قال المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل، الأربعاء، إن الجيش "يعتقد أن حماس لم تُهزم بعد".
وقال هارئيل في تحليل نشره بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "يعتبر الجيش أن الضغط العسكري على حماس في قطاع غزة أصبح أكثر فعالية في الأسابيع الأخيرة".
وادعى أنه "وفقًا لهيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، فإن سلسلة النجاحات في المعركة خلال هذه الأسابيع أدّت إلى زيادة معاناة كبار أعضاء الجناح العسكري لحماس (كتائب القسام)، وخلقت ظروفًا أفضل للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن"، وفق تقييمه.
واستدرك هارئيل: "مع ذلك، فإن قوات الجيش الإسرائيلي لا تعتقد أن حماس تواجه هزيمة وشيكة، والجيش يستعد لصراع طويل ويعترف بأن أي اتفاق سيتطلب تنازلات كبيرة من جانب إسرائيل".
وفيما اعتبر أن "حماس تواجه مشاكل في تصنيع أسلحة وذخائر جديدة لتحل محل ما تم استخدامه أو تدميره بالفعل"، قال إنها "لا تزال لديها القدرة على إطلاق الصواريخ، بما في ذلك على تل أبيب والقدس، إنما بأعداد محدودة مقارنة بما كانت عليه عندما بدأت الحرب".
بالمقابل، أشار هارئيل إلى أن "لدى الجيش الإسرائيلي حاليًا 3 قيادات فرق في غزة: فرقة غزة القريبة من السياج الحدودي بين غزة وإسرائيل والمنطقة العازلة على الجانب الغزي منه؛ والفرقة 162 في رفح (جنوب القطاع)، وفرقة الاحتياط 252 في ممر نتساريم، الذي يقسم غزة".
وبيّن أنه "مع ذلك، فإن مجموعة كاملة من القوات لا تعمل حاليًا تحت هذه القيادات، وبعض فرق الألوية القتالية غادرت غزة للاستراحة والاستعداد لاحتمال شن المزيد من الهجمات في وقت لاحق".
وأضاف هارئيل أن "الجيش الإسرائيلي كان قد خطط في الأصل لتصوير نهاية القتال في رفح، المتوقع خلال أسابيع قليلة، على أنها نهاية المرحلة المكثفة من الحرب واستخدامها للإعلان عن هزيمة الجناح العسكري لحماس، لذلك بات من الممكن إبرام صفقة الرهائن".
واستدرك: "لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عارض ذلك بشدة، وفي الواقع، لم يكن هناك نصر واضح، وبدلاً من ذلك، من المفترض أن تؤكد هيئة الأركان العامة على المكاسب التي حققها الضغط العسكري إلى جانب الحاجة إلى المضي قدمًا في صفقة الرهائن".
وأمس الثلاثاء، نشر الجيش الإسرائيلي بيانا عن ما أسماه "خسائر حماس" خلال 9 أشهر من الحرب.
وبالمقابل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في تأبين جنود، الثلاثاء: "تم إنشاء نافذة محدودة من الفرص لإعادة الرهائن (من غزة)، وعلى إسرائيل التزام أخلاقي ووطني بإعادتهم".
وتابع غالانت أن "الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية الأخرى يتمتعون بالقدرة والحرية الكاملة في العمل لاستئناف العمليات المكثفة بعد أي اتفاق، في أي مكان وزمان يكون ذلك مطلوبًا"، وهو ما يتعارض مع أحد أبرز شروط الفصائل في غزة بإنهاء كامل للحرب.
غير أن هارئيل قال: "لكن نتنياهو، وبالتأكيد الجناح اليميني المتطرف في حكومته، لا يُظهِر أي علامة تشير إلى قدر أعظم من المرونة في المفاوضات".
وفي هذا الإطار أشار إلى أن نتنياهو "شدد على مطالبه باستمرار الوجود الإسرائيلي في ممر نتساريم وطريق فيلادلفيا بشكل ينتهك التفاهمات التي تم التوصل إليها مع الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل حوالي 6 أسابيع".
وأضاف هارئيل: "نظرًا لإحباطهم من مراوغة نتنياهو وعرقلة اليمين المتطرف، تحاول عائلات الرهائن تكثيف الاحتجاجات في الفترة التي تسبق زيارة نتنياهو إلى واشنطن وخطابه أمام الكونغرس الأسبوع المقبل".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربا على غزة أسفرت عن أكثر من 128 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب غزة، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.
المصدر: الأناضول
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news