بحث رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الخميس، مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، "سبل دعم السودان للخروج من الأزمة التي يمر بها" فيما فهم أنه استدعاء لوساطة اماراتية في الازمة السودانية فيما يأتي ذلك بعد ادعاءات اطلقها مسؤولون في الحكومة السودانية تتهم ابوظبي بتسليح قوات الدعم السريع دون تقديم دليل ملموس.
وخلال اتصال البرهان بالشيخ محمد بن زايد وفق وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية بحث الجانبان "العلاقات بين البلدين الشقيقين، إضافة إلى تطورات الأوضاع على الساحة السودانية وسبل دعم السودان للخروج من الأزمة التي يمر بها".
ورغم الاتهامات المجانية التي اطلقها قادة في مجلس السيادة واستهدف تشويه دور ابوظبي في تعزيز السلام في السودان اكد الشيخ محمد "حرص دولة الإمارات على دعم جميع الحلول والمبادرات الرامية إلى وقف التصعيد وإنهاء الأزمة في السودان الشقيق بما يسهم في تعزيز استقراره وأمنه ويحقق تطلعات شعبه إلى التنمية والرخاء".
وشدد على "ضرورة تغليب صوت الحكمة والحوار السلمي وإعلاء مصالح السودان العليا والحفاظ على أمنه واستقراره" معربا عن "التزام دولة الإمارات بمواصلة دعمها للجهود الإنسانية لرفع معاناة الشعب السوداني الشقيق".
ويرى مراقبون أن اتصال البرهان بالشيخ محمد بن زايد قد يفتح الباب لوساطة إماراتية بعد فشل عدة وساطات اقليمية ودولية لحلحلة الأزمة فيما تضغط المملكة العربية السعودية للعودة الى مفاوضات جدة كإطار للحل كما يشير يشير إلى رغبة من مجلس السيادة في ايجاد حل سياسي ينهي الازمة مع قوات الدعم السريع.
ووقفت أبوظبي على مسافة واحدة من أطراف النزاع في السودان والتي طالبت مرارا بإنهاء الاقتتال وتقديم الحل السياسي على التصعيد العسكري، نجحت في قيادة وساطة أفضت لصفقة تبادل للأسرى بين روسيا وأوكرانيا في 6 مناسبات.
وفي ابريل/نيسان الماضي ادعى مندوب السودان بالأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث في كلمته بمجلس الامن بأن "الإمارات أشعلت الحرب في بلاده عبر دعم قوات الدعم السريع"، وأعلن رفض الخرطوم مشاركة أبوظبي في أي تسوية للأزمة السودانية.
وقد استوجبت تلك التصريحات ردا من قبل مندوب الامارات محمد أبو شهاب الذي نقل موقف لانا زكي مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية قائلا ان "الإمارات ستظل ملتزمة بدعم الحل السلمي للصراع في السودان ومواصلة العمل مع جميع المعنيين" وموضحا أن "أبوظبي ترفض الادعاءات التي أدلى بها المندوب الدائم للسودان والتي لا أساس لها من الصحة، وتتعارض مع العلاقات الأخوية الراسخة بين بلدينا".
وقاد مجلس السيادة وحلفاؤه من الإسلاميين حملة تشويه تهدف إلى التقليل من الجهود التي بذلتها الإمارات منذ اندلاع الصراع لتسوية الأزمة، في وقت تجمع فيه تقارير دولية على الدور الهام الذي لعبته أبوظبي في دعم النازحين والمتضررين من الحرب من خلال إرسال عشرات الأطنان من المساعدات الإغاثية بالتنسيق مع الهيئات الأممية المختصة.
وتهاوت كافة مزاعم البرهان وحكومته بأن الإمارات قدمت دعما عسكريا لقوات الدعم السريع بعد أن ثبت بالدليل أنها مجرد أكاذيب للتغطية على الهزائم التي تكبدها الجيش السوداني بفقدانه السيطرة على العديد من الأقاليم السودانية واضطراره إلى مغادرة أغلب مقراته الحيوية.
ومثل اتصال رئيس مجلس السيادة برئيس الامارات دليلا على دعم صحة تلك الشائعات وعلى دور ابوظبي في دعم الاستقرار في السودان.
وكان الفريق ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية قد حمل الإمارات المسؤولية عن الخسائر التي تكبدها الجيش دون أي أدلّة، متناسيا أن أبوظبي كانت سبّاقة في الدعوة إلى التهدئة والحوار لإنهاء النزاع المسلّح، ضمن جهودها لتصفير المشاكل في المنطقة وتجنيب شعوبها تداعيات الأزمات والحروب.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news