الى الكرة في الشباك وكانها تقول له ان الارض مبتلة بالعرق وان السماء لا تمطر أيضاً، حاول فارس حيس العودة الى مجريات المباراة من خلال تسديدة تصتدم في القائم، وبعدها أعلن الحكم صافرة النهاية وسط فرحة كبيرة للنمور ومحبيه، وحسرة الهزيمة التي خيمت في اوساط جماهير فارس حيس ومحبيه_
_مباراة حملت من المتعة ما يعجز قلمي عن وصفها، مباراة ترتقى الى قمة مواجهات الكبار، مباراة كسر قرون في مباراة عناونها الفوز مجد، والهزيمة عار، مباراة قال فيها نمار كلمته الشهيرة ” وكأنني بالرمح أضرب قائلاً، الارض أرضي والزمان زماني”_
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news