برّان برس- وحدة الرصد:
أثار القصف الإسرائيلي على ميناء مدينة الحديدة الساحلية (غربي اليمن)، مساء السبت 20 يوليو/تموز 2024م، ردودًا واسعة ومنددة من قبل السياسيين والناشطين والصحفيين والباحثين اليمنيين على منصات التواصل الإجتماعي.
وبعد عصر اليوم، دوت انفجارات قوية في مدينة الحديدة؛ إثر غارات جوية، قال إعلام جماعة الحوثي إنها استهدفت منشآت تخزين النفط في الميناء، وأسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وتبنى الإحتلال الإسرائيلي هذه الغارات. وقال متحدث الجيش الإسرائيلي: “طائراتنا الحربية شنت غارات على أهداف لنظام الحوثي بمنطقة ميناء الحديدة في اليمن”، مشيرًا إلى أن الغارات هي “رد على الهجمات الحوثية طيلة الأشهر الماضية”.
ورصد “بران برس”، أبرز ردود وتعليقات اليمنيين التي نددت في مجملها بهذه الغارات التي وصفوها بـ“السافرة”، وقالوا إنها “منحت الحوثي ما يريد”، محملين جماعة الحوثي المسؤولية.
عدوان سافر
مستشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، ونائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة، عبدالملك المخلافي، أدان عملية القصف ووصفها بـ“العدوان السافر”.
وقال “المخلافي”، في تدوينة بحسابه على منصة “إكس”، رصدها “بران برس”، إن “العدوان الصهيوني السافر والمدان والإجرامي على الحديدة في بلادنا اليمن، واستهداف منشآت مدنية يكشف طبيعة هذا العدو الذي يمارس حرب الإبادة الجماعية في غزة، ويرفض الامتثال للقانون الدولي”.
أضاف “المخلافي”، إن الاحتلال الإسرائيلي، “لا مانع لديه من إشعال المزيد من الحروب في المنطقة طالما وهو يملك الغطاء من الإدارة الأمريكية”.
من جانبه، وصف المحامي والحقوقي اليمني، عبدالرحمن برمان، القصف الإسرائيلي على الحديدة بأنه “عمل إجرامي جبان قام به الكيان الصهيوني”.
وأضاف “برمان”، في تدوينة بحسابه على منصة “إكس”، رصدها “بران برس”، أن هذا القصف طال “أهداف مدنية، وبنى تحتية في محافظة الحديدة اليمنية”. معتبرًا هذا القصف “انتهاك للقوانين والأعراف الدولية”.
دعوة لاجتماع طارئ
وفي تدوينة أخرى، دعا الحقوقي “برمان”، الحكومة اليمنية إلى “سرعة تقديم طلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لمناقشة العدوان الإسرائيلي على اليمن، والذي استهدف أعيان مدنية محمية، وفقاً للقوانين والأعراف الدولية في محافظة الحديدة”.
من جانبه، قال المدير التنفيذي لمركز واشنطن لحقوق الإنسان، سيف المثنى، إن “الكرة في ملعب الشرعية اليمنية، لدعوة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث هذا العدوان الصهيوني على الأراضي اليمنية ذات السيادة!”.
وفي تغريدة أخرى، قال “المثنى”، إن هذا الهجوم “تم بضوء أخضر من قبل واشنطن، وحسب مصدر عسكري يتم تحضير قائمة واسعة من الأهداف الحوثية بما في ذلك "إرهابيون محددون”.
ازدواجية معايير
الكاتب والمحلل السياسي، محمد جميح، قال في تدوينة بحسابه على منصة “إكس”، إنه “في 2018 ضغط البريطاني والأمريكي لوقف معركة الحديدة، ضد الحوثي، بحجة الخشية من تعرض مينائها للتدمير”.
وأضاف أنه حينها “روجوا لأسوأ أزمة إنسانية في العالم، واليوم تدمر إسرائيل أهدافاً مدنية بالميناء، في عدوان سافر على اليمن، لم يمس الحوثي. غير أن الإنسانيين المرهفين نسقوا للهجوم وبلعوا ألسنتهم".
