متطوعون وهبوا حياتهم ثمنا لنزع ألغام الحوثيين...نازعو الألغام في اليمن.. رحلة حياة وسط الموت (تقرير)

     
هنا عدن             عدد المشاهدات : 343 مشاهده      
متطوعون وهبوا حياتهم ثمنا لنزع ألغام الحوثيين...نازعو الألغام في اليمن.. رحلة حياة وسط الموت (تقرير)

متطوعون وهبوا حياتهم ثمنا لنزع ألغام الحوثيين...نازعو الألغام في اليمن.. رحلة حياة وسط الموت (تقرير)

متابعة خاصة مبخوت الحنيشي، هو واحد من اليمنيين الذي تطوعوا لإزالة الألغام التي زرعها "الحوثيون" في العاصمة صنعاء إبان عمليات السيطرة عليها قبل سنوات. رحلة لتأمين الحياة يخوضها "الحنيشي" وغيره من المتطوعين، وسط موت يترصدهم في كل ثانية، بسبب افتقادهم إلى المعدات اللازمة وفي بعض الأحيان إلى الخبرة المطلوبة في مثل هذه المهام الصعبة. لم يكن مبخوت خبيرا في القيام بمهمة تتطلب دراية وخبرة وتخصصا، ومع ذلك جازف بتفكيك الألغام المزروعة، واضعا حياته على المحك مع كل عملية يقوم بها. مبخوت ( عاما) تطرق في حديث للأناضول، إلى تجربة فريدة من نوعها في نزع الألغام في بلده "المهتز" منذ سنوات، على وقع حرب دامية بين القوات الحكومية و"الحوثيين". ومطلع ، أي حين سيطر الحوثيون على صنعاء (ما زالت تحت سيطرتهم)، اضطر مبخوت إلى مغادرة منزله في "جبل يام" بمديرية "نهم" شرق العاصمة. وعندما عاد إليها مطلع العام التالي، كان الحوثيون قد زرعوا مئات الألغام في منطقته تحسبا لهجوم القوات الحكومية. "أرض ملغومة" كما يقول، تسببت في موت الأغنام وتهدد حياة الناس، ما دفع بـ "مبخوت" إلى محاولة التخلص من تلك العبوات المدفونة التي تنسف الحياة في كل شبر. وعن قصته التي تضعه كل يوم في تحد جديد مع الموت، قال مبخوت: "لم أكن أملك أي خبرة في نزع الألغام، لكن الضرورة أجبرتني على ممارسة هذه المهنة". وأضاف: "في البداية، كنت أقوم برمي الألغام بالرصاص، أو ضربها بالحجارة لتفجيرها، قبل أن أكتسب بمرور الوقت خبرة محدودة في أنواعها وطرق التخلص منها". الخبرة الميدانية منحت مبخوت الأدوات اللازمة للتعامل مع الألغام بحرفية أكبر، حيث أصبح قادرا على التفريق بين مختلف أنواعها. كما اختبر طرق إبطال مفعولها إما عبر نزع صاعق الانفجار، أو قطع الأسلاك في حال كانت مربوطة بها. وبمرور الأيام، بات مبخوت خبيرا في نزع الألغام حتى في أعين سكان منطقته، حيث كان يمنع النساء والفتيات من رعي الأغنام، والذهاب لجلب الماء عبر الطرق التي لم يستكشفها بعد، بل بات أهل قريته يطلبون نصيحته ولا يسلكون طريقا لم يسمح لهم به. مسيرة "مهنية" استثنائية لرجل اختار طريق الموت لإبعاد شبحه عن سكان منطقته، غير أن جسارته كلفته إصابتين جراء الألغام. الأولى كانت عندما رمى لغما بالرصاص لتفجيره، غير أنه تأخر في الانبطاح أرضا، فكان أن أصيب بشظية تحت عينيه، تم إخراجها بسرعة. أما الإصابة الثانية فحدثت في أبريل / نيسان الماضي، حين كان يقوم باستكشاف منطقة ألغام ولم ينتبه إلى أحدها، ما أدى إلى إصابته بشظايا في قدميه منعته من الحركة جراء قطع بعض الأعصاب. ورغم "الضريبة" التي دفعها، إلا أن مبخوت أعرب عن تمسكه بعمله، واعدا بالعودة إلى ممارسته حالما يتعافى من إصابته. وإجمالا، قال مبخوت إنه نزع وفجر نحو لغم، فيما لم يحصل مقابل ذلك على أي دعم من القوات الحكومية ببلاده، سواء في ما يتعلق بالمقابل المالي أو الدعم بالأدوات والتجهيزات المطلوبة. وغير بعيد عن الحنيشي، وقف شاب عشريني يقود فريقا لنزع الألغام من "عقبة القنذع" التي سيطر عليها الجيش اليمني مؤخرا بين محافظتي "البيضاء" (وسط) و"شبوة" (شرق). بدت نظرات الشاب الذي يدعى عبد الله مزنان الحارثي، ثابتة على الأرض قبل أن يرفعها إلى أخيه طارق، ضمن فريق لنزع الألغام تابع للواء في الجيش اليمني. ورغم أن عبد الله تلقى تدريبا لمدة يوما، إلا أن الأجهزة التي يمتلكها وفريقه "خذلتهم" يوما، ولم تكشف عن أحد الألغام، ما أدى إلى انفجاره وبتر ساق أخيه. وفي حديث للأناضول قال عبد الله: "أقوم بشكل شبه يومي بتطهير منطقتنا بمديرية عسيلان في شبوة من الألغام التي خلفها الحوثيون عقب تحرير المحافظة أواخر العام الماضي". وأشار إلى أن الأجهزة التي يعملون بها ليست جيدة، وتعرضهم للكثير من المخاطر كما حصل مع أخيه. ورغم التحديات، شدد عبد الله على استمراره في أداء عمله قائلا، إنه "سيضحي" بنفسه لإنقاذ الناس من أبناء منطقته من خطر الألغام التي تهدد حياتهم، خصوصا وأن تلك العبوات المدفونة حصدت حياة العديد من أبناء المديرية، على حد قوله. ومنذ أن بدأ عمله هذا قبل أكثر من عام، نزع عبد الله أكثر من لغم مختلفة الأنواع والأحجام، حيث قام بتفجير معظمها والتخلص منها. ووفق عبد الله، فإن الكثير من الفرق الهندسية زارت منطقته وأكدت خلوها من الألغام، لكنه ما زال يستخرج يوميا الألغام من بعض المناطق، كما أنه منع السكان من المرور أو الاقتراب من بعض المواقع حتى يتم تطهيرها من الألغام. ودعا قوات بلاده إلى التعاون معهم ومدهم بأجهزة حديثة تمكنهم من القيام بعملهم، وحمايتهم من مخاطر الألغام التي خلفتها الحرب. ولا يعتبر الحال مختلفا كثيرا بالنسبة إلى القوات الحكومية مقارنة بـ "مبخوت" و"عبد الله" وغيرهما من المتطوعين لنزع الألغام، فضعف الإمكانات وقلة الدعم يشكلان عائقا أمام الفرق العسكرية المتخصصة في هذا الأمر. العقيد صالح طريق رئيس شعبة الهندسة في المنطقة العسكرية الثالثة التابعة للقوات الحكومية، لفت إلى وجود ضعف في الإمكانات لدى الشعبة، علاوة على تساهل المسؤولين بشأن نزع الألغام وعدم وجود دعم كبير لعمليات النزع، ما يعيق عملهم بشكل كبير. وأضاف "طريق" للأناضول، أن فرقه الهندسية نزعت حوالي ألفا بين لغم وعبوة وقذيفة من محافظات مأرب وشبوة. وأردف أن الفريق التابع له "صغير جدا ولا يقوم بكافة المهام، إضافة إلى أن أكثر من فردا أصيبوا خلال عمليات نزع الألغام وبترت بعض أطرافهم، فضلا عن مقتل من أعضاء فريقه الهندسي". ولفت العقيد إلى أن ما يزيد من سهولة صناعة الألغام، أن الحوثيين يصنعونها من مواد أولية متوافرة بالأسواق مثل الأسمدة الزراعية وغيرها. وبحسب المصدر نفسه، فإن "وجود فرق كبيرة مهم جدا لنزع الألغام بشكل كامل"، خصوصا أن المساحة التي جرى تطهيرها في محافظة مأرب لا تتجاوز % من الأماكن الملغومة. وأواخر يونيو / حزيران الماضي، قال وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، إن الإحصاءات الأولية تشير إلى أن مسلحي "الحوثيين" زرعوا حوالي مليون لغم في أنحاء متفرقة من اليمن. وأضاف اليماني في تصريحات إعلامية، أن البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام (حكومي) قام منذ مطلع بنزع أكثر من ألفا و بين ألغام وعبوات ومخلفات الحرب. وأشار إلى أن الأرقام المتعلقة بضحايا الألغام بالفترة الممتدة بين مارس / آذار إلى الشهر نفسه من عام ، تشير إلى سقوط أكثر من قتيلا و مصابا جراء الألغام، ومعظمهم من المدنيين. ولفت إلى من بين الضحايا طفلا و امرأة، فيما تتصدر محافظة تعز قائمة ضحايا الألغام الحوثية. المصدر -الأناضول