من جانبه، قال مدير تحرير مجلة المنبر اليمني، أحمد اليفرسي، ”استنجد الحوثي عام 2019م بأمريكا وبريطانيا، وتحركت بريطانيا بكل قوة وحسم لمنع تحرير ميناء الحديدة، ورفعت شعار أن الميناء حاجة إنسانية يجب أن ينسحب الجيش منه”.
وأضاف في تدوينة بحسابه على منصة إكس، رصدها “بران برس”: أجبرت أمريكا والغرب الشرعية على توقيع اتفاقية استوكهولم، واليوم يقصفون مخازن وقود الميناء ذاته، لم يتضرر الحوثي بل استفاد.
الصحفي اليمني، محمد المخلافي، قال هو الآخر: “منعت بريطانيا وأمريكا تحرير ميناء الحديدة بحجة الجانب الانساني والتأثير على الناس غذائياً، والهدف من تحريره كان تخليص اليمنيين من شر الحوثي إلى الأبد”.
وأضاف “المخلافي”، في تدوينة بحسابه على منصة “إكس”، “عندما أرسل مسيره إلى طفلهم المدلل ضربوا الميناء عن بكرة أبيه”. مختتمًا أن “مبادئ الغرب تنهار أمام أعيننا”.
سؤال وحيد
الناشطة اليمنية، فاطمة السياغي، قالت في تعليقها على الحادثة، “سؤالي الوحيد لهذا اليوم: لماذا يسمح العالم قاصيه ودانيه اليوم لإسرائيل بالرد على الحوثي بداخل مدينة الحديدة في اليمن، ولم يُسمح لليمنيين من قبل بتحرير المدينة في أرضهم، وردها للدولة وقد كانوا قاب قوسين أو أدنى من هزيمته؟”.
وأضافت: “لماذا تحارب الأمم المتحدة اليمنيين لأجل الحوثي في كل قرار ضده، ثم على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي والإقليم تقصف إسرائيل الأراضي اليمنية، ردا على الحوثي فيصبح بطل الأمة، وتذهب سردية اليمنيين ومأساتهم وحقيقة معركتهم العادلة ضد الحوثي أدراج الرياح؟”.
واختتمت قائلة: “من يضعون السياسة الدولية مجموعة من الفشلة، ومزدوجيّ المعايير الذين لا يأبهون لا بقانون دولي إنساني، ولا بحقوق الإنسان، ولا بسيادة الدول وحقها في الإستقرار!”.
رد شكلي
الصحفي والباحث عدنان الجبرني، قال “في تقديري أن هدف جيش الاحتلال من قصف الحديدة هو "الصورة" وليس الإضرار بالحوثيين، ولذلك اختار استهداف خزانات النفط كهدف يوفر التقاط صورة حريق هائل من شأنه ترميم ذهنية الردع لدى جمهوره الداخلي”.
وأضاف “الجبرني” في تدوينة بحسابه على منصة “إكس”: “الحوثي حصل الحوثي على ما يريد برد شكلي، وحصلت اسرائيل مؤقتا على صورة..”.
وفي تدوينة أخرى، قال “الجبرني”: “لو كان للحوثي أن يحدد لأعدائه مواقع للقصف العبثي تحت ذريعة الرد، لما حدد الا هذه الاهداف والديلمي وعطان، وهي ذات المواقع التي تُقصف منذ سنوات، ولا نتيجة لها سوى أن الحوثي يستمد منها وقوداً وتعبئة وتحشيد، بينما بُنيته التحتية العسكرية وقياداته ليست هدفاً!”
وفي السياق ذاته، قال الصحفي أحمد اليفرسي: “يجري قصف ميناء الحديدة التابع للشعب اليمني.. وتمنع أمريكا والغرب بكل حسم وقوة أي تحرك عسكري للجيش اليمني ضد الحوثي”.
وأضاف في حسابه على منصة “إكس”، أن “قواعد اشتباك تنفع الحوثي ولا تضره.. لكنها تضر الشعب وتضر الشرعية. مختتمًا: هذه هي أمريكا وذلك هو عداؤها مع الحوثي.. ضرب مصالح الشعب اليمني، وحماية الحوثي من أي تحرك جدي للجيش”.
مسرحية تلميع
الصحفي والناشط الحقوقي، عصام بلغيث، قال إن “ضربات اليوم على الحديدة من قبل الكيان الصهيوني لا يفهمها اليمنيون إلا في سياقها المعروف والراسخ لديهم”.
وهذا السياق، وفق الصحفي بلغيث، وهو من أبناء الحديدة، يتمثل في: “تمكين الحوثي من شرعية القرار الذي لم يمنحهم إياه اليمنيون ولن يمنحوه حتى لو حصل ما حصل”.
وعن القصف، قال “بلغيث”، في تدوينة بحسابه على منصة “إكس”، إنه “مرفوض وتدخل في السيادة اليمنية وتدمير لمقدرات الشعب”.
المصالح الإيرانية
وكيل وزارة العدل، فيصل المجيدي، قال إن “جرائم الاعتداء على اليمن يتحملها الإرهابيان نتنياهو وعبدالملك الحوثي، فالثاني لا يهمه إلا مصلحة إيران أما اليمنيين فليسوا في أجندته”.
وأضاف: “كما أن الملطخة يداه بدماء اليمني والسارق لمقدراته لا يمكنه الحديث عن نصرة قضية طاهرة كقضية أهلنا في غزة. نحن مع بلدنا، وندين إرهاب إسرائيل والحوثي”.
فيما قال الكاتب والصحفي، حسين الوادعي: “يعرفون ونعرف أن غزه ليست الهدف، وأن قصف الحوثيين لتل أبيب غرضه تخفيف الضغط عن حزب الله".
وأضاف: ويعرفون ونعرف أن فلسطين مجرد شعار، وأن الهدف هو المصالح الاستراتيجية الايرانية في البحر الأحمر والمنطقة العربية، وأن حزب الله والحوثي وميليشيات الحشد مجرد أدوات.
وتابع: ويعرفون ونعرف أن تقنياتهم العسكرية المتخلفة عاجزة عن تغيير قواعد الصراع مع إسرائيل، وأن الهدف هو الدول العربية، والمجتمعات العربية، وما تبقى من دول آمنة لم تنتهكها ميليشيات الممانعة.
العدوان الداخلي
وفي تدوينة أخرى، قال “الوادعي” إن “العدوان الداخلي الذي يستجلب كل أشكال العدوان الخارجي ويحول البلد الى ساحة حرب مفتوحة مع كل القوى الاقليمية والدولية، هو الأخطر وهو الأحرى بالمواجهة”.
فيما قال الصحفي والناشط ياسين العقلاني، إن “عصابة الحوثي تقتل اليمنيين وتدمر ممتلكاتهم منذ 10 سنوات، وها هي تجلب الاحتلال الصهيوني لمواصلة ما بدأته، وتجعل الأجواء اليمنية مفتوحة لمن هب ودب”.
الحوثي مسؤول
الصحفي والناشط الحقوقي أحمد الصباحي، قال إن “هذا ما كان ينتظره الحوثي منذ ثمانية أشهر”، متهما الحوثي بـ“استغلال هذا الحدث إظهار التباكي واستغلال الأزمة الإنسانية لمزيد من تحشيد الشعب اليمني خلف أهدافه الخاصة”.
وأضاف أن الحوثي “لم يضع أي اعتبار لواقع الشعب اليمني، وحجم إمكانياته، ونتائج المواجهة مع عدوان إسرائيلي غاشم لا يفرق بين الشجر والحجر والبشر”.
وحمّل “الصباحي”، جماعة الحوثي مسؤولية “كل قطرة دم سقطت وستسقط في الأيام القادمة”، مضيفًا أن الحوثي “استدعى العدوان الإسرائيلي إلى أراضينا وعليه أن يتحمل المسؤولية الكاملة لا أن يتباكى ويعرض صور الضحايا لجلب مزيد من الشعبية”.
ميناء الحديدة
العدوان الاسرائيلي
الملاحة الدولية
الحرب في اليمن
السلام في اليمن
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news