Loading...

جاري تحميل المحتوى .. الرجاء الانتظار

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

استنفار حوثي كبير واستدعاء مجاميع كبيرة من المقاتلين بصنعاء.. ماذا يحدث؟

المشهد اليمني | 8049 قراءة 

قرارات وشيكة تطيح بالمشاط وحامد وتعيد قيايادت حوثية خطيرة.. عبدالملك الحوثي في ورطة بعد رفض شخصيات جنوبية تشكيل حكومته

المشهد اليمني | 5523 قراءة 

بشرى سارة لجميع اليمنيين بشأن التوصف لاتفاق سلام وصرف المرتبات وفتح المطارات والطرقات

وكالة المخا الإخبارية | 4062 قراءة 

أردوغان يسخر من إيران بعد هجومها على اسرائيل والحوثي يغضب ويوجه نصيحة لـ”إسماعيل هنية” بعد وصوله تركيا!

المشهد اليمني | 3644 قراءة 

توقيع خارطة الرواتب والطرق خلال ساعات (وثيقة)

العربي نيوز | 3246 قراءة 

بعد رفض شخصيات جنوبية المشاركة في حكومته.. قرارات مرتقبة لزعيم الحوثيين تطيح بالمشاط وحامد وتعيد قيادات خطيرة

وطن الغد | 2545 قراءة 

الحوثيون ينغصون عيش اسرة عفاش بهذا الاجراء (صور)

العربي نيوز | 2438 قراءة 

بعد تسريب (فيديو الشاب الشابة في السيارة).. الكشف عن هويتهم يُفجر مفاجأة!

عدن توداي | 2426 قراءة 

صحيفة لبنانية: قوات الحوثي تصل محيط جزيرة سقطرى وخبير عسكري بريطاني يتحدث عن ”أخبار سيئة”

المشهد اليمني | 2067 قراءة 

سياسي "عفاشي" يفحم المؤتمريين بشأن الزنداني

العربي نيوز | 1457 قراءة